اعتُقل ابن الحركة الوطنية، أنيس جميل صفوري (28 عامًا) من مدينة شفاعمرو، قبل 9 سنوات، وحُكم عليه بالسجن 12 عامًا، خلال هذه الفترة تنقل في السجون الإسرائيلية، شطة، جلبوع، كتسيعوت وغيرها.

معاناة العائلة خلال لقاء أنيس

قال الأسير المحرر ووالد أنيس جميل صفوري، لـ'عرب 48'، حول ظروف الأسر ومعاناة العائلة: 'لقد مُنعت من لقاء ابني فترة طويلة، فلقاءاتُنا معاناة بكل معنى الكلمة، لا يكفي إدارة السجن فرض حصار على الابن والوالد والوالدة والشقيقة، الحديث عبر الزجاج وبالإشارات أو عبر الهاتف، أيُ ظلمٍ هذا، عندما تكون مشتاقًا لابنك ويفصل بينك وبينه جدارٌ زجاجي، لا يختلف عن الجدار الذي فرضته إسرائيل على الفلسطينيين في الذهاب والإياب. هذه هي الطريقة الوحيدة للتواصل، بينما لا تعرف مدى وجع ابنك القابع في السجن منذ سنواتٍ طويلة، وأيُ حرمانٍ يعيشه الأسرى، وهم ممنوعون من احتضان عائلاتهم ومعرفة حجم الوجع الذي تشعُرُ به العائلة'.

ماذا عن معاناة جميع الأسرى وتجاهُل مطالبهم؟

صفوري: 'نعرف تمامًا معاناة الأسرى وعائلاتهم، عندما تكون الأم مُتعبة وفي ظروفٍ قاسية، تُجبر نفسها على السير مِن أجل رؤية ابنها أو ابنتها ولو لدقيقة واحدة، هذه معاناة جميع العائلات، ونعرف تمامًا أنّ لدينا أسرى مناضلين منذ سنواتٍ طويلة، وصلت سني اعتقالهم فوق الثلاثين عامًا، هؤلاء كبروا في مكانٍ ضيِّق صعب، لا يُسمح لعائلاتهم برؤيتهم، بعضهم أصيبوا بأمراض مختلفة، ولم يعودوا قادرين على التحمُل مثلما كانوا في البداية'.

حدثني عن معنويات أنيس وأهمية مؤازرته والأسرى من خلال الإضراب عن الطعام؟

الأسير أنيس جميل صفوري

صفوري: 'أنيس كما أعرفه ومتأكد منه أنه سيتضامن بكل ما أوتي من قدرة على الصمود ومشاركة زملائه الأسرى في الإضراب عن الطعام من أجل تحقيق الحقوق وإنصاف هؤلاء الأسرى الذين يعيشون معاناة مستمرة لا تتوقف، ولا يلتفت إلى هؤلاء الأسرى العالم العربي أو العالم الغربي مع كل أسف. لقد ميّز قضية أنيس الحكم الجائر بحقه، شعرنا حين تمّ اعتقاله أنهم يريدون الانتقام مني أنا شخصيًا ومن أنيس بسبب الروح الوطنية العميقة التي تربينا عليها، وفي فترةٍ معينة كنتُ أنا وابني رهن الاعتقال، كلٌ في مكانٍ بعيد عن الآخر، لكنّ المعنويات والرضا التام عن النفس ساهم بثباتنا وصمودنا وتحملنا للشدائد وهي شدائد كبيرة فعلا. كنّا نعرف أنهم يريدون الانتقام منّا، لكننا بقينا صامدين وداعمين لعائلات الأسرى في السجون الإسرائيلية، وخلال فترة اعتقال أنيس حُرم من التعليم بسبب منع السياسيين من الدراسة في السجون، وقد تقدمنا باستئناف على القرار للعليا، لكنّ المحكمة في حينه رفضت، معتبرة أنّ أنيس دعم جهات إرهابية. وبعد غياب طويل لأنيس عن البلدة وعن الأهل، فإنّ معاناتنا تجسّد قضية الأسرى، وبتصوري أنّ معاناة العائلة هي معاناة جميع الأسرى وعائلاتهم'.

ما هي أصعب مرحلة مررت بها في حياتك؟

صفوري: 'لعلّ أقسى مرحلة مررت بها في حياتي عندما كنت في السجن في نفس الفترة تقريبًا التي اعتُقل فيها ابني أنيس، إذ منعوني من زيارته، وأمضيت 24 يومًا في السجن دون لقاء ابني، ويفصل بيننا جدار قاتل يغلق الزنازين، وبعد مساعٍ طويلة وتدخُل المحامين، واللجوء للمحكمة سُمح لي برؤيته. وكما أعرفه وربيته أنيس يحمل دائمًا معنويات عالية ويرى هذا الطريق الذي نسير فيه فهو طريق الحق لشعبنا، هذا ما يمنحه قوة أن يستمر حتى لو طال الزمن في السجون'.

وكيف هي معنويات أنيس داخل السجن؟

صفوري: 'عندما أسأله عن أحواله يظهر الجانب الإيجابي في حياته، محاولا ألا يُشعر الأهل بمعاناته أو أوجاعه، يظهر قوته ونأمل أن يستمر أبناؤنا بهذه القوة وقريبًا إن شاء الله يكون الفرج لجميع الأسرى. ابني أنيس سيكون من المضربين عن الطعام، وهي رسالة وموقف جاد وصريح مِن أجلِ الخروج من أروقة الزنازين، وكان أنيس قد شارك في إضرابات سابقة كان أنيس بين المضربين'.

اقرأ/ي أيضًا | هستيريا في إسرائيل إثر إضراب الأسرى