استطاع الأسير المريض معتصم رداد (34 عاما) من قرية صيدا قرب مدينة طولكرم بالضفة الغربية المحتلة، بإرادته وقدرته على الصمود، أن يتحدى المرض والسجان، فقد أعلن انضمامه لإضراب الأسرى عن الطعام وامتناعه عن تناول الدواء وجرعات الكيماوي منذ اليوم الأول للإضراب، رغم وضعه الصحي الحرج ومعاناته من مرض سرطان الأمعاء.

الأسير رداد والذي تمكنت والدته (68 عاما) من زيارته قبل شهرين من إعلان الإضراب، لم يرق لها منظره، حيث كان ضعيفا شاحب ومنتفخ الوجه وقد تغيرت ملامحه، لا يقوى على الحديث على الإطلاق، حتى أنه لم يكن قادرا على تمالك جسده النحيل، من شدة المرض الذي اغتال قوته، لدرجة أنه لم يستطع الإمساك بما جلبته له والدته من ملابس وأشياء خاصة وصفتها بأنها خفيفة الوزن.

وقبل بدء الإعلان عن معركة الأمعاء الخاوية، جرى تناقل معلومات من داخل السجن الإسرائيلي، عن الأسير رداد القابع في مستشفى سجن الرملة، "لا تبشر بخير" حسب ما قالت عائلة الأسير، خاصة وأن الأسير وصل لمرحلة لا يستطيع من خلالها الشرب أو مضغ الطعام لدرجة أنه يقوم بطحن حبة الدواء ليتمكن من تناولها بعد تعرض حلقه للانتفاخ، وأكدت الأنباء تدهور وضعه الصحي.

ولم يتوان الأسير المريض رداد، عن المشاركة في إضراب الكرامة للمطالبة بتحسين أوضاعهم الصحية والإفراج عن الحالات المرضية المستعصية، رغم صراعه مع المرض وانخفاض نسبة الدم لديه وضعف عضلة قلبه وتهتك والتهاب أمعائه وهشاشة عظامه وتلف عصب قدمه وتعفن أصابعه وأظافره وظهور فطريات في قدمه ويديه، ومعاناته من آلام في الظهر وآلام المفاصل وضعف مناعة جسمه، وتعرضه لأزمة ربو حادة.

وقال عمر رداد وهو شقيق الأسير لـ"عرب 48" إن "الوضع الصحي لشقيقي الذي يقضي حكما بالسجن عشرين عاما، قضى منهم 12 عاما، يزداد سوءا يوما بعد يوم، حيث أن أخباره انقطعت منذ بدء إعلان الأسرى إضرابهم عن الطعام، بسبب عدم السماح للمحامين بالزيارة"، مؤكدا أن "مستشفى سجن الرملة يفتقد لكافة المقومات الإنسانية والحياتية والصحية، ولا يليق بالأسرى على الإطلاق".

وأشار رداد إلى سياسة الإهمال الطبي التي يتعرض لها الأسرى المرضى وعدم تشخيص الحالات المرضية لهم بالشكل الصحيح، مطالبا بضرورة تقديم العلاج الصحي المناسب لهم، مؤكدا أن شقيقه الأسير لا يتلقى أي نوع من الأدوية إلا بعد استشارة الأسرى المرضى خوفا من قيام إدارة مصلحة السجون بإعطائه دواء لا يتناسب مع وضعه الصحي،  قائلا إن "معتصم دخل السجن ولم يكن يشكو من أية أمراض أو علل".

وأشار إلى أن الأسير رداد والمعتقل منذ العام 2006،  تناول أكثر من 100 إبرة كجرعة علاجية في غضون سبع سنوات، كما أنه يتلقى في اليوم الواحد أكثر من 25 حبة دواء و17 نوع دواء، مؤكدا على سياسة الإهمال الطبي الواضحة بحق الأسرى المرضى.

وطالب بدعم في معركة الأمعاء الخاوية ضد السجان الإسرائيلي، من أجل تحقيق أهدافهم ومطالبهم المشروعة في تحسين ظروفهم الحياتية والصحية قبل فوات الأوان".

ودعا رداد خلال حديثه لـ"عرب 48" القيادة الفلسطينية والمؤسسات الرسمية والأهلية والمنظمات الإنسانية والحقوقية إلى التحرك الجاد واتخاذ خطوات فاعلة تجاه قضية الأسرى وخاصة الأسرى المرضى ذات الوضع الصحي الحرج.

وأشار إلى وجود تهميش وتقصير بحق الأسرى المرضى وعدم متابعة قضيتهم بالشكل المطلوب، مطالبا بضرورة فضح الانتهاكات والاعتداءات التي تمارس بحقهم، مشددا على أن قضية الأسير المريض رداد منسية ومهملة.

وطالب بوقفة حقيقية مع الأسرى في معركتهم التي يخوضونها دفاعا عن كرامتهم، مطالبا بضرورة الضغط على الاحتلال من أجل السماح للمحامين بزيارة الأسرى وتحديدا المرضى ذوي الحالات الحرجة للاطلاع على ظروفهم الصحية، وإدخال أطباء لهم وتشخيص حالاتهم المرضية بشكل صحيح وتقديم العلاج اللازم لهم، ووضع حد لصلف الاحتلال وممارساته.

إلى ذلك، رأى شقيق الأسير رداد أهمية كبيرة بوقوف الجميع عند مسؤولياتهم تجاه قضية الأسرى باعتبارها أهم قضية، مشيرا إلى أن "21 أسيرا يقبعون بمستشفى الرملة يخوضون معركة الأمعاء الخاوية والدفاع عن كرامتهم رغم الأوضاع الصحية الصعبة والحرجة التي يعانون منها".

اقرأ/ي أيضًا | دعوات لمقاطعة بضائع الاحتلال دعما لإضراب الكرامة