لم يتمالك الأسير المحرر محمد مصاروة من مدينة باقة الغربية نفسه، وذرف دموع الحزن والألم حين استذكر ظروف أسره والأسرى في سنوات السجن الطويلة التي قضاها في السجون الأسرائيلية، بيد أنه أكد أن إرادة الأسرى لا تنكسر رغم المعاناة.

يروي الأسير المحرر مصاروة حكايات صمود الأسرى في السجون الإسرائيلية وقصص معنوياتهم العالية التي تأبى أن تنكسر أمام بطش وقمع سلطات السجون والسياسات الإسرائيلية المجحفة.

أمضى محمد مصاروة 28 عاما في في السجون الإسرائيلية المختلفة، وعانق حريته في العام 2013، له أربعة أولاد وسبعة أحفاد.

وأجرى 'عرب 48' هذا الحوار مع الأسير المحرر محمد مصاروة:

كيف تفسر نضال الأسرى وإضرابهم، إضراب الكرامة، في هذه المرحلة؟

مصاروة: بداية علينا أن نعلم أن السجن ليس متنزه، لأننا موجدون في دولة احتلال تريد أن تكسر السجين بشتى الطرق غير الإنسانية التي تستخدمها ضده، من خلال التعذيب والإذلال والإهانة وعدم منحه حقوقه الأساسية، وعلى أثر ذلك كنا نشرع بالإضراب المفتوح وأحيانا يكون الإضراب جزئيا وأحيانا أخرى شاملا ومفتوحا، وتارة كنا نحقق مطالبنا وتارة لا.

قضية الأسرى وإضرابهم هي جزء لا يتجزأ من قضية الشعب الفلسطيني وهدفه المنشود وهو تحرير الأراضي من الاحتلال، لا يمكن النظر إلى قضية الأسرى على أنها قضيتهم وحدهم، إنما هي قضية شعب كامل.

هل تنكسر معنويات الأسير داخل السجن بتصعيد القمع الإسرائيلي؟

مصاروة: الأسير ليس لديه ما يخسره داخل أروقة السجون المظلمة، مثله كمثل الشعب الفلسطيني خارج جدران السجون، لم يتبقَ له أي شيء يخسره، الاستيطان اليوم يتوغل في الأراضي الفلسطينية، العنصرية متفشية في كل مكان، والقتل والظلم والاستبداد. لا يمكن كسر إرادة الأسرى، على العكس تماما إرادة الأسرى تقوى حين يزداد بطش السلطة وظلمها لهم، وهذا ما يجعلهم أكثر قوة وإرادة.

كيف ترى تفاعل الشعب وردة فعله مع قضية الاسرى؟

مصاروة: للأسف نرى في الآونة الأخيرة خلافات بين أبناء الشعب العربي الفلسطيني في مناطق داخل وخارج الخط الأخضر، الخلاف بين الفصائل الفلسطينية والتراجع السياسي في الداخل، وكثرة الأحزاب والتفرقة تعطي سلطة الاحتلال أن تهاجمنا أكثر، وإذا استمر هذا على هذا النحو فسوف تستمر الصهيونية في ظلمنا وستتغلغل المخططات الصهيونية أكثر.

أرى أن ردة فعل الشعب بمثابة مهزلة مع كل أسف، وليس فقط تجاه قضية الأسرى إنما إزاء التعامل مع جميع الهجمات التي شنتها السلطة تجاه المجتمع العربي لا سيما سياسة الهدم التي لم يرتق الرد عليها إلى مستوى الحدث. يجب علينا أن نقف كلنا يدا واحدة ولا نخاف بالله لومة لائم، وأن نعلم أن كل فرد في هذا المجتمع سوف تطاله هذه الاعتداءات، فاليوم جارك وغدا أنت.

ما هو أكثر مطالب الأسرى حين كنت داخل السجن؟

مصاروة: بداية، المطالب كانت إنسانية، كنا نطالب بالعلاج الملائم لنا حيث كنا نفتقده، وتحسين الأوضاع الغذائية التي كانت مزرية جدا، وكنا نتمنى منحنا حرية أكثر وإتاحة التعليم وإدخال الكتب، إذ كانت السلطة تسمح لنا بقراءة كتاب واحد فقط كل شهر وحين ننهيه تسمح لنا بقراءة كتاب آخر، كذلك كان من المطالب السياسية الرئيسية التي قدمت للفصائل الفلسطينية إنهاء الانقسام.

ما هي رسالتك للناس والعالم أجمع؟

مصاروة: أناشد العالم العربي أجمع الوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية في كل أجزائها ومحاورها، كما أنني لا أؤمن بهيئة الأمم المتحدة وكل هذه المنظمات الكاذبة التي ترأسها رأس الثعبان في العالم أميركا وأوروبا. وأطالب بالوحدة ثم الوحدة، لا فرق بين مختلف التنظيمات الفلسطينية والأحزاب والحركات السياسية كذلك في الداخل، كذلك أطالب بالوقوف وقفة رجل واحد أمام هذه الهجمة المسعورة على شعبنا وأراضينا وأسرانا. لا يمكن أن يستمر الوضع على ما هو عليه الآن، وإلا فسنلقى أنفسنا في نكبة أخرى عما قريب.

اقرأ/ي أيضًا | عبد الفتاح يدعو لترجمة إضراب الأسرى لصيغة وحدوية شعبية شاملة

اقرأ/ي أيضًا | إسنادا لإضراب الأسرى: وقفات تضامنية اليوم في البلدات العربية