سادت أجواء الفرح الشديد والابتهاج خيام التضامن مع الأسرى بالضفة الغربية المحتلة، وسط تأكيد على أن الخطوات القادمة يجب أن يكون هدفها تحرير الأسرى وفك قيودهم.

وعبر المتضامنون عن فرحتهم بالرقص وترديد الشعارات والوقفات التي أكدت على أن الأسرى أثبتوا أنهم قادرون على انتزاع حقوقهم ولديهم إرادة لا تلين.

في بلدة الخضر جنوب بيت لحم، عمت الاحتفالات، بانتصار الحركة الأسيرة على السجان الإسرائيلي بعد 41 يوما من الإضراب المفتوح عن الطعام.

وانطلق المحتفلون من منطقة الجامع الكبير مرورا بالشارع الرئيس وصولا إلى خيمة التضامن في منطقة البوابة على شارع القدس الخليل، حيث تواصلت الاحتفالات، مع انضمام أعداد كبيرة من المواطنين بعد الانتهاء من صلاة التراويح.

وصدحت مكبرات الصوت ثبتت على المركبات، بالأغاني الوطنية واقيمت حلقات من الدبكة، ورفعت الإعلام الفلسطينية.

وقال الناشط محمد عيسى إن "انتصار أسرانا في معركة الأمعاء الخاوية هو انتصار لكل فلسطيني، ونقول لكل المشككين بمقدرة ابطالنا في سجون الاحتلال على خوض الإضراب دون تراجع حتى تحقيق الأهداف المنشودة، لقد خسرتم الرهان".

وقدم عيسى شكره الكبير لكل من ساند ودعم الاسرى خلال أيام الإضراب، من خلال التواجد في الخيم او المشاركة في المسيرات والوقفات التضامنية

وفي شمال الضفة الغربية، احتفل أهالي محافظة جنين، بانتصار الأسرى في إضرابهم المفتوح عن الطعام، وعلت من داخل خيمة الاعتصام التضامنية في مدينة جنين زغاريد أمهات الأسرى، وسط ترديد الهتافات الوطنية، كما أقيم مهرجان خطابي أبرقت من خلاله التهاني لذوي الأسرى بانتصار أبنائهم في مطالبهم العادلة.

وأكدت والدة الأسير علي القنيري من داخل خيمة الاعتصام بجنين عن حالة من الارتياح انتابها اليوم بعد أن وصل القلق منها مبلغه خلال الأيام القليلة الماضية سيما بعد نقل الأسرى للمشافي.

وفجر السبت، علّق الاسرى المضربون عن الطعام منذ 17 نيسان، إضرابهم عن الطعام منذ 41 يوما، بعد التوصل إلى تفاهمات واتفاق مع مصلحة السجون الإسرائيلية لتحقيق مطالبهم الإنسانية.

واستمرت المفاوضات بين قيادة الإضراب من عصر أمس السبت، حتى ساعات الفجر الأولى في سجن عسقلان، وأدت إلى تعليق الإضراب بعد التعاطي مع مطالب الأسرى.

 وزعمت مصلحة السجون الإسرائيلية في بيان لها فجر اليوم أنها "رفضت الاستجابة لغالبية مطالب الأسرى الفلسطينيين، وأنهم اكتفوا بزيادة وتيرة الزيارات العائلية لهم".

ووفقا لبيان مصلحة السجون الإسرائيلية فإن "انتهاء الإضراب عن الطعام أصبح ممكنا بعد التفاهم بين "إسرائيل" والصليب الأحمر والسلطة الفلسطينية بالسماح بزيارة ثانية شهريا لذوي الأسرى.

وجرت المفاوضات في سجن عسقلان، حيث حضر القائد مروان البرغوثي وقيادة الاضراب للمفاوضات مع مصلحة السجون التي كانت رافضة حتى ساعات قريبة مجرد فكرة الحديث مع البرغوثي وقيادة الاضراب.

يذكر أن نحو (1800) اسير أعلنوا إضرابهم عن الطعام منذ 41 يوما على التوالي للمطالبة ببعض الحقوق الإنسانية التي كفلتها لهم كافة الاتفاقيات والمواثيق الدولية، إلا أن سلطات الاحتلال لم تستجب لمطالبهم وصعّدت من اجراءاتهم القمعية بحقهم ولم تكترث بأوضاعهم الصحية التي تدهورت إلى درجة تثير القلق والمخاوف وتشكل خطرا حقيقيا على حياتهم.