أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، اليوم الخميس، أن الشعب الفلسطيني "سيسقط قرار ترامب مرة واحدة وإلى الأبد"، داعيًا الأمة العربية والإسلامية للاستمرار في الاحتجاج على قرار الرئيس الأميركي بشأن القدس.

ودعت حركة حماس في الضفة المحتلة، الشعب الفلسطيني لتصعيد المواجهة مع الاحتلال والمشاركة في فعاليات الغضب غدا الجمعة، وإشعال المواجهات في كل نقاط التماس.

وشددت الحركة في بيان صحفي على أن انتفاضة القدس ستتصاعد بكل قوة، وسيدفع جنود الاحتلال وقطعان مستوطنيه ثمن المساس بالقدس ومواصلة الانتهاكات ضد شعبنا وأرضه ومقدساته.

وقال هنية، خلال كلمته في مهرجان انطلاقة حركة حماس الـ30 بمدينة غزة "لا يوجد بشر في هذا العالم يمكن أن ينتزع منا قدسنا، أو يغير هويتها، ولا يمكن لأي قوة عظمى أو صغرى أو وسطى أن تمنح القدس للمحتل، لا وجود لشيء اسمه دولة إسرائيل لتكون لها عاصمة اسمها القدس".

وذكر أن ما حدث في الأيام الماضية يمثل "بداية الغضب والانتفاضة والثورة التي يشكل شعبنا رأس الحربة في إسقاط هذا المشروع التآمري على قضيتنا".

وأشاد هنية بجماهير الشعب الفلسطيني في القدس والضفة وغزة والداخل المحتل ومخيمات الشتات وكل أبناء الأمة الإسلامية الذين لبوا نداء القدس.

وتابع "منذ اتخاذ ترامب القرار قبل 8 أيام سجل شعبنا وأمتنا وأحرار العالم العديد من الانتصارات والإنجازات".

ومن هذه الإنجازات وفق هنية، عودة قضية فلسطين والقدس إلى الصدارة، وتصدع الموقف الأمريكي على المستوى الدولي، وعزل الإدارة الأمريكية، وانطلاق شرارة الانتفاضة الفلسطينية، ووقوف أحرار العالم مع شعبنا.

وذكر أن "العالم اليوم كله في كفة وترامب ونتنياهو في كفة أخرى"، مشددًا على أن "من كان يعتقد أن الشعب ماتت فيه النخوة والمقاومة هو واهم، وسقطت هذه المعاني خلال أيام قليلة".

وأكد أن "القدس فلسطينية سياسيًا، وإسلامية دينيًا، وعالمية عالميًا".

وأوضح أن حركة حماس تعمل على كل المستويات لتحقيق هدفين رئيسيين في المعركة مع الإدارة الأميركية والاحتلال الإسرائيلي هما إرغام الإدارة الأميركية على التراجع عن قرارها، وإسقاط ما تسمى "صفقة القرن".

وأكد أن "شعبنا في غزة والضفة والقدس والداخل والشتات يعرف دوره جيدًا، فهذا الوعد لا يقل خطورة عن وعد بلفور".

وأضاف "أقول في يوم انطلاقة حماس.. أرواحنا ودماؤنا وبيوتنا وأبناؤنا فداء للقدس والأقصى".

وأقسم هنية أن "وعد ترامب لن يمر حتى لو راح هذا الرأس عن هذا الجسد".

وبخصوص إسقاط صفقة القرن، قال هنية إننا "كشعب وأمة عظيمة قادرون على أن نرد هذه الصفعة (قرار ترمب) بإسقاط ما يسمى صفقة القرن".

ولفت إلى أن "موضوع القدس جاء في سياق مشاريع لتصفية القضية الفلسطينية".

وتحدث هنية عن ثلاثة مسارات يجب السير فيها من أجل تحقيق الهدفين السابقين، هم تحقيق الوحدة الوطنية، وبناء تحالفات قوية على مستوى المنطقة، والاستمرار بالانتفاضة في فلسطين والأمة.

وشدد على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية على قاعدة الاحترام المتبادل والشراكة لخدمة الوطن، مشيرًا إلى أننا "قطعنا أشواطًا جيدة على طريق استعادة الوحدة".

وفي المسار الثاني، أكد هنية سعي حركته لبناء تحالفات قوية على مستوى المنطقة، مضيفا أن "معركة القدس ليست معركتنا وحدنا، بل معركة كل الأمة".

ودعا لتشكيل غرف مشتركة للتفكير الاستراتيجي مع كل مكونات الأمة، مشيرا إلى أن "حماس بدأت وستستمر في بناء تحالفات قوية في المنطقة للتصدي للمشروع الأمريكي-الصهيوني على أرض فلسطين، مع الانفتاح على كل الدول العربية والإسلامية".

أما المسار الثالث، فيتمثل في الاستمرار بالانتفاضة على أرض فلسطين، مع ضرورة استمرار الأمة في الثورة والتضامن مع القدس.

وقال موجهًا حديثه للأمة: "هم يراهنون على تعبكم وأنكم لا تملكون النفس الطويل والاستراتيجية المتدحرجة المتصاعدة لكسر القرار".

اقرأ/ي أيضًا | مستوطنون يقتحمون الأقصى بـ"الحانوكا" ومواجهات بأبو ديس