أعلن التحالف الوطني الديمقراطي (التجمع وأبناء البلد) في شفاعمرو، مساء اليوم الأحد، عن تنصيب أول امرأة عضو بلدية في المدينة منذ أكثر من 100 عام، بعد حملة الملاحقة السياسية التي تعرض لها ممثله السابق، جميل صفوري، والتي انتهت بإقالته بسبب ملف الإرهابي نتان زادة.

وخلال مؤتمر صحافي عقده التحالف، أعلن خلاله عن حيثيات ملاحقة صفوري واستهدافه من قبل وزارة الداخلية وعدد من الخصوم المحليين حتى إقالته بسبب اتهامه بملف الإرهابي زادة الذي نفذ مجزرة شفاعمرو، وكذلك أعلن عن تنصيب السيدة نجاة أرملي مكانه في عضوية البلدية.

وعمم التحالف بيانًا يشرح فيه ظروف استهداف صفوري على أكثر من مرحلة وبأكثر من وسيلة، حتى وصل الأمر إلى إقالته من عضوية البلدية.

وجاء في البيان: "من منطلق إيمانا العميق بحق الجمهور بالمشاركة الدائمة والاطلاع على حيثيات وتطورات عملنا البلدي، وعملا بهذين المبدأين، وضرورة وضع النقاط على الحروف وتشديدها، ارتأينا احاطة جمهورنا الكريم بتفاصيل التطورات الأخيرة الكاملة بما يتعلق بعضوية التحالف الوطني الديمقراطي، والتي تحمل في بعضها ملامح تاريخية في بلدنا والعمل البلدي على وجه الخصوص".

وتابع "لقد حمل التحالف الوطني الديمقراطي على عاتقه، منذ تأسيسه وانخراطه في العمل البلدي عام 2003، لواء العمل الذي يدمج بين التمسك بالموقف الأخلاقي الوطني الديمقراطي بثوابته، وبين العمل المهني الأمين في مجمل قضايا الناس الحياتية والبلدية، وقد قدم ممثلونا منذ 15 عاما وحتى اليوم، نموذجا يحتذى به في العمل على هذين المستويين".

وأكد أن "أن دخول ممثلنا عن التحالف، السيد جميل صفوري، بالشكل المشرف الذي تم، بعد استقالة عضو البلدية السيد مراد حداد، وذلك كما هو معلوم، دون وجود أي اتفاقيات مبرمة بين الطرفين، يؤكد أمرين في غاية الأهمية، أولوهما أن هذا التحالف والشراكة تجمعهما الأخلاق والمبادئ قبل أي شيء، وهذان أكبر وأشمل من أن يحاطا باتفاقيات مكتوبة، وبهذا قدم التحالف نموذجا بالشراكة الحقيقية الصادقة البعيدة عن أي مآرب شخصية".

وأكد أيضًا على أن "هذه العضوية لأبي الأنيس، جاءت لتؤكد أيضا على هذا الدمج بين الموقف الوطني وبين العمل الأهلي الخدماتي، جاءت لتقول أن من يدافع عن كرامة أهل بلده وحياتهم ضد المجرم نتنان زادة، يدافع في اليد الأخرى خير دفاع عن حقوق أهله في التعليم اللائق والتربية وفي التخطيط السليم للبلد والمشاريع التطويرية وفي رفع قضاياهم الخدماتية الحياتية في العمل البلدي، وفي هذا قدم أبو الأنيس نموذجا رائعا، وسار على الدرب المكمل الذي سار عليه ممثلوه من قبله الرفاق مراد حداد وإبراهيم شليوط".

وأشار البيان إلى أنه "منذ دخول ممثلنا أبو الانيس إلى البلدية، لم تفاجئنا المؤامرات عليه من كل حدب وصوب، نظرا لما يحمله من نموذج مشرف ، كما أن مسألة الملاحقة السياسية، وإن اختلفت أشكالها وأدواتها ، هي من المشاهد التي اعتدنا عليها في التحالف، فقد تعرض ممثلنا مراد حداد إلى حملة إبعاد وملاحقة سياسية بشكل لم يسبق له مثيل، لم يتعرض له ممثل جمهور بمثل ما لحق بمراد ، بيد أنه ثابر مع التحالف القوي بالتصدي لكل هذه المحاولات بصلابة الموقف أولا وبتقديم نموذج مشرف في العمل الخدماتي البلدي ثانيا، وعلى هذا يشهد القاصي والداني".

واعتبر أن "ملاحقة ممثلنا جميل صفوري اتخذت أشكالا متنوعة، بدءا من إخطارات من الداخلية حول مديونيته للأرنونا في الوقت الذي كان يدفع ثمنا لدفاعه عن أهل بلده في السجون جراء ملف الإرهابي نتنان زادة. وإن كنا لم نفاجئ من رد السلطة وتصرفها المتوقع والمعروف عنها تاريخيا، ففي المقابل فاجأتنا أصوات النشاز والشماتة من أبناء جلدتنا بهذه الإخطارات والخطوات، وعلى هذا لنا حديث في وقت لاحق يطول".

