تتسع دائرة إضراب الأسرى المحررين عن الطعام، والذين يشكلون النواة الأساسية في الضفة الغربية المحتلة، ينشطون في الاعتصامات في مختلف المناطق الفلسطينية.

وأعلن أسرى محررون وأهالي أسرى خوضهم الإضراب عن الطعام، منذ أول من أمس السبت، في جنين ورام الله، تضامنًا مع أبنائهم المضربين في سجون الاحتلال، واحتجاجًا على تجاهل المجتمع الدولي لإضراب الأسرى.

ومن بين الأسرى المحررين المضربين عن الطعام عميد الأسرى السابق والمحرر في صفقة 'وفاء الأحرار' فخري البرغوثي ونجله هادي، علما أن نجله الثاني شادي البرغوثي لا زال في الأسر يخوض مع رفاقه الإضراب المفتوح عن الطعام، وتخوض عميدة الأسيرات المحررة، لينا جربوني، من عرابة البطوف إضرابا مفتوحا عن الطعام إسنادا لإضراب الأسرى.

فخري يتوسط شادي وهادي البرغوثي

وقال الأسير هادي برغوثي لـ'عرب 48' إن 'حالات إضراب الأسرى المحررين عن الطعام بدأت كحالات فردية وهي آخذة في الاتساع، فأنا ووالدي فخري البرغوثي نخوض معا إضرابنا عن الطعام إسنادا للأسرى'.

وعن الحراك الشعبي قال برغوثي إنه 'حاليا هناك حراك شعبي، لكنه ليس كافيا بالشكل المطلوب، الأسرى ضحوا بحياتهم وحريتهم من أجل هذا الشعب، وعلى الشعب مساندة الأسرى في المعركة التي يخوضونها من أجل حقوقهم الأساسية، أما فيما يتعلق بالموقف الرسمي فهو غير كاف، وهذا يشمل كافة الفصائل الفلسطينية والسلطة الفلسطينية'.

ودعا برغوثي كافة الأسرى بـ'الانضمام للإضراب عن الطعام، والالتحاق بإخوانهم لأن العدد الكلي للأسرى 6500 أسير، ومن يخوض الإضراب اليوم هم 1500 أسير'.

وقال الأسير المحرر صلاح أبو جحيم لـ'عرب 48' إن 'مجموعة من الأسرى المحررين هنا في محافظة جنين تخوض إضرابا عن الطعام لليوم الرابع إسنادا للأسرى، فالمطلوب اليوم هو حراك شعبي وجماهيري قوي لمساندة مطالب الأسرى في السجون والتي هي مطالب إنسانية'.

وأضاف أبو جحيم: 'نحن من جانبنا كأسرى محررين سنواصل إضرابنا ولن ننهيه إلا بانتصار قضية الأسرى، فمصيرنا من مصير الأسرى داخل سجون الاحتلال. نطالب بالمزيد من العمل على المستوى السياسي، سواء في السلطة الفلسطينية أو الفصائل الفلسطينية لمساندة قضية الأسرى'.

ويخوض الأسير المحرر نعيم أبو الكعك، من محافظة رام الله، إضرابه المفتوح عن الطعام منذ اليوم الأول لإضراب الأسرى عن الطعام، وقال لـ'عرب 48' إنه 'في فترة ما قبل الإضراب شاورت الأخوة الأسرى، وقررت خوض الإضراب والتزمت معهم، شاركت في الإضرابات السابقة للأسرى في العامين 2004 و2012'.

