كشف مسؤولان فلسطينيان، اليوم الأحد، عن سلسة اجتماعات فلسطينية وعربية ودولية ستعقد، الشهر الجاري، لبحث أزمة تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

وأعلنت الولايات المتحدة، مساء الجمعة، قطع كامل تمويلها لـ"أونروا"، بدعوى أن واشنطن طلبت معالجة مشاكل في طريقة عمل الوكالة، لكن لم يحدث أي تغيير.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صالح رأفت، إن اللجنة ستجتمع في مدينة رام الله، غدا الإثنين، لبحث أوضاع "أونروا".

وأضاف أن وزراء الخارجية العرب سيجتمعون في القاهرة، يوم 11 أيلول/ سبتمبر الجاري، لبحث دعم الوكالة ماليا.

وتابع أنه سيتم عقد اجتماع للدول المانحة في نيويورك، نهاية الشهر الحالي، لزيادة مساهمتها في تمويل "أونروا".

وقال إن منظمة التحرير تسعى إلى إيجاد بدائل للتمويل الأميركي لـ"أونروا".

وشدد على أن قطع هذا التمويل "لن يوقف عمل الوكالة، ولن يؤثر على قضية اللاجئين الفلسطينيين؛ لأنها قضية إنسانية عالمية مرتبطة بقوانين وقرارات دولية".

ويقول فلسطينيون إن واشنطن تستهدف "أونروا" في محاولة لتصفيه قضية اللاجئين، تمهيدا لإعلان خطة سلام أميركية، تتضمن إجبار الفلسطينيين على تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل.

وتواجه "أونروا" أكبر أزمة في تاريخها، منذ قرار واشنطن، في كانون الثاني/ يناير الماضي، تقليص مساهمتها للوكالة، خلال 2018، إلى 65 مليون دولار، مقارنة بـ365 مليونًا في 2017.

ودعا رأفت الدول العربية ودول العالم إلى زيادة دعمها المقدم إلى "أونروا" لتواصل تقديم خدماتها لملايين اللاجئين.

وتأسست الوكالة بقرار من الأمم المتحدة، عام 1949، لتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، وهي: الأردن، سورية، لبنان، الضفة الغربية وقطاع غزة

اجتماعات في نيويورك وبروكسل

وقال سفير فلسطين لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، اليوم، إن الدول المانحة والمعنية بقضية اللاجئين ستعقد اجتماعات، في نيويورك وبروكسل، خلال الأسبوع الأخير من الشهر الجاري.

وأوضح، في تصريح لإذاعة "صوت فلسطين"، أن الاجتماعات ستعقد بحضور من 12 إلى 15 دولة، منها الأردن واليابان والسويد، وبمشاركة فلسطين، لبحث معالجة أزمة "أونروا" المالية.

ودعا رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم، الأمم المتحدة إلى إعادة النظر في التوكيل الممنوح لـ"أونروا".

كما ذكرت القناة الإسرائيلية العاشرة أن الولايات المتحدة تريد من المجتمع الدولي "مراجعة التفويض الممنوح للأونروا".

وشدد السفير الفلسطيني على أنه لا نية لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي أعطت الولاية لـ"لونروا"، أن تنهي هذا الحق للوكالة.

وتابع منصور: "وإنما يوجد شبه إجماع من الناحية السياسية لدى المجتمع الدولي على الإقرار بأن قضية اللاجئين يجب أن تُحل حلا عادلا، ضمن أي عملية سياسية قادمة".

تحذير لبناني من "النيات الأميركية المبيتة"

كذلك دعت الخارجية اللبنانية إلى "التشاور مع الدول المعنية، لوضع تصور للتحرك ومواجهة تداعيات هذا القرار (الأميركي)، بما فيها عقد الاجتماعات الطارئة على مستوى الجامعة العربية، وأوسع من ذلك ليضم الدول المضيفة والمانحة والمعنية على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك".

وأضافت، في بيان، أن مساهمات الدول في "أونروا" هي "واجب على الدول التي وافقت على إنشاء دولة إسرائيل على أرض فلسطين، وغطت احتلال أرضها وتشريد شعبها".

وحذرت من "النيات المبيتة وراء القرار الذي يأتي في سياق أحداث متتالية من نقل السفارة الأميركية إلى القدس وتكريسها عاصمة لإسرائيل، ومن ثم إعلان الكنيست يهودية الدولة وسن قانون القومية، والآن وقف تمويل الأونروا".

واعتبرت الخارجية اللبنانية أن كل هذه "خطوات للتخلص من حق العودة المقدس للاجئين الفلسطينيين في لبنان وفي الدول المضيفة الأخرى، وإسقاط كل محاولة للحل على أساس الدولتين، ناهيك عن دفع العرب المقيمين في فلسطين المحتلة إلى المغادرة".

إلغاء "أونروا" سيعزز من حالة التطرف والإرهاب

وفي سياق متصل اعتبر رئيس اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان التابعة لمجلس الجامعة العربية أمجد شموط، أن إلغاء "أونروا" سيعزز من حالة التطرف والإرهاب العنيف ويعد استفزازا لمشاعر المسلمين والعرب، وسيؤدي لتهديد الأمن والسلام الدوليين.

وأضاف شموط في تصريح صحفي له اليوم الأحد، أنه يجب على الدول العربية التحرك السريع والضغط على المجتمع الدولي، من أجل تثبيت حق الفلسطينيين، مطالبا بمزيد من الضغط على الولايات المتحدة الأميركية لاستمرار دورها في دعم الوكالة الأممية وعدم الانسحاب.

ودعا المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته والشرعية الدولية، من خلال دعم وكالة "أونروا" سياسيا وماديا حتى تواصل تقديم خدماتها للشعب الفلسطيني المنكوب.

وشدد شموط على أهمية استمرار الوكالة في غداء عملها لتذكير المجتمع الدولي أن هناك شعب مغتصب حقوقه ومحتل أراضيه من قبل إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال والعالم يتقاعس في تقديم حقوقه.

اقرأ/ي أيضًا | اللاجئون الفلسطينيون في الأردن: فليمولوا "أونروا" أو فليعيدونا إلى بلدنا