قام أطفال فلسطينيون يتعلمون في مدارس تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة، "أونروا"، بمناشدة العالم والمجتمع الدولي لدعم الوكالة التي تعصف بها أزمة مالية شديدة، بسبب زيادة العجز المالي لديها، بعد قرار الإدارة الأميركية في كانون الثاني/ يناير الماضي، بوقف المساعدات عنها، وتجميد 65 مليون دولار أميركي من المساعدات السنوية التي تعتمد عليها الوكالة بشكل كبير.

وأطلق الأطفال في إطار الفاعلية التي أقيمت في مدارس تابعة للوكالة بمدينتي غزة ورام الله، عشرات الطائرات الورقية المدهونة باللون الأزرق الفاتح الخاص بالوكالة، وأُلصقت عليها لافتات كُتب عليها "الكرامة لا تقدّر بثمن"، وهو اسم الحملة التي تقوم فيها الأونروا لجمع التبرعات المالية.

وأطلقت الوكالة حملتها هذه في 22 كانون الثاني/ يناير الماضي، لجمع تبرعات مالية تدعم صندوقها المالي.

ونُظمت الفعالية التي أقيمت بالضفة الغربية في مدرسة بنات الأمعري الأساسية في مخيم الأمعري للاجئين قرب مدينة رام الله، وحضرها مفوض عام وكالة "أونروا"، بيير كرينبول، ومدير عمليات الوكالة في الضفة الغربية سكوت أندرسون.

وقال المتحدث باسم وكالة "أونروا" في الضفة الغربية، كاظم أبو خلف، إن الحدث هو "رسالة للعالم بأن وكالة الغوث تعاني من أزمة حقيقية، ولحثهم على ضرورة تقديم الدعم اللازم لسد العجز الذي يهدد مصير اللاجئين الفلسطينيين".

وأضاف أبو خلف: "حتى اليوم لم تتأثر الخدمات التي تُقدم للاجئين، ولكن استمرار العجز سيؤدي لتوقفها وترك نحو نصف مليون طالب بلا تعليم في الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن ولبنان وسوريا".

ونظمت "أونروا" الفعالية الخاصة بقطاع غزة، في مدرسة الرمال الإعدادية، في مدينة غزة.

وقال مدير عمليات "أونروا" في قطاع غزة، ماتياس شمالي، في تصريح مقتضب "الرسالة التي يقدمها الأطفال للدول المانحة من خلال مشاركتهم في هذه الفعالية، هي أننا نحتاج للتعليم، وادعموا أونروا من أجل مواصلة تقديم خدماتها في قطاع التعليم، والقطاعات الأخرى".

بدوره، قال المتحدث الإعلامي باسم "أونروا" في غزة، عدنان أبو حسنة: "يشارك اليوم أكثر من نصف مليون طالب فلسطيني في مختلف مناطق عمليات أونروا، سواء في حلب أو إدلب (بسوريا)، في رفح أو جنين (بفلسطين)، وفي عمّان (بالأردن)، في فعالية إطلاق الطائرات الورقية".

واعتبر أبو حسنة أن هذه الفعالية تحمل رسالة "سلام للعالم وللدول المشاركة في مؤتمر المانحين، الذي سيعقد في روما، منتصف الشهر الجاري، وأن مصير الطلبة في خطر".

وأوضح أن الأطفال الفلسطينيين هم "عنصر سلام في المنطقة، ويجب تغطية العجز المالي لدى أونروا من أجل مساعدتها في مواصلة تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين".

وكان المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوغريك، قد قال إنه سيتم عقد مؤتمر المانحين الدوليين، في 15 آذار/ مارس الجاري، في العاصمة الإيطالية روما، برعاية السويد والأردن ومصر، وسيحضره الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بغرض سد العجز الذي نتج عن القرار الأميركي بخفض مساهمة واشنطن في موازنة الوكالة الأممية.

وتأسست "أونروا"، بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس: الأردن، سوريا، لبنان، الضفة الغربية، وقطاع غزة، إلى أن يتم التوصل إلى حل "عادل" لمشكلتهم.

وتشتمل الخدمات التي تقدمها الوكالة الأممية، التعليم، والرعاية الصحية، والإغاثة، وتحسين المخيمات، والإقراض الصغير.

وتقول "أونروا"، إن التبرعات المالية من الدول المانحة لا تواكب مستوى الطلب المتزايد على الخدمات نتيجة تزايد أعداد اللاجئين، وتفاقم الفقر والاحتياجات الإنسانية.

وحتى نهاية 2014، بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين 5.9 ملايين لاجئ في الضفة الغربية وغزة، والأردن ولبنان وسوريا، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

اقرأ/ي أيضًا | تقرير: المخابرات المصرية قد تطيح بعباس وتنصب دحلان