مع  اقتراب ذكرى هبة القدس والأقصى الـ14 والتي راح ضحيتها 13 شابا في الداخل، وفي ظل  المحاولات لإماتة قضية الشهداء وملف ملاحقة أفراد الشرطة الضالعين في إطلاق الرصاص وقتل الشباب، تجولت كاميرا 'عرب 48' في مدينة أم الفحم واستطلعت آراء الشباب وطلاب وطالبات المدارس، حول الذكرى والذاكرة وما يعصف بها من تحديات في ظل مساعي المؤسسة الإسرائيلية لطمس الذكرى وشطبها من الذاكرة الجماعية لفلسطينيي 48.

إلى جانب ما تقوم به المؤسسة الإسرائيلية، هناك دور لبعض الشخصيات 'التربوية' من المجتمع العربي التي تتحفظ عن الحديث عن هبة القدس والأقصى، إذ برز الأمر جليا في المدارس العربية في مختلف المراحل حين حظرت وزارة التعليم الإسرائيلية أي نشاط سياسي ومحاضرات تحمل طابع وطني.

الصورة التي رصدتها الكاميرا في أم الفحم مقلقة للغاية، ففي البلدة التي سقط فيها شهداء، لا يعرف طلابها أسماء الشهداء الثلاثة وبعضهم لا يعرف ما جرى أصلاً.

وأجرى مراسل 'عرب 48' تقريرا مصورا شمل مقابلات مع عدد من طلاب الثانويات في مدينة أم الفحم والذي أتضح من خلاله أن الأغلبية الساحقة من طلاب الثانويات لم يسمعوا عن هبة القدس والأقصى، وإن كان لديهم أي معلومة فهي معلومات سطحية وغير دقيقة عن الموضوع.

وأبدى العديد من الطلاب حيرتهم لحظة أن وجه لهم مراسلنا بعض الأسئلة البسيطة عن هبة القدس والأقصى، مثل سبب اندلاعها، عدد الشهداء، في حين اختلطت على البعض أحداث الروحة التي شهدتها مدينة ام الفحم عام 1998 وهبة القدس والأقصى في عام 2000.

الشاب قتيبة ابو شقرة:' يجب على الاحزاب والحركات ان تنظم ندوات لتوعية الشباب بقضايا المجتمع العربي'

وفي سؤال وجهه مراسلنا للشاب قتيبة أبو شقرة، أحد طلاب المرحلة الثانوية في مدينة أم الفحم عن سبب جهل الشباب في هبة القدس والأقصى فقال: 'إن انعدام المحاضرات عن هبة القدس والأقصى في مدارسنا ، وفي ظل السياسة الممنهجة للحكومة والتي تمنع على المدارس التحدث عن مثل هذه المواضيع، فلا عجب أن يهجل شبابنا قضايا مجتمعنا، ولكني لا ألوم الشباب أنفسهم ولا حتى المدارس، فالشباب اليوم منشغل بالتطور والتكنولوجيا، والمدارس لا يمكنها أن تتحدث بمواضيع السياسة على الإطلاق وذلك بقرار من وزارة المعارف، ولكني أوجه اللوم للقيادات العربية والأحزاب والحركات، فكل حزب وحركة يملك كادر من الشباب الذين يمكنهم من خلالهم نشر الوعي لقضايا مجتمعنا وللتحديات التي مر بها، وهذا أقل ما يمكن فعله تخليدا لذكرى وأرواح شهداءنا الأبرار الذين ضحوا بحياتهم نصرة للقدس والأقصى'.

وبالرغم من وجود جهل شبه تام من فئة الشباب الصاعد ، إلا أن البعض منهم يملك معلومات عن هبة القدس والأقصى إلا أنها كادت أن تكون سطحية للغاية.

بعض مدراء المدارس يرفضون أن تجرى مقابلات داخل مدارسهم بحجة 'تعليمات وزارية!!' والمحامي رياض جمال يعقب
وقد حاول مراسلنا إجراء بعض المقابلات داخل المدارس الثانوية، ألا أنه رفض بعض مدراء المدارس أن يتم ذلك دخل اسوار المدرسة، وذلك بحجة تلقيهم مكتوب رسمي من وزارة المعارف والتي تمنع التحدث بالمواضيع السياسية داخل المدرسة وأثناء الدوام!!.

المحامي رياض جمال :'يجب على المدارس القيام بواجبها التربوي الوطني'

وعليه فقد توجه مراسلنا إلى عضو المكتب السياسي في التجمع الوطني، المحامي رياض جمال محاميد، الذي أبدى استنكاره لهذا الموقف، مشددا على ضرورة قيام المدارس بواجبها التربوي قبل قيامها بالواجب الدراسي، حيث قال: 'واحد من القرارات الذي اتخذته لجنة المتابعة ينص على تخصيص أول حصتين للحديث عن هبة القدس والأقصى وأسبابها، وأستغرب جدا وجود مدارس تبدي عدم استعدادها للقيام بواجبها التربوي والوطني، لذا اؤكد على ضرورة قيام السلطات المحلية وأقسام المعارف ولجان الآباء بالتوجه إلى كافة المدارس الثانوية لإحياء ذكرى هبة القدس والأقصى داخل مدارسها، وهذا واجب تربوي ووطني يجب أن يقوم به كل المدرسين دون أي استثناء'.

واكمل قائلا: 'نحن في حزب التجمع الديمقراطي قمنا وما زلنا نقوم بالعديد من الندوات وخاصة لجيل الشباب والتي تهدف إلى زيادة ورفع الثقافة الوطنية لدى فئة الشباب، ولكن يجب أيضا على كل مدرسة أن تقوم بواجبها التربوي'.