انطلقت صباح اليوم، الخميس، مسيرة لإحياء ذكرى شهداء النّاصرة الذين سقطوا في أحداث هبة القدس والأقصى عام 2000، بتنظيم من بلدية النّاصرة وبمشاركة أهالي الشهداء.

وتوجهت المسيرة من مركز محمود درويش إلى المقبرة الإسلامية الفوقى ووضعت أكاليل الزهور على قبورهم، وجرى زيارة أماكن استشهادهم بشكل منفرد، وبعدها توجه المشاركون إلى النصب التذكاري.

اقرأ أيضًا| الناصرة: ذكرى هبة القدس والأقصى ما بين الجهل والخوف

وقال رئيس بلدية الناصرة، علي سلام، لـ'عرب 48' إنه 'يجب أن يُفحص بشكل جدّي مشاركة الجماهير العربية في هذا الحدث، فهي مشاركة غير واسعة وكما ينبغي مثلا في الناصرة عاصمة الجماهير العربية'.

اقرأ أيضًا| مسيرة الوفاء لشهداء هبة القدس والأقصى تجوب كفر مندا

ويتواجد العديد من القيادات العربية، منهم عضو بلدية نتسيرت عيليت، د. رائد غطّاس، والنائب عن القائمة المشتركة، أيمن عودة، وغيرهم من نشيطي الأحزاب وأعضاء البلدية، بالإضافة إلى عدد من طلبة المدارس.

ومن جهتهِ قال الشيخ إيهاب خليل عن الحركة الإسلامية (الشمالية)، إن 'الاعتداءات على المسجد الأقصى لم تنته حتى هذه اللحظة، وتقسيمه كذلك، شاكراً لجنة المتابعة والمرابطين هناك'، قائلاً إنه 'يجب أن نحمي الكنائس كما المساجد فالمسيحيين جزء من تاريخنا'.

وقال النائب أيمن عودة 'نؤكد أننا سنبقى نناضل في وطننا من أجل المساواة المدنية التامة وأن نعيش على أرض الآباء والأجداد، فالاحترام العميق للشهداء يكون بالنضال من أجل القضية الذين استشهدوا من أجلها'.

وتحدث عضو البلدية عن التجمع، همام أبو أحمد، وشكر رئيس البلدية على تنظيم إحياء الذكرى، ورحب بأهالي الشهداء، مستذكراً أحداث هبة القدس والأقصى وإنكار الحكومة الإسرائيليّة للأعمال البشعة التي نفذتها.

واستعرض أبو أحمد تجربته في المجال التعليمي، حول استبدال أول حصتين من اليوم الدراسي في هذا اليوم للشرح عن الذكرى قائلاً إنه 'كانت لي تجربة بتعليم الصفوف الحادية عشرة واكتشفت أنهم لا يمتلكون المعلومات الكافية، وأنا اطلب بدوري من جميع المدراء والمعلمين في المجتمع العربي أن لا يكون الحديث فقط في أيام الذكرى، بل خلال أيام السنة كي يكون هناك حضور لهذا التاريخ'.

وتابع أن الاعتداءات على المسجد الأقصى ما زالت مستمرة رغم مرور 15 عاما على انتفاضة القدس والأقصى.

وصرّح رئيس بلدية الناصرة من جهته أن 'الناصرة ستخلد أسماء الشهداء بنصب تذكاري على شكل نافورة مياه واستبدال دوار المدينة عند منطقة شهاب الدين بهذه النافورة تخليدًا لهم'.

وفي هذا السياق أعربَ عضو بلدية نتسيرت عيليت عن القائمة العربية المشتركة، د. رائد غطاس، لـ'عرب 48' أنّ 'الجيل الجديد لم يعرف ولم يواكب هذا الحدث، ولذلك من المهم جدًا نقل المعلومات والرسالة التي حصلت قبل 15 عاما للجيل الشاب الذي لم يكن واعيًا حينها، ومن هنا تأتي أهمية هذا اليوم في إحياء الذكرى'، متابًعا أنّ 'هبة القدس والأقصى غيّرت تاريخ الشعب الفلسطيني ونحن لا ننسى ذكرى شهدائنا ولن نغفر لمن اعتدى وقتل أبنائنا'.

كما وقد حضر أهالي الشهداء، ومنهم صبحي لوابنة، والد الشهيد إياد لوابنة، الذي قال لـ'عرب 48' إنّ هذه الذكرى لا ينساها أصلاً لأن ابنه شهيد والشهيد ذكراه حيّة دومًا، وقال إنه 'رغم الحسرة الذي تركه فراق ابننا، لكننا نفتخر به وبكونهِ شهيدا'.

اقرأ أيضًا| مسيرة الوفاء للشهداء تصل طمرة وشفاعمرو

وتابعَ أنّه يؤيد الحديث عن ذكرى هبة القدس والأقصى في المدارس، وتوعية الجيل الشاب، الذي بهِ أمل الغد، فاليوم الذي رحل فيه ابني إياد كان صعبا وقاسيا جدًا، وقد حضر نحو 80 ألف شخص إلى جنازتهِ، وكنتُ قلقاً حينها من أن يسقط المزيد من الشهداء، لكنّهم في النهاية تراجعوا.

بينما تستذكر جميلة عكّاوي، وهي شقيقة الشهيد عمر عكّاوي، ذاك اليوم بأنّه أسود، وهي تعيشه كل يوم بعد مرور 15 عاما، كأنّه اليوم حدث، بقولها 'أتذكر أنّ أخي خرج من البيت وغاب 20 دقيقة ولم يعد، خرج كأي إنسان طبيعي، وليس من حق أي إنسان آخر أن يحكم بإعدام وقتل أي شخص آخر، وأنا أفتخر بأخي الشهيد، أرفع رأسي بهِ فداءً للوطن، ولكن الواقع ما زال سيّء جدًا'.

اقرأ أيضًا| سخنين والبطوف: انطلاق فعاليات إحياء ذكرى هبة القدس والأقصى

ولمست عكّاوي مشاركة أوسع وتحسّنا في الأوضاع العامة، الأمر الذي جعلها تشارك في هذه الذكرى بعد انقطاع دام سنوات عديدة، معبّرةً عن سعادتها باشتراك الناس وحشدهم في هذه الذكرى، وبشكل خاص طلبة المدارس الذين لم يكونوا واعين عام 2000، وكانت قد طلبت من المدارس مسبقًا باشراكهم في هذه الذكرى.

أما عن دور الطلبة الذين تواجدوا، ومنهم الطالبة آية جرادات من النّاصرة، التي بادرت هي وعدد من زملائها الطلبة التوجه إلى إدارة المدرسة والطلب منها السماح بالمشاركة في هذه الذكرى، فقالت لـ'عرب 48' إن 'هناك أهمية كبيرة لهذه المشاركة وهي محاربة مناهج التعليم الصهيونية التي تفرضها وزارة التربية والتعليم، وهي تريد نزع الهوية والقضية الفلسطينية منّا، وقد بادرت مدرستي في هذا اليوم للحديث عن ذكرى هبة القدس والأقصى والتحاور والنقاش حولها'.