قام المئات من الناشطين السياسيين وأعضاء اللجان الشعبية ورؤساء وأعضاء سلطات محلية عربية بزيارات إلى أضرحة شهداء هبة القدس والأقصى في الجليل والمثلث، صباح اليوم الأحد، ففي قرية جت المثلث، قام العشرات من الأهالي ولجنة المتابعة والقائمة المشتركة، وناشطون من كافة الأطر السياسية، ورئيس مجلس جت المحلي، محمد وتد، بزيارة عائلة الشهيد رامي غزة ثم زيارة ضريحه ووضعوا عليه أكاليل الزهور وقرأوا على روحه الفاتحة.

وفي مدينة سخنين، بادرت اللجنة الشعبية وبلدية سخنين إلى زيارة عائلتي شهيدي هبة القدس والأقصى من مدينة سخنين، عماد غنايم (25 عامًا) ووليد أبو صالح (21 عامًا).

وتعتبر الزيارة تقليدا سنويا تقوم به اللجنة الشعبية في سخنين وبلديتها، للتأكيد على مكانة الشهداء وعائلاتهم خاصة في الذكرى السنوية لاستشهادهم. وتأتي الزيارة للتأكيد على الوفاء لدماء الشهداء، والتقدير لتضحياتهم وتضحيات عائلاتهم.

وقال رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية ورئيس بلدية سخنين، مازن غنايم، في كلمته "إننا جئنا هنا لنؤكد أن دماء الشهداء لا تنسى، فلن ننسى ولن نغفر، ولنعلم أننا ندين ببقائنا لتضحيات ودماء الشهداء، كل الشهداء، والشهيد ملك عام لكل شعبنا".

وأكد أنه "في الذكرى الـ17 نؤكد على ثبات رسالة الشهداء والثوابت التي استشهدوا من أجلها، خاصة هذه الأيام في ظل تفاقم القوانين العنصرية التي تستهدف وجودنا، وقضية أخرى لا بد من ذكرها وهي قضية العنف التي اعتبرها سرطانا في أجسادنا، وكلنا يعرف من المسؤول عن تسهيل وصول هذا السلاح لشبابنا، فالمؤسسة وحدها هي المسؤولة".

وفي كلمته، طالب والد الشهيد عماد فرج غنايم، ممثلي الأحزاب السياسية واللجان الشعبية بـ"العمل على التجنيد لأوسع مشاركة في إحياء الذكرى الـ17 لهبة القدس والأقصى، وذلك على ضوء تراجع المشاركة في إحياء هذه الذكرى في السنوات الأخيرة"، مؤكدا أن "ذكرى الشهداء وقضية القدس يجب أن تحيى كما يليق بها".

وقام المشاركون برفقة ذوي الشهداء بزيارة ضريحي الشهيدين ووضعوا أكاليل الزهور عليهما وقراءة الفاتحة على روحيهما. 

وقالت والدة الشهيد أسيل عاصلة، جميلة عاصلة: "للأسف أنا لم أفاجأ، كنت أتخيل هذا السيناريو، لأنّنا كنا خلال 17 عاما مواكبين جلسات المتابعة، وكنا نعرف ماذا يدور هناك، ونعرف كيف يتم تداول قضية الشهداء والذكرى السنوية، وليس بالصدفة أنّنا وصلنا إلى هنا".

وتابعت "عندما يكون هناك جلسة في لجنة المتابعة، تكون قضية الشهداء على إلى جانب القضايا الجانبية، التي لا تعطى حقها".

وأكّدت "كانت هناك جلسة للجنة المتابعة، ولم يذكر أحد قضية الذكرى السنوية للشهداء... أين الإعلام، نريد أن ننشر ولا نجد الإعلام... لماذا نلوم أبناء شعبنا، لماذا نلوم شبابنا وأطفالنا؟".

وفيما يتعلق بالأحزاب، قالت عاصلة "الأحزاب عندما تريد أن تحشد لمؤتمر حزبي، يحشدون الصغير قبل الكبير، هناك طرق للإعلان عن ذكرى أو مناسبة وطنيّة، والأحزاب لا تستخدم وسائلها... إنّها أحزاب ميّتة وقيادات ميّتة".

وختمت "القيادات الله يرحمها".

