لا يعتبر هذا اليوم عاديا بالنسبة لعوائل الأسرى التي تقضيه بدموع الألم والاشتياق لأبنائها الذين يقضون محكومياتهم داخل السجون الإسرائيلية، خصوصًا عائلة الأسير ياسين بكري من قرية البعنة، والتي يصادف يوم ميلاد ابنها، يوم الأسير الفلسطيني.

وكانت السلطات الإسرائيلية قد اعتقلت الأسير ياسين بكري يوم 15 آب/ أغسطس عام 2002، وبعد التحقيق معه وجهت له النيابة العامة تهمة الانتماء لحركة حماس، حيازة أسلحة ومتفجرات بطريقة غير قانونية ومساعدة آخرين في تفجير حافلة ركاب داخل إسرائيل وقتل بعض ركابها.

وحكمت عليه المحكمة المركزية في مدينة حيفا وابن عمه إبراهيم بكري بالسجن 9 مؤبدات بالإضافة إلى 30 سنة.

وقالت والدة الأسير ياسين بكري، روحية بكري، لـ'عرب 48'، إن 'شعورنا في يوم الأسير الفلسطيني قاس وصعب، خصوصًا أنه يتزامن مع يوم ميلاد ابني، ولهذا فإن 17 نيسان يعني لي الكثير، لا سيما وأنني غير قادرة على التحدث مع ولدي كي أهنئه وأعايد عليه'.

وأضافت أنني 'أتمنى أن احتضن ابني ولو لمرة واحدة، فبعد مرور 15 عاما على سجنه لم يسمحوا لنا بالتصوير معه سوى مرة واحدة، كما أننا نواجه صعوبات جمة من أجل اللقاء معه ورؤيته، علمًا أننا نذهب لزيارته مرة واحدة في كل شهر'.

وأكدت أننا 'نفتخر ونرفع رؤوسنا بجميع الأسرى، معظمهم لم يرتكب أي شيء وفي المقابل تلقوا أحكاما جائرة، ومن هنا أناشد كافة العرب من أبناء شعبنا الفلسطيني ودول العالم بأن يستفيقوا، كما أدعوهم للوقوف إلى جانب الأسرى كونهم بأمس الحاجة لنا'.

وعن ظروف الزيارة، أشارت بكري إلى أنها 'نعاني الأمرين حتى نذهب لرؤيته سواء إن كان من خلال التفتيش أو عناء السفر، حيث نخرج من منازلنا في ساعات الفجر ونعود في ساعات المساء، وفي المقابل نحصل على نصف ساعة فقط لرؤية أبنائنا الأسرى، ومن هنا نأمل بأن تحدث صفقات تبادل أسرى عما قريب وأن يكون ابني من ضمنهم حتى يعود إلى أحضاننا'.

وتابعت أن 'آخر زيارة لابني كانت في التاسع من الشهر الجاري، وكانت زيارة صعبة باعتبار أنها أتت بالتزامن مع وفاة زوجة شقيقي، كما أننا تضايقنا في اليوم ذاته من تعامل الأمن هناك مع شابة، بسبب وجود زر على ملابسها والذي كان مصدر ازعاج لأجهزة التفتيش هناك، الأمر الذي أجبرها على خلع الزر من أجل الدخول للسجن'.

وأنهت بكري حديثها قائلة 'لا أحد يقف إلى جانبنا في سبيل التضامن مع أبنائنا الأسرى، وبدورنا ننتظر رحمة ربنا حتى يتم تحرير أبنائنا كي نقهر السجانين'.

وذكر شقيق الأسير ياسين بكري، محمد بكري، لـ'عرب 48'، أن 'يوم الأسير الفلسطيني يعني لنا الكثير، وبدورنا نقوم بالمشاركة في كافة النشاطات الوطنية بهذا اليوم نصرة للأسرى، ومن ناحية أخرى يأتي هذا اليوم بالتزامن مع يوم ميلاد شقيقي ياسين وكأنه كان على علم بأنه سيكون أسيرا في يوم من الأيام'.

وناشد بكري قائلًا: 'من هنا نتوجه للسلطة الفلسطينية وحركة حماس وكل من له صلة بصفقات تبادل الأسرى، بأن يأخذوا بالحسبان أسرى الداخل الفلسطيني كونهم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني، علمًا أنه على مدار السنوات الطويلة السابقة لم تشمل صفقات التبادل أسرى من الداخل الفلسطيني، لا سيما وأن من بينهم أسرى قدامى من قبل اتفاقيات أوسلو مثل الأسير كريم يونس'.

وأردف أنني 'حرمت من زيارة شقيقي عدة مرات لفترات تتراوح بين 6 أشهر وسنتين، وذلك بسبب أنهم يريدوننا أن نخضع لهم من خلال تصرفاتهم الاستفزازية وأسلوب التفتيش عند الدخول للسجن'.

واختتم بكري بالقول: 'شقيقي ياسين يستغل وقته داخل السجن في سبيل التعليم، وحصل على شهادات مختلفة من بينها لقب أول بالعلوم السياسية من الجامعة المفتوحة، فهو يكرّس وقته من أجل التقدم في التعليم والحصول على لقب ثاني في التاريخ رغم ما يتعرض له من مضايقات'.

اقرأ/ي أيضًا | إضراب الحرية والكرامة: المطلوب برنامج نضالي وحدوي

اقرأ/ي أيضًا | 1300 أسير يشرعون بإضراب مفتوح عن الطعام