سلم وفد عن عائلات الأسرى الرئيس محمود عباس رسالة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تتناول أوضاع أبنائهم والأسرى في سجون الاحتلال، وتطالبه التدخل لدى حكومة الاحتلال من أجل إنهاء معاناة الأسرى والإفراج عنهم.

واستقبل الرئيس عباس، مساء الإثنين، في قصر الرئاسة بمدينة بيت لحم، عددا من عائلات الأسرى المضربين عن الطعام، بحضور رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، ورئيس جهاز المخابرات العامة ماجد فرج.

وقال الرئيس إن قضية الأسرى ومطالبهم العادلة ستطرح خلال لقائه يوم الإثنين مع الرئيس ترامب.

وأكد أن القيادة الفلسطينية تواصل بذل الجهود على كافة المستويات الدولية من أجل التوصل لحل عادل يلبي مطالب الأسرى، كما أكد على مطالب الأسرى الإنسانية وضرورة تحقيقها.

وفيما يلي نصل الرسالة:

من أهالي أسرى ومعتقلين فلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي

23 أيار 2017

السيد دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة الأميركية

1600 جادة بنسلفانيا، واشنطن العاصمة

الولايات المتحدة الامريكية، 20500

حضرة السيد دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأميركية المحترم،

تحية وبعد،

في هذه الأرض المقدسة، ومنذ 37 يوما بدأ 1500 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي بالإضراب عن الطعام. لقد اختاروا الجوع دفاعا عن الكرامة، ورفضا لحرمانهم من حقوقهم الأساسية. ونحن نتألم مع كل ثانية تمر ويزداد فيها التهديد على حياتهم. هل على أسرانا الاستشهاد لتحقيق أبسط الحقوق وهل علينا أن نستقبلهم جثثا بدل من استقبالهم أحرار؟!!

 يأتي هذا الاضراب الذي دخل أسبوعه السادس في حين تستمر إسرائيل باعتقال آلاف الأسرى بشكل تعسفي وتنقلهم قسريا خارج الأرض المحتلة ويتم فرض قيود غير إنسانية عليهم وعلى ذويهم وانتهاك حقوقهم بشكل يومي. الأسرى يطالبون بحقهم في رؤية ابنائهم، وبالاتصال والتواصل مع أسرهم، وبالرعاية الصحية المناسبة، ووقف التعذيب والتنكيل والعزل والإجراءات التعسفية والعقابية بحقهم. والقانون الدولي الإنساني وحقوق الانسان تكفل لهم ذلك وأكثر.

نحن عائلات الأسرى نطالب بأن لا يتعرض أبنائنا للموت خلف قضبان سجون الاحتلال. والمئات من أولادنا وأبنائنا وأزواجنا يصارعون الموت في ما تسميه إسرائيل مستشفيات ميدانية وهي في الواقع زنازين يستمر فيها الاعتقال دون أي احترام لصحة أسرانا ولكرامتهم الإنسانية ولحياتهم.

وهؤلاء الأسرى اعتقلهم الاحتلال لفرض سيطرته على الأرض والإنسان، شأنهم شأن 800 ألف فلسطيني تم اعتقاله منذ 1967، ما جعلنا شعب الأسرى وجعل كل بيت فلسطيني بيت أسير، ونناشد العالم لدعمهم في نيل حقوقهم المعترف بها بموجب كل الشرائع والمواثيق الدولية كخطوة أساسية نحو تحقيق الحرية والكرامة للشعب الفلسطيني.

نحن الفلسطينيين لدينا الكثير لنساهم به ونقدمه للعالم، فقد قدمنا نماذجا في المجالات كافة من داخل الأسر ومن خارجه وطوقون للحياة وشعبنا الذي قدم التضحيات لتحقيق حريته يحلم بيوم يكبر فيه أولادنا في وطن حر بأمن وسلام.

إننا نؤمن أن لكم من القدرة والتأثير على حكومة الاحتلال ما يكفي لإنهاء معاناة أبنائنا الأسرى في سجون الاحتلال. وأنتم أعلنتم إنكم تريدون تحقيق السلام وتحقيق السلام يبدأ بوقف إسرائيل لحربها ضد أبنائنا وبيوتنا وأرضنا ووجودنا وحقوقنا، ورفض إسرائيل أن تحترم ابسط حقوق أسرانا وإجراءاتها غير الإنسانية بحقهم وبحقنا وتهديدها لحياتهم خير دليل على نواياها. نطالبكم بالتدخل العاجل لإنقاذ أسرانا من خطر الموت، ولإنصافهم بنيل مطالبهم الانسانية العادلة.

 وكما قال القائد مروان البرغوثي الذي يقود هذا الإضراب اليوم الأخير في عمر الاحتلال هو اليوم الأول للسلام.

أهالي أسرى ومعتقلين فلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

اقرأ/ي أيضًا | فدوى البرغوثي تعتصم لحين تحقيق مطالب الأسرى