شاركت جماهير غفيرة من المجتمع العربي بالداخل، اليوم السبت، في سلسلة الفعاليات والوقفات التضامنية التي شهدتها البلدات العربية تضامنا مع الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، والتي تخوض معركة 'الحرية والكرامة' بالإضراب المفتوح عن الطعام لليوم السادس على التوالي.

ولبت الجماهير نداء لجنة المتابعة العليا والأحزاب والفعاليات الداعمة للحركة الأسيرة واللجان الشعبية المشاركة في سلسلة من الفعاليات الوحدوية التضامنية مع الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال.

في كابول، شارك المئات بالمهرجان الذي دعت إليه اللجنة الشعبية في القرية، ولجنة المتابعة العليا، للتضامن مع الأسرى، والاحتفاء وتحرير المعتقل الإدارة محمد خالد إبراهيم.

وفي مدينة طمرة، وبعد الوقفة الاحتجاجية وتوزيع المنشور يوم أمس الجمعة، تقام، مساء السبت، خيمة اعتصام لثلاثة أيام، بدءا من الثلاثاء المقبل، وحتى الخميس المقبل.

وفي مدينة باقة الغربية، نظمت وقفة تضامنية مع الأسرى في أولى فعاليات الخيمة التضامنية التي أقيمت، مساء السبت، نصرة للحركة الأسيرة، لتبقى الخيمة مفتوحة في الشارع الرئيسي وسط البلد، حتى انتهاء الإضراب.

ورفع المشاركون في الوقفة العلم الفلسطيني بالإضافة إلى لافتات مساندة وداعمة للأسرى في سجون الاحتلال، كتب على بعض منها 'للأسرى التحية'،و 'الأسرى لُب القضية'،و ' لا بد للقيد أن ينكسر'.

وتنظم الفعاليات في باقة بدعوة من لجنة المتابعة وحزب التجمع في المدينة واللجنة الشعبية والفعاليات الوطنية والحركات والأحزاب السياسية، على أن تتواصل فعاليات الخيمة على مدار الأسبوع، حيث تستقبل الوفود يوميا عند الساعة السادسة والنصف.

وقال القيادي في التجمع الوطني وعضو اللجنة الشعبية في باقة الغربية، جمال دقة من باقة الغربية، إن 'هذه خطوة أولى نقوم بها تضامنا مع أسرانا المعتقلين في السجون الإسرائيلية، حيث إننا نعمل بمسار مواز للجنة المتابعة والأحزاب السياسية'.

وأضاف أن 'قضية الأسرى هي جزء لا يتجزأ من القضية الفلسطينية، وعلى إثرها تحرر الأراضي الفلسطينية، لأنها تكمل القضية، فالأسرى يتعرضون للتنكيل من قبل المؤسسة الإسرائيلية منذ الساعات الأولى لإعلان الإضراب، كما تقوم سلطات السجون بعزل عدد منهم كعقاب فوق عقاب، ونقلهم من سجن إلى آخر في محاولة لكسر إرادتهم'.

وأشار دقة إلى أن إضراب الأسرى يأتي من أجل تحسين شروطهم داخل السجون، إذ تفتقد الأساسية منها، إضافة للتخلص من الممارسات القمعية الإسرائيلية، ومن هنا نرى بأن هذا الإضراب سيكون له أثر كبير وحاسم في تحريك القضية الفلسطينية، ويرى أن تجاوب المجتمع العربي في هذه الهبة كان جيدًا وسوف يكون له صدا كبير.

ذات النشاط، شهدته مدينة الناصرة حيث نظمت، مساء السبت، وقفة وحدوية، تضامنية مع الأسرى، في ساحة العين. كما أقيمت خيمة تضامنية.

وشارك العشرات مساء اليوم السبت، في الوقفة الوحدوية بالناصرة، تضامنًا مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام، في يومهم السادس.

الوقفة الوحدوية شملت كافة الأطر السياسية، منهم حزب التجمع الوطني الديمقراطي، الجبهة للسلام والمساواة، الحركة الاسلامية، وحراك شباب التغيير.

ورفع المتضامنون لافتاتٍ ورددوا هتافات تدعو لحرية الأسرى وحقهم الإنساني في تحقيق مطالبهم العادلة، وأبرز هذه اليافطات كان: 'لا لإهانة الأسرى رمز القيم والأخلاق'، و'ساندوا الأسرى في إضراب الحرية والكرامة'، و'الأمعاء الخاوية تكسر قيد المحتل'.

