'نداء... نداء... نداء... قطار العودة تحرك وعلى كل اللاجئين إحضار مفتاح الدار وعدم نسيان أوراق الطابو'. دوى هذا النداء عند انطلاق قطار العودة، اليوم الأحد عند الساعة 11 صباحا، الذي اعتلى مقدمته، الشاب محمود حماد وأخذ يصدح عاليا بهذا النداء للمهجرين القاطنين في مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم.

وإلى جانبه، وقف الشاب محمد لطفي ينادي بأعلى صوته حيفا... عكا... يافا... صفد... تل الربيع ....

وسط هذه الأجواء المفعمة بالأمل بالعودة إلى القرى التي هجروا منها، أحاط المئات من الفتية في مخيم الدهيشة بالقطار البالغ طوله 20 مترا، وأخذوا يرددون 'راجعين يا بلادي'. القطار بعرباته الأربع استقله العشرات من الفتية والفتيات وهم يرتدون الزي الفلسطيني القديم.

وحضرت القرى والبلدات التي دمرت وهجر أصحابها منها من خلال كتابتها على طول القطار، فأخذ كل طفل وشاب متواجد، بالبحث عن قريته أو بلدته.

واعربت الفتاة نداء أبو سالم (17 عاما) عن شعورها المفعم بالحيوية والأمل بحق العودة، وأنها كما قال والدها وجدها 'لا بد من يوم ونعود إلى قريتنا التي هجرنا منها'. وأضافت، 'أنا اليوم أركب هذا القطار متوجهة إلى قريتي، ولن اتنازل عن حق وحق أجدادي'.

أما الشاب معتصم أبو شعيرة (20 عاما) فقال 'تواجدي اليوم ومشاركتي في إطلاق قطار العودة يمثل استمرارا للحلم الفلسطيني نحو العودة'.

وعلى مقربة من بوابة المخيم الرئيسي وقف كهل يتجاوز عمره الـ75 عاما يدعى أبو أحمد ينظر بحسرة إلى القطار، وقال بتأثر 'يا رب يظل في عمري حتى أعيش لحظات العودة إلى قريتي'.

وقال أبو أحمد، 'أنا اليوم سعيد جدا وأنا أرى أبناءنا يصنعون قطارا يمثل حلم العودة، وهذا دلالة واضحة أنهم متمسكون بحق العودة، حتى لو لم أقدر على العودة إلى مسقط رأسي، فإني مرتاح بوجود من ائتمن على الأمانة'.

من جانبه، أكد أحد القائمين على إنجاز هذا القطار وفعاليات إحياء النكبة، الناشط مازن العزة، أن انطلاقة القطار هو 'انطلاق حق اللاجئين بالعودة إلى بلادهم، وهو انتزاع وتجسيد لهذا الاستحقاق الوطني الذي لا يتم إلا بالعمل المنظم في ظل النكبات المتكررة'.

وأضاف أن 'هذا القطار وإحياء ذكرى الـ68 للنكبة تجسيد لوحدة شعبنا الفلسطيني أينما وجد حول هذا المفهوم الوطني'. وأضاف، 'انطلق الحلم ليصبح حقيقة، وهذا العمل هو رسالة وفاء لكل من ذاق ويلات التهجير ولكل الشهداء والأسرى، لا بد أن يأتي يوم ويتحقق حلم العودة'.

اقرأ/ي أيضًا | النكبة مستمرة: أرقام تروي حال الأرض والإنسان الفلسطيني

وكان القطار قد انطلق من مكان تصنيعه في قرية الخضر مرورا بمخيم الدهيشة، حيث اخترق شارع القدس الخليل وصولا إلى منطقة باب الزقاق، حيث المهرجان المركزي لإحياء الذكرى الـ68 للنكبة.