انطلقت في مدينة سخنين، أمس الأربعاء، المظاهرة القطرية لإحياء ذكرى هبة القدس والأقصى، وتخليداً لذكرى للشهداء الذين سقطوا. ولم ترقَ أعداد المشاركين وحجم النشاط الذي جاب شوارع المدينة إلى مستوى تخليد ذكرى الهبة، خاصة وأن الملاحظ هو أنه مع كل عام يمر على هذه الذكرى، يقل تفاعل الجماهير مع المسيرات والمظاهرات القطرية التي تخرج لتخليد هذه الذكرى.

وتوجّه “عرب ٤٨” إلى عدد من القيادات وذوي الشهداء، بهدف محاولة فهم سبب هذه الظاهرة، وعدم التفاعل اللائق مع ذكرى الهبة الوطنية التي تعد مرحلة مفصلية في تاريخ العرب في الداخل.

وقال محمد زيدان، رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية لـ”عرب ٤٨”، إن “الحضور لم يرتقِ لحجم الحدث، ولم يكن كما توقعنا، وهذا ليس بالجديد فمع كل عام يصبح الحضور أقل ولا ننكر ذلك”.

أمّا عن الأسباب، فقال زيدان: “هنالك عدة أسباب أدت إلى حضور هذا العدد، وهو حضور جيد، إلّا أن توقعاتنا وحجم الهبة أكبر. وبين الأسباب أنه قد يكون بأن المسيرة كانت في وسط الأسبوع، وبلا إعلان عن إضراب شامل، وعدد كبير من الناس يعمل ولديهم التزامات في هذه الأيام، بالإضافة إلى أننا قبل عيد الأضحى المبارك بأيام قليلة وتحضيرات الناس في أوجها”.

وأضاف أنه “انطلقت أول أمس الثلاثاء، مسيرة الوفاء للشهداء والتي جابت كافة المناطق العربية تقريباً، وتفاعلت الجماهير معها، وهذا ترك انطباعا عند الناس بأنها قامت بواجبها بإحياء ذكرى الهبة، بالإضافة إلى حرب غزة وعشرات المظاهرات التي انطلقت في كل البلدات ومن الممكن أن تكون قد استنفذت الناس”.

أما عن الإضراب وعدم إعلان الإضراب فقال زيدان إن “أحداً لم يطلب إعلان الإضراب العام، ونحن نقول دائماً، الإضراب وسيلة وليس غاية. وبعد مشاورات شملت ذوي الشهداء، لم نرَ في هذه الظروف التي نمر بها أن هناك دوافع كافية لإعلان الإضراب”.

وقال حسن عاصلة، والد الشهيد أسيل عاصلة، لـ”عرب ٤٨”، إنه “للأسف نفس الأسباب ترافقنا كذوي شهداء منذ العام ٢٠٠٤. نلحظ تناقصاً متزايداً وعدم اهتمام فظيع بالشهداء ووطنية القضية مع كل عام يمر”.

وعن الأسباب قال عاصلة، إن “الفكر الذي يحمله كل من الأحزاب الوطنية هو السبب، لأن الأحزاب العربية لا تملك استراتيجية ولا أفق وطني يتناسب مع حجم الهبة”.

وأضاف: “أنا أزور المدارس بشكل دوري، وأرى أن لا أحد من الطلاب يذكر هبة أكتوبر، ولا يذكرون اسماً من أسماء أي من شهداء الهبة، ولا يعرفون من تكون لجنة المتابعة، وأرى أن هناك غياب واضح للوعي والثقافة في مدارسنا على الرغم من أن السلطات الإسرائيلية ذاتها سمحت بالحديث عن هبة القدس والأقصى داخل المدارس، فلماذا لا يعلّمون أولادنا عن تاريخنا؟”

وتابع عاصلة أن “ما علينا فعله في هذه الأيام، هو برنامج تثقيفي وطني جذري يعمّم على الجميع، وتشارك فيه كل فئات المجتمع من الاستاذ إلى الأب وكل أسرة، وأن نلتفت إلى أبنائنا وبيوتنا ونثقّف ونذكّر بتاريخنا وما حدث لنا”.