أصدر "برنامج دراسات إسرائيل" في مدى الكرمل-المركز العربي للدراسات الاجتماعية التطبيقية، في حيفا، ملفا جديدا، رقم (7)، من سلسلة "ملفات مدى الكرمل". موضوع الملف "فلسطينيو الداخل وهبّة أكتوبر 2015". يشمل ورقتي وجهات نظر وورقة بحثية.   

الورقة الأولى بعنوان "فلسطينيّو 48 بين فكَّيِ الملاحَقة الأَمنيّة لرموز الوعي القوميّ وتجريم العمل السياسيّ" من إعداد أنطـوان شلحـت وامطـانس شحـادة. تناولت وجهة النظر ردّات الفعل الإسرائيليّة على مشاركة الفلسطينيّين في الداخل في الهبّة الشعبيّة الأخيرة التي انطلقت من القدس. وتدعي الورقة أن ردّات الفعل الإسرائيلية شبيهة إلى حد بعيد بأغلبيّة ردودهم على مشاركة فلسطينيي الداخل في هبّات شعبيّة سابقة وخاصّة دورهم في الانتفاضة الثانية عام 2000. أوجه الشبه هذه تشكّل برأي المؤلفين دليلًا آخر على أنّ جوهر تعامل إسرائيل مع الفلسطينيّين في الداخل لم يتغيّر. إذ تعمل إسرائيل في مسارين ثابتين ومتوازيين لكبح المطالب القوميّة والسياسيّة للسكان الفلسطينيّين: المسار الأمنيّ ومسار الاحتواء الاقتصادي، إلا أن المقاربة الأَمنيّة هي السِّمةَ الأبرز المسيطرة على الحكومات الإسرائيلية تجاه المواطنين العرب منذ نكبة عام 1948. وتجري ترجمة المسار الأمنيّ بالملاحقات السياسيّة والأمنيّة الفرديّة للقيادات الفلسطينيّة وبالملاحقات الجماعيّة، ولا سيّما في أوقات التوتّرات الأمنيّة.

الورقة الثانية بعنوان "الإعلام الإسرائيليّ: هكذا تقول الرواية!" من إعداد فراس خطيب، تناولت أداء الإعلام الإسرائيلي في أوقات الصراع. وتسلّط الورقة الضوء على قضيتين هامتين تظهران جليًّا (أو على نحوٍ خفيّ) في الإعلام العبريّ، ولا سيّما في أوقات الصراع. الأولى هي رؤية "الإسرائيليّ أولًا" كأفضلية، وتغطية الأحداث بما يلائم هذه الرؤية. بينما تتمثل الثانية بحضور الرواية التاريخيّة، حضورًا مباشرًا أو غير مباشر أثناء التغطية؛ وهذا يضع الفلسطينيّين في مكانة "الآخر"، ويتحول التعاطي الإعلامي إلى صراع على الهواء أو بين السطور. في المقابل، يمنح الإعلام العبريّ مساحة للفلسطينيّين الذين يتنصّلون من الرواية الفلسطينيّة ويختزلون وجود الفلسطينيّين. وتَخلص الورقة إلى أنّ الإعلام الإسرائيليّ، وإن كان قد أدّى دورًا مركزيًّا في القضايا الداخلية ونشر عدّة فضائح هزت أركان الدولة، لا يزال تابعًا للمؤسسة الإسرائيليّة وللمشروع الصهيونيّ في القضايا الجوهرية المتعلقة بوجود الصراع مع الفلسطينيّين والعرب، ويتّبع، ربما دون دراية، الرؤية الأمنية والسياسيّة العليا، حتى في خضم الخلاف مع مهندسي هذه السياسات.

أما الورقة الثالثة فكانت بعنوان "تراجع الشعور بالأمان، وتحميل الحكومة الإسرائيليّة مسؤوليّة اندلاع المواجهات الحاليّة"، من إعداد عميد صعابنة وقدمت تحليلا لاستطلاع رأي عام أجراه مدى الكرمل أثناء الأحداث الأخيرة. تشير الورقة التحليلية إلى وجود موقف واضح لدى المستطلعين العرب سكان إسرائيل يحمّل إسرائيل والحكومة الإسرائيليّة مسؤوليّة اندلاع المواجهات. كذلك تشير إلى تدنٍّ بارز في الشعور بالأمان لدى فئات واسعة من الفلسطينيّين في إسرائيل وتخوّف من وقوع اعتداءات على البلدات العربيّة قد تحدث في أعقاب التحريض عليهم، وتجنُّب غالبيّة من العرب التوجّه إلى البلدات اليهوديّة في الآونة الأخيرة خوفًا على سلامتهم.