بعد 11 شهرًا أمضاها الشاب محمد إبراهيم في السجن أفرج عنه، أمس الخميس، وسط فرحة كبيرة للعائلة وأهالي قرية كابول الذين تضامنوا طوال فترة اعتقاله مع العائلة ومعه بعد أن قبع داخل السجن بأمر إداري منذ 10.5.2016.

وعن تحرُر الأسير محمد إبراهيم، تحدثنا معا العائلة، وقال الوالد خالد إبراهيم، لموقع 'عرب 48' إنّ 'فرحتي لا توصف ولديّ شعور رائع فيه الكثير من البهجة والسرور الذي غمر بيتنا وزادنا فرحًا بعودة محمد إلى بيته وأهله وأصحابه وأهل بلده وإلى شعبه جميعًا. أسأل الله في هذا اليوم العظيم أن يكون يوم إنجاز عظيم لنا وللشعب العربي في الداخل بما كان اليوم من إفراج عن ابني، وأن يكون اليوم فرح وسرور للجميع'.

وتمنى الإفراج عن الأسرى بالقول 'أسأل الله أن يحل الفرج القريب على جميع الأسرى الذين ما زالوا يقبعون داخل السجون من ظلم وعدوان عليهم، أسأل الله الفرج العاجل لهم'.

وقالت والدة محمد إبراهيم لـ'عرب 48'، إن 'فرحتي لا توصف، فرحة كبيرة والحمد لله، كما لو أنّني أزوج ابني وأكثر، وأتمنى من الله كما فرحني بتحرير ابني أن يفرح كل أم أسير بتحرير ابنها إن شاء الله'.

وحول أهمية التضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام، قالت والدة الأسير المحرر محمد إبراهيم، 'الله يقويهم ويعينهم إن شاء الله، ويفرجها عليهم. عرفنا عندما وصلنا لسجن مجيدو أنّه سيفرج عن محمد، لكنني كنتُ قلقة، قلت لزوجي دعنا نتصل بالمحامي، فقال لي لا أريد أن أبقى على أعصابي وسأستفسر أنا هناك، وصلنا إلى السجن، سأل زوجي خالد من الشباك هل سيتم الإفراج عن محمد، فأخبروه أنه سيتم الإفراج عنه، لكننا لم نعرف موعد الساعة، وبدلا من وصول نبأ الإفراج عبر المحامي، أخذنا الإجابة من إدارة السجن. أشكر ربي وآمل لكل أم أن تفرح كما شعرنا نحنُ بالفرح'.

وتطرّقت أم محمد إلى إطلاع الأهل أمس فقط على الإفراج عن ابنها، من قبل إدارة السجن التي تجاهلت اتصالات المحامي عمر خمايسي، وأكدت الوالدة أن 'العائلة لم تكن تعرف موعد الإفراج عن محمد، وتأكدنا من العائلات التي كانت تزور أبنائها، أنّ الإفراج سيتم فعلا، لتدخل الفرحة بيتنا من جديد'.

وقال الأسير المحرر محمد إبراهيم لموقع 'عرب 48' إنه 'لا شك أن ظروف السجن كانت صعبة جدًا وأوضحت لي الكثير من الأمور، بالنسبة لحقيقة تعامل السلطات الإسرائيلية مع الأسرى، وكيف يتم الظلم المخفي عنا ولا نراه، لكن داخل السجون هناك الكثير من المظلومين والظلم الكبير، وكنتُ من بينهم، والحمد لله أنّ الله أنعم عليّ بالحريّة'.

ما هي المشاهد الصعبة التي كانت أمامك؟

إبراهيم: 'الكثير من التضييقات والاعتداءات مثلا دخول قوات مثل وحدة 'ميتسادا' أو عندما تدخل مع الكلاب على غرف الأسرى، عندما يتم ضرب الأسرى وربط الأسرى بقيود بالأيدي ويتم تركهم على الأرض لمدة 6 ساعات، وعندما يتم رش الغاز في أقسام الأسرى، وتوجد عدة وحدات تمارس قمع الأسرى، نحنُ نتحدث عن وحدات تعتبر من أبشع الوحدات لدى إدارة السجون'.

أنتَ عمليًا اعتُقلت، كما ذكر، بسبب مواظبتك على الصلاة في المسجد الأقصى، كم كان مهمًا لك أنّ يقوي هذا النشاط من عزيمتك ومشاركتك في الصلاة بالأقصى لدعم المرابطين؟

إبراهيم: 'الاعتقال الإداري لمدة 11 شهرًا في السجن زاد من إرادتي ورفع من عزيمتي للصلاة في المسجد الأقصى والتكثيف لشد الرحال إلى المسجد الأقصى، وهذا دليل على أننا على حق وهم على باطل، بما أنني لم أخالف القانون، وبمجرد أنني صليت في الأقصى تمّ اعتقالي ومحاولة إبعادي، وحتى الإفراج عني كان من المفروض أن يكون قبل 20 نيسان، لكن تمّ تأجيله بحجج واهية والهدف الأساسي من تأجيله لأبعادي عن الصلاة في المسجد الأقصى في فترة أعياد اليهود'.

هل كانت فترة الاعتقال صعبة بالنسبة لك؟

إبراهيم: 'شك أنها كانت صعبة، لكن الحمد لله رب العالمين بفضل ربنا مرّت على خير'.

رسالة منك للأسرى المضربين عن الطعام، الذين يستمدون القوة بفضل الدعم!

إبراهيم: 'أسأل الله أن يفرجها عنهم، وأن يتم تحقيق طلباتهم بأسرع وقت ممكن، حتى يخفف عنهم من الإضراب خوفًا من حدوث أمراض لا سمح الله، بسبب الإضراب عن الطعام، والإضراب ليس بالأمل السهل، ومن المفروض على جميع أبناء الشعب الفلسطيني التضامن والخروج بمسيرات للتضامن مع الأسرى المضربين، لأنّ قضية الأسرى هي من الأولويات لدى الشعب الفلسطيني، ونسأل الله الفرج لهم، ولن ننساهم كما أنعمني الله بنعمة الحرية'.

ما مدى فرحتك وأنت تسمع أنه كان هناك مشاركة ودعم لك ومهرجان مؤازرة؟

إبراهيم: 'كان الأمر مفرح جدًا، وهنا تأكدت وكنتُ أعرف أننا شعبٌ واحد، وأنّ أهل البلد يدٌ واحدة، وأهلُ فلسطين بشكلٍ عام يد واحدة ولا أحد ينسى الآخر، الأمر الذي رفع من إرادتي وقوّى عزيمتي، وأشكر كل من ساهم في هذه النشاطات'.

اقرأ/ي أيضًا | إطلاق سراح المعتقل الإداري محمد إبراهيم من كابول