وقال القياديّ في حزب التجمع، رائد غطّاس، إنّ هذه الوقفة التضامنية مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام هو واحد من نشاطات عديدة تقام في عدد من المدن والقرى العربية في الداخل الفلسطينيّ، وقد رأينا أن يكون وحدويًا، ولذلك تم تأسيس لجنة لدعم الأسرى في الناصرة مكونة من عدد من الأحزاب، ليكون نضالنا وحدويًا وليس فرديًا، فهذا أقل ما يمكن أن نقدمه من أجل الأسرى.

من جهةٍ أخرى، أعرب عضو الحركة الاسلامية في الناصرة، عبد الكريم عزام، أنّ قضيّة الأسرى تلاقي اجماعًا سياسيًا يحتّم على الأحزاب العربيّة التكاتف والعمل معًا، فهناك محاولات حثيثة لنزع الصبغة الانسانيّة الأسرى وتشويه أهداف نضالهم، وكلّنا نعلم أنّ النضال من أجل تحقيق مطالب أساسيّة حقوقيّة ضروريّة لحياة وكينونة كل انسان، ولهذا نجتمع اليوم لإسماع صوتنا المساند لحقوق الأسرى، وبالمقابل نحتاج لضغوطات القوى الدوليّة والحقوقيّة لتتخذ دورًا ضاغطًا تجاه حكومة اسرائيل وتقوم باتخاذ القرارات الصائبة في مثل قضيّة انسانية من هذا النوع.

وفي هذا السياق، أكّد سكرتير الحزب الشيوعي في الناصرة،عزيز بسيوني، أنّه يجب استمرار النضال، فقد خرجنا اليوم لنقول أنّ قضية الأسرى هي قضية كل الاحزاب، هي قضية المجتمع العربي كافة، فلا يمكن تجزئة هذا النضال، وبهذا نحن لا ننظر إلى انتماءات الأسرى السياسية، فكل أسير في نظرنا هو قائد ومثال للنضال يجب التضامن معه. الأسرى يخوضون اضرابًا عن الطعام لتحقيق مطالب اساسيّة انسانيّة يفتقرون لها في سجون الاحتلال، وبها نحن نحاول رفع مطالب الأسرى الانسانية وحشد الجماهير لنتخذ موقف موحد ليكون مؤثرًا على المؤسسة الاسرائيليّة.

من جهتها، نوّهت عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني الديمقراطي هبة يزبك، أنّ الوقفة الاحتجاجيّة في الناصرة هي وحدويّة، ونعتقد أنّ الدور الذي يقوم به الأسرى في السجون من خلال استخدام الأمعاء كوسيلة احتجاجية وحيدة أمامهم، فلا بدّ من تعزيزها من خلال الحراك الشعبي والجماهيريّ في الشارع الفلسطينيّ، وفي الحقيقة ما زلنا نرى أنّ الشارع ليسَ واعٍ كفايةً لغاية اليوم لمعنى وأهميّة دورهِ في تشكيل وسيلة ضغط على مصلحة السجون والحكومة الاسرائيليّة لتلبية احتياجات ومطالب الأسرى.

وأردفت: 'لذلك نحن ما زلنا نرى التجاوب ضعيفًا ونعتقد أنّ هذا دورنا كأحزاب لتحشيد الشارع والجيل الشاب لوضع قضية الأسرى على العناوين لتشكل فعلًا أداة رافعة من خلال المواقع الالكترونيّة ووسائل الاعلام لإنجاح هذا الاضراب الهامّ، ولا شكّ أنّ هذه الوقفات الاحتجاجيّة الجماهيريّة هي اداة هامة لإسماع صوت الشارع المتضامن مع الأسرى'.

وعن أهميّة دور الشباب في الحراك الشعبيّ أشارت يزبك أنّ الجيل الشاب تصدّر الحركات المناصرة للأسرى سابقًا وكان لهم دور هامّ في دعم اضرابات الأسرى داخل السجون، ونحن نتوخى من الشباب المبادرة الفعّالة في الحراك.

سكرتير الشبيبة الشيوعية في الناصرة، الشاب هيثم ملحم: 'نحن اليوم كشباب نتضامن مع نضال الأسرى في معركتهم، هو نضال لم تستطع الدولة كسره، فكلّ الأسلحة في الدولة لم تستطع كسر هذا الإضراب، فمن واجبنا اتجاه ابناء شعبنا الأسرى الوقوف والتضامن معهم ورفع صوتهم عاليًا وهم يقبعون في المعتقلات الإسرائيليّة'.

وفي قرية كفر كنا، ستنظم في الساعة السادسة من مساء غد، الأحد، وقفة تضامنية على المفرق الشمالي.

وتنظم وقفة مماثلة في قرية كفرمندا في الساعة السادسة من مساء الثلاثاء المقبل، على الدوار الخارجي.

وعلى صلة، من المتوقع أن تقر، اليوم السبت، سلسلة من الفعاليات التضامنية مع الأسرى في مدينة يافا.