يواصل 'عرب 48' لقاءاته مع أهالي شهداء مدينة الناصرة، وفي هذا اللقاء المؤثر تستذكر عائلة الشهيد إياد لوابنة، أحد شهداء هبة القدس والأقصى لحظات الوداع الأخير لشاب أحب شعبه ووطنه وتميز بصفات ممزوجة بالبطولة والعطاء.

والد الشهيد، وهو صبحي لوابنة، ترافقه لوعة الإشتياق لفلذة كبده، عن ذلك يقول: 'كأن هذا اليوم هو ذات اليوم الذي إستشهد فيه ولدي إياد قبل أربعة عشرة عاما، كان إبني في بيت أخيه يجلس مع العائلة ويشاهدون الأحداث التي تحصل من حولنا، تأثر إياد بمشهد مبك لجنازة الشهيد الطفل محمد الدرة، وقام من البيت ليلبس ويذهب إلى مدخل الحي، ثم يعود ليقبل أمه ويقول لها 'لا تقلقي يا أمي' ومن ثم ذهب إلى الحارة في المكان الذي استشهد به'.

وأضاف الوالد، قائلا: 'كان ولدي من الشباب الطيبين في الحي والأشخاص الذين يملكون الشجاعة. إنه أول شهيد في هبة القدس والأقصى، كان من أوائل الشباب الذين شاركوا في الإنتفاضة داخل الناصرة، وقد تم إستهدافه وأحضروا قناصا خصيصا لكي يصوب عليه الرصاص الغادر'.

وتابع والد الشهيد: 'وقع نبأ استشهاد ولدي إياد علينا كالصاعقة، ولكن من ناحية ثانية كنت مرتاحا لأن ولدي ارتقى شهيدا وفداء لقضية كان مقتنعا بها. كان إياد شجاعا يحب مساعدة الناس كثيرا. لا أريد أن أبالغ فبإمكانكم طرح سؤال لكل أهالي الحي من أوله إلى آخره عن إياد، وسيجيبونكم بأنه شاب تمتع بسمعة حسنة وأحبه الجميع'.

ويستذكر الحاج أبو عصام نجله الشهيد قائلاً : ' الحمد لله رب العالمين ، لقد قمنا في الذهاب للحاج عنه ، عند لقائنا في أشخاص من العالم العربي ويعلمون بأننا أهل الشهيد إياد يقومون في تعزيتنا وتهنئتنا بشهادة إياد الذي استشهد فداء وطنه ، كأب أنا فخور جداً بشهادة ولدي ، لأن إياد يستحق الشهادة ، والوطن يستحق بأن نضحي له بأبنائنا ومالنا ودمائنا ' .

وإختتم الوالد حديثه بألم وحسرة، قائلا: 'كان إياد يحب الأولاد الصغار كثيرا، حين كنت أراه في البيت وأولاد أخوته كلهم من حوله كان يفرح قلبي، وأنظر اليه برضى كامل، أحب الأطفال وكان يلبي لهم كل ما يريدون. نتذكره كل يوم في البيت، ومنذ استشهاده قبل 14 عاما لا نستطيع أن ننساه، الله يرحمه'.

هلال لوابنة - شقيق الشهيد إياد لوابنة، قال: 'نحن نعاني من أزمة قيادة، قضية شهداء هبة القدس والأقصى لم تأخذ حقها في أوساط جماهيرنا العربية الفلسطينية. القتلة المجرمون يتمتعون بالحرية وقد ترقوا في مناصبهم، والقضية لا تزال تراوح مكانها منذ أربعة عشرة عاماً. لا يوجد على المستوى القيادي من يطالب بفتح التحقيق في ظروف وملابسات استشهاد الشباب. قضية الشهداء للأسف الشديد وضعت على هامش تاريخ الكفاح وتاريخ القضية الفلسطينية'.