اختتم المهرجان المركزي لإحياء الذكرى الـ17، لهبة القدس والأقصى، والذي أقيم أمام النصب التذكاري للشهداء في مقبرة الشهداء بمدينة سخنين، والذي جاء تلبية لدعوة لجنة المتابعة العليا وبلدية سخنين واللجنة الشعبية.

وأدار المهرجان، نائب رئيس بلدية سخنين، منيب طربيه، وكانت الكلمة الأولى لرئيس بلدية سخنين مازن غنايم، ثمّ كلمة اللجنة الشعبية، والتي ألقتها وفاء شاهين، أما كلمة ذوي الشهداء، فقد ألقاها والد الشهيد أحمد صيام، إبراهيم صيام، وكانت الكلمة الختامية لرئيس لجنة المتابعة، محمد بركة.

وشارك في المسيرة عدد قليل نسبيًا بالإضافة لعدد من نواب القائمة المشتركة وقادة لجنة المتابعة والأحزاب والحركات الوطنية ورؤساء السلطات المحلية ورجال الدين، والمئات من المواطنين.

وقال رئيس اللجنة القطرية، ورئيس بلدية سخنين، مازن غنايم في كلمته :" إننا نحيي اليوم ومعا إحدى أهم المناسبات الوطنية الوحدوية والكفاحية في المسيرة العربية الفلسطينية في البلاد، هذه المناسبة التاريخية التي يحييها إلى جانبنا الشعب الفلسطيني بكل مكان بالعالم ، تجاوبت في مسيرة الحياة منذ أكثر من قرن، وها هي تتحقق بالآلاف، شعبنا يرفع الراية وهو رأس الحربة في الدفاع عن القدس والأقصى، ولا نسيان ولا غفران حتى ينال المجرمون عقابهم. دفاعنا عن الأقصى وكنيسة القيامة واجب وطني وديني، وعلى العالم العربي والإسلامي تحمل مسؤوليته أيضا . اليوم نواجه أكبر مشروع تهويد ، والأقصى ليس من مسؤولية الفلسطينيين فقط، بل من جميع المسلمين والعرب بالعالم".

وقال والد الشهيد أحمد أبو صيام، إبراهيم أبو صيام في كلمة ذوي الشهداء: "ها هي الأيام تدور بأسرع ما يكون، يمضي عام ويأتي جديد، تشرق الشمس وتغيب، يعل الهلال ويختفي البدر، لكن شموس بيوتنا لا تغيب، لكن أقمار عائلاتنا لا تختفي، لا بل أن شموسنا تتوهج وأقمارنا تتلألأ كلما أطلّت علينا ذكرى هبّة القدس والأقصى، شموسنا وأقمارنا هم فلذات أكبادنا، أبناؤنا شهداؤنا الذي ارتقوا دفاعًا ونصرة وغضبًا على انتهاك المسجد الأقصى من قبل شارون وعصابته ممن أشغل زعيم المعارضة الإسرائيلية يومها، وكان ذلك يوم 28.9.2000 ".

وتابع "نحن نؤمن بقضاء الله وقدره، ونؤمن أن القدر يمكن أن يتحقق على يدي ظالم وطاغية ومستبد، هو ذلك الجندي القناص الذي أطلق النار على أبنائنا أو ذلك الضابط الذي أصدر له الأمر بقتلهم، أو ذلك السياسي الذي منحهم الغطاء والحماية أو ذلك القاضي الذي برأهم، ولم يتم تقديم أيا منهم لمحكمة يلقى فيها قصاصًا عادلًا. رامي غرّة، محمد جبارين، مصلح جراد، وسام يزبك، عمر عكاوي، إياد لوباني، محمد خمايسي، رامز بشناق، وليد أبو صالح، عماد غنايم، أسيل عاصلة، علاء نصّار وإبني أحمد صيام".

وأضاف "ابني أحمد وكلهم أبنائي، كان يفترض أن يكونوا اليوم آباءً وأن يكون لهم أحفاد، لكن إرادة الشر وعنجهية حكومة إسرائيل قد سلبت منهم هذا الحق وحرمتنا من هذه النعمة. لم يكن أبناؤنا أول الشهداء ولن يكونوا آخرهم يقتلون في سبيل الله ودفاعًا عن الوطن ونصرة للمسجد الأقصى المبارك، ولكننا نحن أهالي الشهداء نعتز ونتشرف أننا وأبناؤنا ضمن قائمة من قدموا للوطن، أعز ما يملكون، وإنه لمصدر فخر لنا أن ننتسب نحن وأبناؤنا ويقترن اسمهم بالمسجد الأقصى".

وأكد أبو صيام: "نعم إن ابناءنا قد قتلوا، واستشهدوا من أجل المسجد الأقصى ودفاعًا عن حقنا الخالص فيه، ولا ننسى في هذا المقام... أن نتضامن مع الشيخ رائد صلاح، الذي يقبع خلف قضبان الحديد من أجلنا ومن أجل قضيتنا... وأي ارتقاء وأي سمو ذاك الذي يدفع ثمنه بين إخوانه... ونحن من هنا نشدّ على يديه... ونقول له كما علّمنا أنا باقون ما بقي الزعتر والزيتون...".

