منذ أن أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مدينة القدس عاصمة لإسرائيل، وأنه أوعز ببدء إجراءات نقل السفارة إليها، الأول من أمس، الأربعاء، اشتعل الغضب في صفوف الشارع العربي والفلسطيني والمقدسي على وجه الخصوص، لما قد تحمله سطوة القرار الأميركي من أثار دبلوماسية على الساحة الدولية، إلا أن المقدسيين يؤكدون أن المعركة في القدس معركة وجود وهوية وأن قرار ترامب مجرد "حبر على ورق".

وفي الوقت الذي نظمت فيه التظاهرات في شتى أرجاء الوطن العربي احتجاجا على قرار ترامب، يرى الفلسطينيون أن قرار الرئيس الأميركي بالنسبة إليهم محض إجراء سياسي تستخدمه الحكومة الأميركية كورقة ضغط، وأن مدينة القدس عربية فلسطينية، مهما ساوم عليها الحُكام.

الحاج عصام بشيتي

وفي هذا السياق، رصد موقع "عرب 48" نبض الشارع المقدسي، حيث قال الحاج عصام بشيتي، من مدينة القدس إن "نقل السفارة واعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، لن يتم بإذن الله"، وأضاف أن "هذا الثور الأبرق، ترامب، لا يعلم أن هذه الأرض ارتوت بدماء الشهداء لأجل أن تبقى، لن نخاف أي شيء بعد اليوم، القدس هي الخط الأحمر"، على حد تعبيره.

وأضاف أنه "لا يخيفنا هذا الأشقر، لا هو ولا أعوانه، يجب أن يعلم أن الشعب الفلسطيني أيضا عندما يغضب تحصل أمور سيئة لا يحمد عقباها، فلا تمتحنوا صبرنا حتى ينفذ، القدس عربية حتى يأتي الله بأمره".

وختم بشيتي برسالة وجهها إلى أبناء شعبه الفلسطيني والشعوب العربية، أن "اتقوا الله أولا بأنفسكم ومن ثم بدينكم، علموا أولادكم أولا الصدق والتسامح، ونشر الخير، حتى تنزل البركة من الله إلى هذه المدينة المقدسة وإلى شعبها المناضل".

الحاج زياد شكوكاني

بدوره قال الحاج زياد شكوكاني من مدينة نابلس، الذي التقى مراسل "عرب 48" خلال زيارته للمدينة المقدسة، إن "أكثر رد ممكن أن يغيظهم هو القدوم إلى القدس والصلاة في الأقصى، أنا عن نفسي، بعد الإعلان عن القدس عاصمة لإسرائيل تركت عملي وجئت إلى هنا، الأمور سهلة جدا، وليست مخيفة كما يعتقد البعض، الصلاة هي الرباط والجهاد بعينه في الأقصى والقدس".

وتابع أن "التواجد هنا يغيظهم جدًا لأنها معركة على الوجود أصلا، لذا تكثيف التواجد في الأقصى والقدس والصلاة حتى في الطرقات والمساجد المجاورة، هو رد قوي عليهم".

وختم بالقول إن "العبادة مشقة ولا شيء يأتي بسهولة، من يريد أن ينال شيء يجب عليه أن يضحى، يوجد تخاذل ما من قبل الشعب العربي والفلسطيني، لكن الشعوب العربية غارقة في همومها، والشعب الفلسطيني أيضا لديه ما يكفي من المشاكل، هنالك إهمال ما، هذه دعوة للصحوة".

الحاج أحمد مناصرة

وعن إعلان ترامب، أفاد الحاج المقدسي أحمد مناصرة في حديث لـ"عرب 48" أنه "إلى ترامب نقول، إننا لا نعترف بما قلت، كأننا لم نسمع، وكأنه غير موجود أصلا، أنا من هنا أطالب المسلمين الرجوع إلى دينهم أولا، ومن ثم إلى النصر مباشرة، كما قال الله، وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ، والنصر مؤكد بإذن الله".

وأضاف أن "القدس بالنسبة لنا عربية إسلامية، لا نحيد عن هذا لو أريقت دمائنا، القدس مسرى الرسول، البلد الذي باركها الله بإسراء رسوله الكريم، سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ، وسوف تبقى هناك طائفة من أمتنا قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس، المجاهدون في بيت المقدس وأكنافه".

وختم بالقول إنه، "لا بد من الصحوة، في هذه الأيام بالأخص، التي وصلت الفتن إلى ذروتها، وليس فقط في فلسطين إنما الصحوة مطلوبة في جميع الدول العربية والإسلامية".

اقرأ/ي أيضًا | دعوات لـ"يوم غضب" احتجاجا على قرار نقل السفارة الأميركية للقدس