أظهرت فحوصات طبية خضع لها الفتى الفلسطيني فوزي الجنيدي (16 عامًا)، وجود كسر في كتفه الأيمن، جراء الضرب الذي تعرض له خلال اعتقاله،فيما قررت محكمة الاحتلال الإسرائيلي العسكرية في "عوفر"، الإفراج عنه، بكفالة مالية، لحين استكمال محاكمته، بعد تراجع النيابة العامة عن الاستئناف الذي تقدمت به ضد قرار سابق بالإفراج عنه،

وأوضحت محامية الفتى الجنيدي، فرح بيادسة، من الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، أن محكمة الاحتلال، قررت اليوم الأربعاء، الإفراج المؤقت عن الطفل الجنيدي بعد دفع كفالة مالية قدرها 10 آلاف شيكل، بعد أن تراجعت النيابة عن استئنافها.

وكانت نيابة الاحتلال العسكرية قد قدمت، الأحد الماضي، طلب استئناف على قرار المحكمة الإفراج عن الجنيدي بكفالة لحين استكمال محاكمته، وأوضحت بيادسة أن المحكمة قررت عقد جلسة للطفل الجنيدي بتاريخ 14 كانون الثاني/ يناير القادم.

وأوضحت بيادسة، في بيان وصل "عرب 48" نسخة عنه، أنها تقدمت بشكوى ضد الجيش الإسرائيلي، بالنيابة عن الفتى الذي تعرض للضرب المبرح خلال اعتقاله.

وحول ظروف اعتقاله، قال الفتى الجنيدي، في إفادته لمحامية الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، إن جنود الاحتلال اعتقلوه من شارع وادي التفاح بمدينة الخليل خلال هروبه من الغاز والمواجهات وهو في طريقه لمنزل عمته.

وأضاف "عندما كنت أركض اصطدمت بأحد الجنود الذي بدأ بضربي ضربا مبرحا، وكان هناك جنودا آخرين يختبئون بين البنايات لكي يعتقلوا المتظاهرين، وفورا هجموا عليّ أيضا وانهالوا عليّ بالضرب المبرح بحيث ألقوني على الأرض، ووجهي كان باتجاهها، وضربوني على رأسي، وظهري وأكثر منطقة كتفي وصدري، ضربوني بواسطة أرجلهم وبنادقهم، واستمروا لعدة دقائق، وبعدها وضعوا لي العصبة على عيوني وكبلوا يديّ بمربط بلاستيكي واحد خلف ظهري، واستمروا بالتنكيل بي وكان يدوسون بأرجلهم على رجليّ وأنا على الأرض".

وتابع "أخذوني سيرا على الأقدام إلى حاجز الكونتينر، وكنت خائفا جدا ولا أعرف ما يحصل ولم أفهم ما يحصل، مشيت تقريبا مسافة 30 مترا حتى وصلنا الحاجز، وأذكر أن الدم كان يسيل من وجهي خاصة من شفّتي نتيجة الضرب، ومن ثم ألقوني على الأرض داخل غرفة وبدأوا بضربي بواسطة أرجلهم على كل أنحاء جسدي، وأنا صرّخت كثيرا لكي يتوقفوا لكنهم استمروا لمدة 5 دقائق تقريبا".

وقال الفتى الجنيدي إن جنود الاحتلال أخرجوه بعد ذلك من الغرفة وألقوه على الأرض وهو مكبل اليدين ومعصوب العينين وكان قد فقد فردة حذائه خلال الاعتقال، وأضاف: "عندما كنت جالسا على الأرض في الخارج جاء أحد الجنود وضربني على رجلي اليمين وعندها وقعت فردة الحذاء التي كنت ألبسها، وبهذا أصبحت حافي القدمين وبعد التحقيق تم اعطائي شبشب بلاستيك لكي ألبسه، وهو الذي حضرت به إلى جلسة المحكمة في تاريخ 11 كانون الأول/ يناير الجاري".

وأشار إلى أن أحد الجنود قام بسكب مياه باردة جدا على قدميه، وأن أكثر من جندي داسوا على قدميه خلال جلوسه على الأرض إضافة لركله، عدا عن أن أحد الجنود كان يشتمه باستمرار.

نُقل الفتى ومعتقلان آخران إلى شرطة مستوطنة "كريات أربع" وهناك جرى فك العصبة عن عينيه وتبديل المربط البلاستيكي عن يديه بمربطين وتكبيلهما إلى الأمام، قبل أن يخضع للتحقيق الذي استمر حوالي نصف ساعة، سمح له خلاله باستشارة محام فقط، وفق ما أفاد به.

واعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي الفتى الجنيدي في السابع من الشهري الجاري، في منطقة باب الزاوية، وسط الخليل، حيث كانت تدور مواجهات بين شبان فلسطينيين وقوة عسكرية إسرائيلية، احتجاجًا على قرار واشنطن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وانتشرت على مواقع التواصل ووسائل إعلام عربية ودولية صورة للطفل الجنيدي لحظة اعتقاله، وهو معصوب العينين، ويحيط به 23 جنديًا إسرائيليًا، حيث لاقت الصورة صدى كبيرًا محليا ودوليا.

اقرأ/ي أيضًا | محاكمة الجنيدي: انتهاك صارخ لحقوق الطفل