وألقت كلمة اللجنة الشعبية في سخنين، وفاء شاهين التي قالت: "هي تجديد العهد مع الثوابت، فتحية لكل من آمن بثوابت الأمة والمسيرة الوطنية الممتدة لكل أبناء الوطن، هي ذكرى تشكل صفحة ناصعة في تاريخ شعبنا، تحية إكبار لذوي الشهداء ولأمهات الشهداء اللواتي سطرن صفحة ناصعة في تاريخ شعبنا، نقول لجماهيرنا لمن آمن في هذه الثوابت، أنتم القاعدة الثابتة للدفاع عن وجودنا وكرامتنا، يا جماهير شعبنا، اسمحوا لي أن أبعث باسمكم جميعا التحية للأبطال الأسرى والأسيرات الذين صنعوا بصمودهم الأسطوري وأمعائهم الخالية المعجزات، هؤلاء الأبطال أذهلوا العالم وانتصروا على السجان وهم ضمير شعبنا وشعب لديه مثل هؤلاء الابطال لا بد أن ينتصر".

وأنهت شاهين:" إن انتصار القدس والأقصى، لا بد اتٍ عاجلا أم آجلا، ودماء الشهداء لن تذهب هدرا، نستذكر شهداء أكتوبر ويوم الأرض، ونقول لهم لن نغفر ولن نسمح، ونبقى نحافظ على هذا الوطن بوحدتنا التي هي قدس أقداسنا".

وقال رئيس لجنة المتابعة محمد بركة في كلمته:" تحية إجلال للشهداء وأهالي الشهداء الذين يقفون منذ 17 عاما بصبر وإصرار إلى جانب شعبهم، وضحوا بأغلى ما يمكن عند الانسان وهو حياته وحياة أبنائه، واليوم نقف هنا باسم شعبنا كله لنعاهد الشهداء أن دمكم لم ولن يذهب هدرا، وأن القضية التي استشهدتم من أأجلها لن تنكس أعلامها لأن ورائها جيل وراء جيل يدافع عن الوطن والقدس والأقصى والمقدسات، نقف هنا لنقطع عهدا أن هذه المسيرة لن تتوقف ولا يمكن أن تتوقف إلا بعد أن نحصل حقوقنا كاملة على أرضنا ووطننا الذي لا وطن لنا سواه، إلا بعد أن يرفرف علم فلسطين على مساجد القدس وكنائسها".

انتشار سلاح الجريمة بعد هبة القدس والأقصى

وتابع بركة:" كنا هنا حيث سقط الشهداء، من جت حتى درة التاج، مدينة سخنين، هنا ودعنا شهداءنا ووقفنا في الصفوف الأمامية في مواجهة التعسف والاضطهاد، أذكر الانفلات الدموي آنذاك أيام حكومة باراك ضد شعبنا، واستسهلت الضغط على الزناد لقتل أبناء شعبنا، يوم هبة القدس والأقصى كانت نقطة تماس بين هذا الجزء من الشعب الفلسطيني وباقي أبناء الشعب الفلسطيني، لأن القدس والأقصى توحد كل أبناء الشعب الفلسطيني، وهو التلاحم بين أبناء شعبنا وهذه الحقيقة قضت مضاجع المسئولين في إسرائيل، لذلك كان الاستخلاص الأساسي التي وصلت إليه الثلة الحاكمة، تلخص في ثلاث وسائل استعملت ضدنا، وهي التفتيت وإدخال الفتنة وسلاح الجريمة، وهي مناسبة كي أتوجه إلى جميع أبناء شعبنا، علينا تحصين بيوتنا، من الجريمة والسلاح والانحراف والجنوح، السلاح انتشر بعد أكتوبر 2000 لانهم اعتقدوا أنهم يشغلوننا بأنفسنا بذلك، كي ننشغل عن القضايا الأساسية لجعلنا مجموعات متصارعة.

الأسرلة

واستطرد رئيس لجنة المتابعة :"أما المحاولة الثانية فهي محاولة التدجين، عبر أشكال مختلفة من التجنيد والخدمة المدنية وكافة أشكال الأسرلة، وهذا لا نريده مقابل أي شيء، ثم الترهيب والإرهاب، وهم يحاولون الآن تقسيمنا إلى إيجابيين وسلبيين، وفي هذا الإطار جاء إخراج الحركة الإسلامية عن القانون، والتحريض على أحزاب وهيئات جامعة في شعبنا، والتي أعقبها اعتقال قيادات وفي مقدمتهم الشيخ رائد صلاح، وإذا كانت تهمته آيات قرآنية، فكل هذه الدولة وهذه المؤسسة هي تهمة وعار في جبين الإنسانية، ومن هنا نرسل تحيتنا إلى الشيخ رائد صلاح."

صراع سياسي وليس دينيا

وختم بركة: "إن نتنياهو يحاول حسم الصراع على حقوقنا من خلال تديين الصراع، وفي إطارها الاقتحامات للأقصى، والمس بالمساجد والكنائس، ونحن نقول إن الصراع هو صراع سياسي، وليس صراع عقائد، بل صراع بين حق وباطل، بين عدل ومسعى للاستقلال واحتلال."

وانطلقت المسيرة من شارع الشهداء قرب مسجد النور، لتجوب شوارع مدينة سخنين، وصولًا إلى مقبرة الشهداء.

اقرأ/ي أيضًا | ذكرى هبة القدس والأقصى: زيارات العوائل وزهور على أضرحة الشهداء

اقرأ/ي أيضًا | إحياء ذكرى هبة القدس والأقصى بزيارة أضرحة الشهداء