في الوقت الذي تواصل الحركة الأسيرة إضراب الحرية والكرامة في سجون الاحتلال الإسرائيلي، تعيش عائلات الأسرى معاناة بحرمانها من لقاء الأبناء والبنات الذين يخوضون إضرابا عن الطعام في غياهب السجون.

مسلحة بالصبر والمعنويات العالية تتنقل عائلات الأسرى بين خيام التضامن المنتشرة بالوطن، تحمل في جعبتها الشوق والحنين للأبناء ومثقلة بالهموم والهواجس على حياة ومصير الأسرى المعزولين عن الفضاء الخارجي.

عقود وسنوات من الأسر والممارسات التعسفية والإجراءات التصعيدية لسلطات سجون الاحتلال بمنع الزيارات للعائلات، والإهمال الطبي للأسرى الذين يواجهون الموت البطيء، إلا أن هذه الاعتداءات والعقوبات لا تمنع من العائلات مواصلة النضال.

نهاية شباط/فبراير الماضي، شكل مرحلة مفصلية في حياة الأسير نائل البرغوثي، بعد أن أعادت محكمة 'عوفر' الحكم السابق على البرغوثي، الذي أفرج عنه ضمن صفقة التبادل بين فصائل المقاومة وإسرائيل بعد أن أمضى في السجن 36 عاما منها 34 بشكل متواصل.

الأسير البرغوثي هو أحد محرري صفقة وفاء الأحرار صفقة 'غلعاد شاليط' عام 2011، وقد أعادت سلطات الاحتلال اعتقاله في حزيران/يونيو عام 2014 وأصدرت بحقه حكما بالسجن الفعلي لمدة 30 شهرا.

وتزوج البرغوثي بعد الإفراج عنه في عام 2011. وقالت زوجته إيمان نافع إن زوجها شرع بالإضراب المفتوح عن الطعام ويتواجد في العول في سجن النقب الصحراوي، حيث يعيش ظروف صحية مزرية والعائلة لا تعرف عنه شيئا.

حالة البرغوثي تجسد واقع 70 أسيرا تم اعتقالهم بعد أن أفرج عنهم ضمن صفقة الوفاء للأحرار، وجميعهم يواصلون إضراب الحرية والكرامة وأشهروا سلاح الأمعاء الخاوية في وجه السجان الإسرائيلي.

والدة الأسير طارق حسان البرغوثي، من قرية بيت ريما بالضفة الغربية، تتوق لاحتضان أبنها الأسير والمعتقل منذ 14 عاما، حيث حرمتها سلطات سجون الاحتلال من احتضان نجلها، بحيث جمعها اللقاء به من وراء جدران زجاجي، فيما قررت سلطات الاحتلال ولذرائع أمنية منعها ومنذ عام ونيف من زيارة ابنها الذي يخوض إضرابا عن الطعام.

وتؤكد أن جميع الأسرى أولادها وستواصل العائلات النضال والصمود من أجل إسناد الأسرى في معركة الحرية والكرامة.