ينشغل الطفل حذيفة سامر (12 عاما)، داخل خيمة التضامن في ميدان الشهداء وسط مدينة نابلس، منذ ساعات الصباح، برسم لوحات فنية، تجسد معاناة الأسرى المضربين عن الطعام منذ 16 يوما، في محاولة منه للفت أنظار العالم لمعاناتهم المتفاقمة في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

حذيفة أو 'الفنان الصغير' كما يلقب، من بلدة جماعين، توسط عددا من أهالي الأسرى داخل الخيمة، وأطلق العنان لرسوماته التي حول بها أيدي الأسرى المقيدة بسلاسل لجناحي حرية ترفرف رغم القيد.

ويقول حذيفة لـ'وفا'، 'كل الناس بتحكي عن قضية الأسرى، على 'الفيسبوك'، والتلفزيون، وفي خيم التضامن بجنين، ونابلس، وغيرها، وأنا حبيت أتضامن معهم، عن طريق رسم معاناتهم، وحلمهم بالحرية'.

'أبي يعمل في الأردن واشتاق إليه كثيرا، فكيف حال إخواني من الأطفال الأسرى وأبناء الأسرى؟'. يضيف حذيفة.

ويرى أن التضامن مع الأسرى يكون بكل طرق، وريشته ستبقى ترسم معاناة الأسرى حتى تصل رسالتهم للعالم، داعيا الجميع للتضامن معهم بكل الطرق والوسائل.

ويضيف 'داخل السجون الإسرائيلية أسرى أطفال، حرموا من الحرية، أطفال فلسطين عصافير حرية وسلام، حجزوا داخل قيود صنعها الاحتلال، ما نطلبه فقط الحرية والعيش بأمن وسلام'.

وبدأ حذيفة الرسم منذ كان بعمر خمس سنوات، والتحق بمركز لتنمية المواهب مؤخرا حيث يطمح ليصبح رساما عالميا ينقل قضايا وهموم الشعب الفلسطيني.

ويوضح أن عمل والده كنحات وخطاط أثر عليه كثيرا وصقل موهبته في الرسم، ودفعه الاهتمام من قبل عائلته وتوفير احتياجاته لرسم كل ما تقع عليه عيناه.

ويطمح حذيفة أن تعمم رسوماته التضامنية مع الأسرى على كل خيم التضامن المنتشرة في أرجاء الوطن.

بدوره، أكد مدير وزارة الثقافة في نابلس حمد الله عفانة، أن حذيفة يرسم باسم 300 طفل يقبعون في سجون الاحتلال، وتجسد لوحاته صمود وإرادة الأسرى في معركتهم ضد عنصرية وعنجهية الاحتلال.

اقرأ/ي أيضًا | طلاب تونسيون يضربون عن الطعام تضامنا مع الأسرى

وأضاف أن المقاومة هي ثقافة والعكس كذلك، وأن أشكال الثقافة سواء بكلمة أو قصيدة أو بريشة ترسم لوحات تجسد معاناة ونضال الشعب الفلسطيني، يعتبر مقاومة، منوها إلى أن تعدد الإبداعات للمثقفين يساهم بدعم المقاومة وحرب الأسرى في معركة الأمعاء الخاوية التي يخوضونها.