أفاد تقرير توثيقي صدر، اليوم الإثنين، عن مركز القدس لدراسات الشأن الإسرائيلي والفلسطيني، إن ارتقاء 16 شهيدا خلال شهر حزيران/يونيو الماضي، رفع عدد الشهداء منذ إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي في السادس من شهر كانون الأول عام 2017، إلى 202 شهيدا في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر.

وحسب التقرير، فإن من بين الشهداء 35 طفلا و5 من ذوي الإعاقة، فيما استشهد 16 من عناصر المقاومة لحركة حماس خلال الإعداد والتجهيز، و9 شهداء نتيجة القصف الإسرائيلي، كما واستشهد 5 أسرى، كما واستشهد الغزي فادي البطش بعملية اغتيال في ماليزيا.

وأوضحت الإحصائيات التي أعدها المركز، أن شهداء مسيرات العودة على حدود غزة والتي انطلقت بتاريخ 30/3/2018 في يوم الأرض، ارتفع عددهم حتى الأول من حزيران إلى 134 شهيدا، بينهم صحفيان وممرضة، فيما ارتقى شهيدان من رام الله وآخر من الخليل.

وتصدرت محافظات قطاع غزة قائمة المحافظات التي قدمت شهداء منذ إعلان ترامب، حيث بلغ عدد شهدائها 174 شهيدا، بينهم 134 في مسيرات العودة الكبرى، تليها محافظة نابلس، حيث استشهد فيها 7 فلسطينيين، يليها محافظة الخليل حيث استشهد منها 6، ثم رام الله بعدد 4 شهداء، وجنين 3 شهداء، ثم القدس وأريحا بواقع شهيدين في كل محافظة، أما في بيت لحم وقلقيلية وطولكرم والداخل، فقد سجلت كل منهم ارتقاء شهيد منذ إعلان ترامب.

ووفقا للفئة العمرية، فقد استشهد خلال المواجهات مع الاحتلال في الفترة التي تلت إعلان ترامب 35 طفلا أعمارهم لا تتجاوز الثامنة عشر، بينهم 24 طفلا استشهدوا خلال قمع الاحتلال لمسيرة العودة الكبرى في قطاع غزة، أحدهم أصم، وأصغرهم الطفلة ليلى الغندور (8 أشهر)، حيث استشهدت نتيجة اختناقها بالغاز الذي أطلقه الاحتلال على مخيم العودة.

واستشهدت 5 سيدات في تلك الفترة، 3 منهن خلال قمع الاحتلال لمسيرات العودة، آخرهنّ الشهيد الممرضة رزان النجار والتي استشهدت برصاص الاحتلال خلال قيامها بواجبها الإنساني في اسعاف المصابين شرق خانيونس.

فيما استشهد 5 أسرى بعد اعتقالهم على يد جيش الاحتلال، ما يرفع شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 إلى 216 شهيدا. وأكدت الدراسة أن قوات الاحتلال تحتجز جثامين 11 شهيدا.

ويظهر من المعطيات، أن الاحتلال لا يتوانى ولا يتردد في استهداف الفلسطينيين، وتبددت حجته بأنه يطلق الرصاص تجاه مَن يشكلون خطراً عليه.

وقمعت قوات الاحتلال مسيرات العودة الكبرى الشعبية على حدود غزة، ما أدى إلى استشهاد 134 فلسطينيا، بينهم أطفال وذوي إعاقة، وصحافيين، عدا عن احتجازه جثامين عدد منهم، الأمر الذي يعكس أزمة الاحتلال في طبيعة رده على الحراك الفلسطيني.

وطالب مركز القدس، المؤسسات الحقوقية والقانونية ومؤسسات السلطة الفلسطينية بضرورة التحرك وتقديم جيش الاحتلال للمحاكم الدولية بجرائم حرب، ووقف قمعه الاجرامي لمسيرات العودة، بعد دخولها الأسبوع الخامس على التوالي.

وأشار مركز القدس في قراءته للأرقام، أنّ آلة البطش الإسرائيلية لم تعتبر من النقد الدولي الموجه لسلوك جيشها على الأرض، وتعمد القتل الممنهج، الذي تمارسه على الأرض، وهذا يدلل على إدارة إسرائيل الظهر ليس فقط للقيم والمعايير الدولية، ولكن أيضاً للمنظومة الدولية ككل.

كما طالب مدير مركز القدس عماد أبو عواد، المؤسسات الدولية والحقوقية، استغلال ما لديها من وثائق تدين الاحتلال، والعمل أمام المؤسسات الدولية، من أجل ادانة بطش هذه الدول، التي باتت توجه آلتها الثقيلة ضد مواطنين عزّل، لا يهددون أمن جنودها.

وأضاف أبو عواد، أن ظاهرة احتجاز جثامين الشهداء باتت في ارتفاع متصاعد، وباتت سياسة ممنهجة، دون وجود ردود فعل حقيقية من قبل المؤسسات الدولية الحقوقية، الأمر الذي بات يمنح "إسرائيل" مساحة أكبر في احتجاز الجثامين، وزيادة معاناة ذويهم الذين ينتظرون مواراة جثامينهم.

من جانبه، أشار الباحث في الشأن الإسرائيلي، علاء الريماوي، أن سياسة الاحتلال في القتل تغذيها التوجهات اليمينية التي باتت تسيطر على الجيش في ظل ارتفاع نسبة الضباط المتدينين.

وحذر الريماوي من أن احتجاز الجثامين، بالعادة يرافقه استئصال لأعضائهم، وهذا يؤكده منع الاحتلال تشريح الجثث بعد تسليمها.

اقرأ/ي أيضًا | أستراليا توقِف المساعدات الماديّة المباشرة للسلطة الفلسطينية