تتوقُ عائلة الأسير إبراهيم بكري (37 عاما) من قرية البعنة في منطقة الجليل، إلى رؤية ابنها حرا طليقا واحتضانه، بعد مرور أكثر من 16 عاما على أسره وقريبه ياسين بكري في السجون الإسرائيلية.

وكانت السلطات الإسرائيلية قد اعتقلت الأسير إبراهيم بكري يوم 8 آب/ أغسطس عام 2002، وأدانته المحكمة بتهم "الانتماء لحركة حماس، حيازة أسلحة ومتفجرات بطريقة غير قانونية ومساعدة آخرين في تفجير حافلة ركاب داخل إسرائيل وقتل بعض ركابها".

وفرضت المحكمة على إبراهيم وابن عمه ياسين بكري السجن 9 مؤبدات بالإضافة إلى 30 عاما.


وفي يوم الأسير الفلسطيني في 17 نيسان الذي صادف أمس، حاور "عرب 48" والدة الأسير إبراهيم بكري، ملكة بكري، التي استهلت حديثها بالقول، إن "أسرتنا تمر بمعاناة منذ 16 عاما و8 أشهر، ويوم الأسير بالنسبة لنا هو يوم مميز رغم صعوبته علينا وعلى الأسرى، من خلاله نقوم بالمشاركة في الفعاليات والنشاطات المختلفة دعما للأسرى الذين يمرون بظروف صعبة داخل السجون الإسرائيلية".

وأضافت أنه "نتذكر ابننا في كل يوم وليس في يوم الأسير فحسب، وأنا أنتظر في كل ليلة فك أسر ابني وعودته إلى المنزل، وأتمنى أن تتحقق عودته يوما من الأيام".

واستذكرت والدة الأسير بكري يوم اعتقال ابنها قبل 16 عاما، بالقول إنه "كان يوما أسود ومأساة بحد ذاتها، حيث اعتقل معه آنذاك 38 نفرا من أفراد العائلة، وفي أعقاب ذلك فرض علي السجن، أنا وزوجي، لمدة 5 سنوات لكل منا، والاتهامات التي وجهت لنا حينذاك كانت كلها استفزازية ليس إلا".

وأضافت أنه "نشارك في نشاطات مختلفة وتضامنية مع الأسرى، دائما، ونقف إلى جانب عوائلهم كي نوصل صوتنا، لكن يبقى السؤال هنا إلى أين سنوصل صرختنا في ظل عدم تحرك رئيس السلطة الفلسطينية وزعماء الدول العربية من أجل الأسرى؟".

وأشارت ملكة بكري إلى أنه "مع الأسف الشديد لا نرى بأن هناك أي اهتمام بالأسرى في الداخل الفلسطيني، وذلك نابع من الخوف وعدم الوعي السياسي لدى رؤساء السلطات المحلية، على ما يبدو، وأنا لا ألوم أحدا. ننتظر بفارغ الصبر تحرير ابننا وكافة إخوانه الأسرى".

وأوضحت أن "زيارتنا لابننا تتم مرة في كل شهر في سجن جلبوع، علمًا أن من يقوم بزيارته هو أهله وأشقاؤه وشقيقاته فقط، وهذا أمر مؤسف جدا، سيما وأن أحفادنا، اليوم، لا يعرفون ابننا ولأجل ذلك لا نعلم إلى أين علينا التوجه من أجل السماح لهم برؤيته، مع الإشارة إلى أن يوم زيارته بالنسبة لنا وله هو يوم عيد رغم كل المعاناة التي نمر بها والتفتيش المرير والمهين مع دخولنا إلى السجن، وكل ذلك مقابل لقاء من وراء الزجاج دون أن نتمكن من لمس ابننا".

وأكدت أن "الأسرى الذين يقضون أحكاما جائرة في السجون الإسرائيلية يستحقون منا كل الدعم والمؤازرة والإسناد. فعلى الرغم من أننا نتحدث عن أكبر حكم فرض على ولدينا إبراهيم وياسين إلا أن أملنا بالله كبير، ونحن نتمنى أن يتم إبرام صفقة تبادل أسرى حتى يخرج أبناؤنا وكافة الأسرى من السجون".

وختمت بكري بالقول: "أسأل الله أن يمنح الأسرى القوة والصبر وأن يظلهم برحمته، وبدورنا لا نريد اللجوء إلا لله بعدما فقدنا الثقة بالجميع".

اقرأ/ي أيضًا | لجنة المتابعة العليا: جرائم الاحتلال بحقّ الأسرى مُستمرّة