تتواصل الاحتجاجات والمسيرات والمظاهرات الغاضبة في الضفة الغربية وقطاع غزة وأراضي الـ48 وكافة أماكن تواجد أبناء الشعب الفلسطيني في الشتات، تصديا لإعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل والإيعاز بنقل سفارة بلاده إلى القدس.

زياد الحموري

وقال مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، زياد الحموري، لـ"عرب 48" إن "الأوضاع في القدس مرشحة للانفجار، وفقا للتطورات الديناميكية التي عاشتها وتعيشها مدينة القدس، في أعقاب القرار الأميركي الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إلى القدس".

*كيف ترى تأثير القرار على الشارع المقدسي، وهل تختفي هذه الاحتجاجات مع مرور الوقت؟

الحموري: لا شك أن القرار له شقان، سلبي وإيجابي، فالقرار الأميركي بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل غير قانوني ولا يوجد له أي تأثير على مستوى القانون الدولي، لكنه يحمل معنى معنويا في إسرائيل وله تأثير وغطاء لكل خطوات الاحتلال في القدس ومخطط تفريغ المدينة من سكانها، فإسرائيل تريد القدس ليس فقط عاصمة لها إنما عاصمة للشعب اليهودي بمعنى يهودية كاملة، وبالتالي لديهم مخططات لإبعاد أكبر قدر ممكن من الفلسطينيين، وهو ما تم تداوله أصلا لعزل مناطق فلسطينية واسعة واعتبارها خارج القدس، وضم مناطق من فارغة سكانيا من الضفة الغربية للقدس لأجل ضمان تطوير الاستيطان وضم مستوطنات جديدة، هذا طبعا الجانب السلبي للقرار والذي تم العمل عليه منذ سنوات، والقرار في الكونغرس منذ عام 1994 وأعلنه ترامب في ظل حالة العالم العربي وحالة حصار الفلسطينيين. أما الجانب الإيجابي فهو بردود الفعل التي تتم على مستوى العالم ومحليا تصديا للقرار الأميركي.

*كيف ترى تطور الأوضاع في القدس على وجه الخصوص؟

الحموري: لا شك أن الأوضاع ستتفاقم في مدينة القدس، فالمدينة لم تهدأ منذ عامين، القدس تثور وفقا لتطورات الأحداث تدريجيا، وهي التي أحدثت المفاجأة عام 1987 وأحدثت مفاجأة أخرى عام 2000، وكذلك في عام 2015 وصيف هذا العام، فالمقدسيون لديهم "ذخائر" تخرج متى يحتاجون، لا أحد يتوقعها. ولذلك التوقع بأن الأحداث في القدس ستتصاعد لأنها ليست معركة يوم إنما هي معركة طويلة تحتاج إلى نفس طويل والمقدسيون لديهم هذا النفس، هكذا فعلوا منذ 50 عاما ومجابهة الميزانيات الضخمة لقلعهم، وهذا وحده قوة، وهذه القوة ستتفجر خلال الفترة القادمة.

*في الحراك السابق لم نلحظ حضورا قويا للتيارات السياسية الفلسطينية، وقاد الحراك مجموعات شبابية ومرجعيات دينية، أين الحركات السياسية الكبرى؟

الحموري: كان من الطبيعي في الحراك السابق أن يبرز دور المرجعيات الدينية، لأنها قضية دينية أساسا وكان لزاما حضور ووجود هذه المرجعيات لأنها العنوان للأقصى، ومن أكمل الحراك هو الشارع المقدسي بغض النظر عن التوجهات السياسية. صحيح أن الحركة الوطنية لم تكن بارزة في الشارع، ولكنها كانت موجودة في الشارع وبين الناس، رغم أنها لم تسيطر على قيادة الحراك، واليوم الشيء ذاته فالشارع يمكن أن ينفجر ويلبي النداء حتى لو غابت القيادة المنظمة، وهذا ما لاحظناه خلال الفترة السابقة، واليوم نلاحظ أنه بدأ حراك واضح في شارع صلاح الدين ومنطقة باب العامود، ولكنني أقول أن الأحداث ستنفجر في كافة مناطق القدس، والشارع المقدسي يواجه في هذه الأيام تواجدا لم يسبق له مثيل لقوات الشرطة الإسرائيلية فقد جعلوا من المدينة مربعا أمنيا وعلى وجه الخصوص منطقة باب العامود، ورغم ذلك هناك حراك يومي في المنطقة، وأعتقد أن الأيام القادمة ستشهد حراكا كبيرا في كافة مناطق القدس.

اقرأ/ي أيضًا | إصابات خلال قمع الاحتلال لمسيرات منددة بقرار ترامب