سامي مصاروة من الطيبة: خفنا من انتقام الجيش الإسرائيلي منا إبان حرب حزيران 67


رغم مرور 50 عاما على حرب الخامس من حزيران/ يونيو عام 1967 لا يزال الشعب الفلسطيني يدفع أثمانا باهظة للهزيمة التي منيت بها جيوش الدول العربية، بالإضافة إلى تداعياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وأثرها الكبير الذي لا يزال منعكسا على المجتمع العربي.

ولم تنته إسرائيل لغاية اليوم من محاولاتها الحثيثة للاستيطان في الضفة الغربية والقدس وتهويدها ونهب الأرض الفلسطينية.

يعود سامي مصاروة (74 عاما) من مدينة الطيبة، بذاكرته إلى تلك الحقبة الزمنية ليروي مشاعر القلق التي سيطرت على العرب الفلسطينيين في مناطق الـ48 والخوف من أن تتكرر نكبة العام 1948 وتدمير البلدات وتهجير أهلها.  

وقال مصاروة لـ'عرب 48'، إن 'الناس خافت في العام 1967 من أن يقوم الجيش الإسرائيلي باقتحام البلدات العربية وقتل سكانها أو تهجيرهم من بيوتهم تمام كما حدث في عام النكبة 1948'.

وأضاف أن 'الحرب لم ولن تنتهي ما دمنا نتنفس على ظهر هذه الأرض. الدول العربية وقاداتها خضعوا لدولة الاحتلال في ذلك اليوم المشؤوم وسلموها الضفة الغربية والقدس'.

النكبة والنكسة

وعن المعاناة التي عاشها الفلسطينيون داخل الخط الأخضر في حرب حزيران/ يونيو 1967 قال مصاروة إن 'الأوضاع في أيام النكسة كانت صعبة جدا من حيث الخوف والمعاناة، وهي تشابه إلى حد بعيد ما شعرنا به في عام النكبة، كنا نسمع أصوات الطائرات وهي في السماء، وخشينا أن نصاب بنكبة أخرى'.

وأشار إلى أن 'الجيش الإسرائيلي كان يتجول في منطقة المثلث وهو مدجج بالسلاح قاصدا حدود الضفة الغربية بهدف احتلالها، وكان الجيش إذا رأى أحدا في الشارع اعتقله وضربه ضربا مبرحا، كانت الأوضاع في منتهى الخطورة'.

وأضاف مصاروة أن 'أحد الأقارب تطوع في الجيش الأردني، وفي ليلة الحرب شاهدناه قد عاد إلى منزله، بعد ما قرر الجيش الأردني انسحابه وسحب القوات والعتاد ما أثار بنا الفضول'.

وأردف أنه 'اعتقدنا في البداية أن إسرائيل سوف تخسر الحرب كونها تحارب ثلاثة جيوش عربية وحدها، لكن بعد أن بدأت أفواج النازحين تتوافد إلى كل بلدة وقرية هاربين من آلة الحرب الإسرائيلية، بدأت تظهر سمات الهزيمة'.

خوف من الانتقام

وشدد مصاروة أن 'الشعور بالخوف كان شديدا فقد خفنا أن تستغل إسرائيل الفرصة وترتكب المجازر كما حصل في النكبة، وأن تُهجرنا كلنا من هذه الأرض، كان هذا السيناريو أمام أعيننا وفي أذهاننا، إضافة إلى خوفنا من الانتقام الإسرائيلي إذ اعتقدنا أنه كلما ضربت الجيوش العربية إسرائيل بالصواريخ فإن الجيش الإسرائيلي سينتقم منا نحن العزل. كان الناس في أوج التجهيزات للحرب، كل المنازل أغلّقت أبوابها ونوافذها، كنا نخاف أن نفتح الباب أو النافذة، وتزودنا بالمواد الغذائية خشية أن نحاصر بسبب الحرب'.

ولفت إلى أن 'الجميع كان يجلس قرب المذياع لسماع خطابات القائد جمال عبد الناصر، وكنا نستمع بتمعن لمضامينها وما تحمله من رسائل للأمة، ولا أزال أذكر البيانات العسكرية لغاية هذا اليوم'.

مسؤولية الجيوش العربية

وحمل مصاروة الهزيمة للجيوش العربية بالقول إن 'الجيوش العربية وقاداتها يتحملون مسؤولية الهزيمة بحرب 1967، كما أنهم يتحملون مسؤولية احتلال فلسطين'.

وأردف أن 'حرب الـ67 كانت فاصلة بالنسبة للاحتلال وللعالم العربي ولنا كشعب فلسطيني، وكأنه لم يكن يكفينا النكبة والتهجير وإعلان دولة يهودية على أراضي فلسطين التاريخية لتكمل إسرائيل بعد 20 عاما مشروعها باحتلال الضفة الغربية والقدس'.

ورأى أن 'الحرب لا تزال قائمة، فلو نظرنا إلى الاستيطان وتوغل وسيطرة اليمين على الحكومة الإسرائيلية وسياساتها المتبعة، لرأينا أنه لم يتغير شيئا منذ ذلك اليوم، فالاحتلال قائم والاستيطان يتوغل'.

وختم مصاروة بالقول إن 'إنهاء الانقسام وإعادة الوحدة للمجتمع الفلسطيني ضرورة ماسة، فلن يتحقق التحرير والشعب منقسم بين فصيلين، والدول العربية غارقة بالدماء وتحكمها أنظمة فاسدة'.

اقرأ/ي أيضًا | عبد الناصر والنصر الموعود!