وفي مدينة عرابة البطوف، زار الوفد برفقة رئيس البلدية، علي عاصلة، ونوابه وأعضاء البلدية وعدد من الناشطين السياسيين ضريحي الشهيدين أسيل عاصلة وعلاء نصار، وجرى وضع أكاليل الورود على ضريحيهما وقراءة الفاتحة على روحيهما.

وقال الأسير المحرر، داهش عكري، أمام ضريح الشهيد علاء نصار من عرابة، إنه "ونحن في الذكرى السنوية الـ17 لهبة القدس والأقصى، نواجه تحديات كبيرة يواجها كل شعبنا على مستوى الداخل وعلى المستوى الفلسطيني، فنحن أمام تحديات العنف المجتمعي الذي يحتاج إلى معالجة وطنية، وعلى المستوى السياسي نحن أمام تحديات المصادرة، هدم البيوت، التضييق على الأسرى، التضييق على الحركات السياسية وإخراجها عن القانون وملاحقة قياداتها، وهناك التحدي الأكبر أن تبقى هذه الذكرى حاضرة في أذهان شعبنا والأجيال القادمة، وهي الضمان الذي يحول دون تحقيق أي مكسب للمؤسسة الصهيونية، وهي الرادع لهذه المؤسسة".

وأكد أن هذا الأمر "يشكل دافعا لحركاتنا السياسية بأن تبقى موحدة في إطار عمل وبرنامج نضالي مشترك، في هذه الذكرى نجدد العهد بأننا أوفياء لهذا الدرب، لشهدائنا الرحمة ولشعبنا النصر إن شاء الله".

وقال النائب عن القائمة المشتركة، مسعود غنايم، في كلمته أمام ضريح الشهيد علاء نصار في عرابة، إن "الشهداء هم الأموات الأحياء، الذين أصبحوا عنوانا لقضية ورمزا لملحمة هي ملحمة الشعب الفلسطيني الذي يخضوها منذ أكثر من قرن، ملحمة حفنة التراب وقطرة الدم دفاعا عن هوية هذه الأرض".

وأكد أن "الشهداء حينما استشهدوا هم أحيوا قضيتهم، هم سهلوا درب النصر فيها، هم اللبنة والحجارة الأساسية في بنيان نضالنا، واليوم ونحن أمام أضرحتهم نجدد العهد ونقول إن من راهن على أننا سننسى، خاب ظنه ورهانه. التحديات والمخاطر ما زالت كبيرة أمام شعبنا الفلسطيني، قوانين الإقصاء والمصادرة، المخاطر على المسجد الأقصى والقدس من التهويد ما زالت موجودة، وشعبنا على العهد سوف يتمكن وينتصر من خلال وحدته، وحدة جميع أبنائه، رحم الله الشهداء، والخزي والعار للقتلة، والنصر والوحدة لشعبنا الفلسطيني".

وفي مدينة الناصرة، قام ذوو الشهداء إياد لوابنة ووسام يزبك وعمر عكاوي، بالإضافة إلى رئيس البلدية علي سلام وأعضاء البلدية والعشرات من الناشطين، بزيارة أضرحة الشهداء في المقبرة الإسلامية الفوقى ووضع أكاليل الورود وقراءة الفاتحة على أضرحتهم قرب المستشفى الإنجليزي، ثم على مواقع استشهادهم والنصب التذكاري في مدخل الحي الشرقي.

وقال رئيس البلدية إنّ "الشهداء الثلاثة ضحوا بدمائهم من أجل الحفاظ على مدينتهم والدفاع عنها أمام الشرطة الإسرائيلية".

وأضاف: "لن أتحدث عن الإدارة السابقة وعملها بهذا المجال وغيره، سأتحدث فقط عن بلدية الناصرة الحالية التي عملت وتعمل على أحياء ذكرى الشهداء بالطريقة المناسبة وكما يجب في كل عام".

كما قام العشرات بزيارات مماثلة إلى عوائل وأضرحة الشهداء في البلدات العربية الأخرى. 

اقرأ/ي أيضًا | التجمع يدعو لأوسع مشاركة بفعاليات إحياء هبة القدس والأقصى

اقرأ/ي أيضًا | شباب الشاغور يستحضرون أحداث هبة القدس والأقصى