وعن الحراك الشعبي، قال أبو الكعك إن 'الإضراب يحمل مطالب إنسانية تهدف لتوفير ظروف حياة تحفظ للأسير الفلسطيني كرامته. في الوضع الطبيعي المجتمعات تتحرك بشكل تدريجي، في الأيام الأولى كان الحضور في خيمة الاعتصام قليل، واليوم هذه الأعداد تزداد، وهناك حراك شعبي وثقافي كبير في خيمة الاعتصام. نريد أن تعم النضالات الشعبية كافة المدن والقرى والمخيمات وكل أماكن تواجد الشعب الفلسطيني، لإسناد أسرانا، ونطالب بتوفير مطالب إنسانية وظروف حياة للأسرى. نطمح أن تكون الساحة الفلسطينية متفاعلة بالبعدين الجماهيري والإعلامي وهذا ما سيؤثر على الرأي العام الدولي للضغط على حكومة إسرائيل لتلبية مطالب الأسرى'.

نعيم أبو الكعك

وعن تجربته بالإضراب عن الطعام سابقا، قال الأسير المحرر أبو الكعك إنه 'في المراحل الأولى للإضراب عن الطعام حالة الأسير المضرب تشابه حالة الصائم في رمضان الذي مضى عليه نحو ساعتين بعد السحور، بمعنى أن المعدة ليست بحاجة للطعام ولا تطلبه، وهذا ما ظهر عليه كريم يونس في اليوم الـ13 للإضراب صائما وكأنه لم يخض إضرابا عن الطعام وبعزيمة كبيرة. بعد هذه الأيام العلاقة مع الطعام تنتهي، بمعنى لا شعور بالجوع، المعدة تتكيف والجسم يتأقلم على هذا الوضع، والحاجة للطعام ليست هي الدافع، بل أن الطعام يصبح حالة متخيلة رومنسية إن شئت، وهذا ما كنا نتحدث عنه في أحاديثنا عن الطعام وكأنها حالات خيالية رومنسية وكأننا كل يوم نصبح ونتحاور حول الإفطار الذي يشتهيه كل منا، كنا نتناول بعض ذرات الملح ثم نشرب الماء، وليس كما يعتقد البعض تذويب الملح بالماء'.

وتابع عما يحدث للجسم بعد هذه الأيام الطويلة دون تناول الطعام، أنه 'بعد هذه الأيام يرتخي الجسم ولا يقوى رغم تفاوت قدرة الاحتمال، فالشباب أكثر قدرة جسديا، وحالات الإغماء عادة تحدث مع الشباب لأنهم يتعاملون بذات النشاط، أما الخوف والقلق فهو على كبار السن من الأسرى أمثال كريم يونس، مروان برغوثي وأحمد سعدات، فالأجسام بهذا السن ليست كأجسام الشباب، وهم معرضون أكثر للضعف والوهن، لكن معنويا هم خارج أجسادهم الضعيفة، وأعطيك مثالا على ذلك بأنه بعد 29 يوما من الإضراب المتواصل عن الطعام في العام 2012 أعلن في العاشرة ليلا انتهاء الإضراب، ولو شهدت ذلك المشهد وطريقة حراك الأسرى في اليوم لن تصدق أنهم أضربوا لمدة 29 يوما عن الطعام، هذه الطاقة الموجودة فيهم لا يمكن أن تكون لدى من أضرب 29 يوما عن الطعام'.

وناشد أبو الكعك الجميع بالقيام بحراك سياسي قادر على تشكيل أداة ضغط على الساحة الدولية، من أجل تحقيق مطالب الأسرى، وقال إن 'أحد مطالب الأسرى هو إزالة الزجاج أثناء زيارة العائلة. هل تعلمون ما هي قيمة أن يلمس الأسير يد والدته؟ إنها شحنة عاطفية لا يمكن لمن لم يعايشها أن يشعر بها. تحررت منذ عامين ولا زالت أمي تعاملني وكأني طفل صغير بعد سنوات الانقطاع العاطفي في الأسر، حنان الأم يعني كل شيء'.

اقرأ/ي أيضًا | المحكمة تمتنع عن إعطاء رد واضح في التماس الأسير كريم يونس

اقرأ/ي أيضًا | إضراب أسرى الحرية والكرامة يدخل يومه الـ15