وتابع "تعامل التحالف بالتعاون مع إدارة بلدية شفاعمرو، ممثلة برئيسها، مشكورة، لحل هذا الملف بالطريقة القانونية والسلمية وتم تسديد الدين ومعالجة الملف بالمسارات المهنية، وفي هذا أثبت التحالف مجددا حرصه ومسؤوليته، لتخطي هذه التحديات والتفرغ للعمل البلدي وخدمة جمهورنا كما أحسن ممثلنا جميل صفوري عملا في هذا. إلا أن حجم التربص به وبنا كان أكبر مما توقعنا، فبعد معالجة هذا الملف بفترة وجيزة جدا، فاجأتنا الداخلية بإبراق رسالة مستعجلة لإدارة بلدية شفاعمرو ولممثلنا تبلغهم بتوقف عضوية ممثلنا جميل صفوري وإقالته من المجلس البلدي، وذلك على خلفية إدانته وسجنه في ملف متهمي شفاعمرو في مجزرة المجرم نتان زادة، وذلك رغم عدم وجود قرار من رئيس لجنة الانتخابات في ذلك".

وبعد سلسلة من المشاورات والمداولات والخطوات القانونية أعلن التحالف أنه يعتبر "قرار ورسالة إقالة ممثلنا جميل صفوري من قبل وزارة الداخلية خطوة وقرارًا سياسيًا بامتياز، لقد سبق وأن تمثل في البلديات على المستوى القطري أعضاء وممثلون أدينوا بتهم فساد وأخلاقيات دون حسيب، وعلى المستوى المحلي هي سابقة تاريخية، فلم يسبق أن أقيل ممثل جمهور بسبب ملاحقة خلفيتها معروفة للجميع".

وأكد التحالف اقتخاره وتثمينه عاليًا "عاليا دور أبي الأنيس وما قدمه ومثله من نموذج مشرف ليس للتحالف فحسب بل للبلد برمتها، إن وصول ممثل جمهور وعضو بلدية بعد أن قدم الغالي والنفيس في الدفاع عن قضية بلد هي قضية الاعتداء الغاشم من الإرهابي نتنان زادة، ليست شرفا للتحالف وحده، بل هي شرف لكل شفاعمري شريف، شرف يستطيع كل مواطن منا أن يفتخر به أمام الجميع، فمن ساهم في الدفاع عن كل شفاعمرو مع مجموعة رفاقه المتهمين، لا شك أنه يمثلها جميعا كذلك في العمل البلدي".

وأعلن التحالف عن "دخول المرشحة الثالثة في قائمة التحالف السيدة نجاة أرملي عضوية بلدية شفاعمرو عن قائمة التحالف، وبذلك تكون السيدة نجاة أرملي أول امرأة شفاعمرية تدخل المجلس البلدي منذ أكثر من مائة عام".

وقال إن "خروج ممثلنا الأسبق، مراد حداد، كان مشرفا، حيث استقال تقديرا لملف متهمي شفاعمرو ولمشروع التحالف الوطني الديمقراطي، و كان دخول أبي الأنيس مشرفا، كما هو خروجه الان بهامة مرفوعة وقامة منتصبة، هكذا أيضا دخول السيدة نجاة أرملي".

وتابع "إننا نعتز في التحالف بهذا الانجاز بأن تكون القائمة الأولى التي تَدخل من خلالها امرأة للمجلس البلدي، وهو ما يشرفنا كبلد جميعا، وما يعبر كذلك عن قناعاتنا التقدمية بأهمية تمثيل النساء في الحيز السياسي والأهلي. كما أن كلنا ثقة أن السيدة نجاة أرملي ستمثل التحالف ومواقفه الثابتة خير تمثيل وستكون على العهد كما كان جميع ممثلينا، كما سيكون في دخولها مساهمة في تطوير العمل النسوي في المجلس البلدي".

واختتم التحالف بيانه بالقول إن "هذا التحالف الذي تعرفونه منذ 15 عاما، يقدم نموذجا تلو الأخر بالعمل الصادق المبدئي المثابر، ويعكس سمات تجربة لا ترتبط ولا تعتمد على الأشخاص بقدر ما تعتمد على المشروع وأعمدته، رغم اعتزازنا بكل ممثلي التحالف منذ 2003، والذين عكسوا ومثلوا هذا المشروع خير تمثيل، ومستمرون في تثبيت هذا المشروع وأعمدته، مستمرون في الدمج بين حمل الموقف الوطني الثابت وبين حمل هموم المواطنين اليومية والمستقبلية في كل مجالات العمل البلدي، كما كنا وكما نحن اليوم وكما سنكون دائما بثقتكم ودعمكم الدائم، الذي هو رأس المال والرصيد الأساسي لنا، وأكثر ما يمكنا من تخطي جميع التحديات بثقة وثبات".

اقرأ/ي أيضًا | إهمال مقصود... تفاقم العنف والجريمة في أم الفحم