17 عاما مرت على هبة القدس والأقصى ولا زالت الذكرى خالدة في وجدان الفلسطينيين في أراضي الـ48، إذ ارتقى 13 شهيدا برصاص أفراد الشرطة الإسرائيلية إثر اندلاع مواجهات دامية في مطلع شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام 2000 عقب اقتحام أريئيل شارون، باحات المسجد الأقصى المبارك بالقدس المحتلة.

ويحيي العرب الفلسطينيون في الداخل الفلسطيني في مثل هذه الأيام من كل عام، ذكرى هبة القدس والأقصى، والانتفاضة الفلسطينية الثانية، تخليدا لأرواح الشهداء من خلال زيارة أضرحتهم وتنظيم مظاهرة ومسيرات قطرية.

وبهذا الصدد، حاور "عرب 48" عددا من الشبان والشابات من منطقة الشاغور بالتزامن مع الذكرى السابعة عشر لهبة القدس والأقصى، لنبحث معهم ما علق بالذاكرة، ولرصد الوعي الذي تشكل.

ميسلون خلايلة قادري

حيث ذكرت ميسلون خلايلة قادري من مجد الكروم، أنه "وعلى الرغم من مرور 17 عاما على ذكرى هبة القدس والأقصى، إلا أنني لا زلت أتذكر الأحداث وكأنها وقعت بالأمس".

وتابعت أن "هناك أهمية بالتطرق إلى الأحداث التي شهدناها مثل النكبة ويوم الأرض وهبة القدس والأقصى، خصوصًا في المؤسسات التعليمية، وذلك من أجل رفع الوعي بين صفوف الطلاب تجاه قضيتنا وأرضنا".

ودعت إلى "الترفع عن الخلافات والمشاركة في المظاهرة القطرية لذكرى هبة القدس والأقصى في سخنين، إلى جانب العمل والتجنيد لمثل هذه الفعاليات، لتبقى الذكرى خالدة في نفوسنا وكي لا ننساها وحتى نطلق صرخة واحدة تجاه السياسة العنصرية التي تنتهجها المؤسسة الإسرائيلية ضدنا".

وأشارت إلى أنها "لاحظت في السنوات الأخيرة ازدياد المشاركة الجماهيرية في عدة فعاليات منها مسيرة العودة، لا سيما وأن الأمر لم يقتصر على الأجيال الشابة وحسب بل على مشاركة عائلات ككل، فإن دلّ ذلك على شيء فهو يدل على أن هناك نهوض في الوعي أيضًا في نطاق العائلة".

وأكدت أن "الشرطة هي من قتلتنا في العام 2000، وعليه فإن اصبع الاتهام لا زال موجها نحوها منذ ذلك الحين، باعتبار أنها المتهم الأساسي في قتل المواطنين العرب وهذا ما قالته لجنة أور آنذاك بأن الشرطة تتعامل معنا كأعداء، ونحن نرى على أرض الواقع بأن هناك تمييز وعنصرية واضحة تجاهنا في مختلف المجالات".

يوسف حرب

واعتبر يوسف حرب من دير الأسد، أن "الزيارة الاستفزازية التي قام بها أريئيل شارون في الثامن والعشرين من أيلول/سبتمبر من العام 2000 إلى الحرم القدسي الشريف، تحت حماية وحراسة قوات الأمن، كانت بمثابة المحرك الأساسي لانتفاضة الفلسطينيين التي بدأت في مدينة القدس وامتدت إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، ومنها امتدت لتشمل بلدات الداخل الفلسطيني على أثر الجرائم الدامية التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية بحق المتظاهرين الفلسطينيين الذين هبوا لنصرة الأقصى في مواجهة استفزاز شارون وأحزاب اليمين المتطرف".

وأضاف "ربما كانت هذه الهبة المباركة صعبة وشديدة على شعبنا الفلسطيني بسبب أعمال العنف والقمع والقتل، لكنها في الوقت ذاته كانت صدمة قوية للمؤسسة الإسرائيلية لا سيما وأنها شعرت فجأة بالقوة والإرادة الكامنة في هذا الشعب، مع الإشارة إلى أن كل هبة كانت قبل أو بعد هذه الهبة المباركة تجعل المؤسسة الإسرائيلية تلزم حدودها معنا".

وتابع "لقد أدركت المؤسسة الإسرائيلية أيضا أن المسلمين كلما وقعوا في محنة ازدادوا تكاتفا وترابطا واقترابا من دينهم، فهذا بالنسبة لها أخطر من أي شيء آخر، فهي تعلم جيدا أنه إذا عاد الدين للمسلمين كما كان فسيعود الوطن لا محالة فليس لديها القدرة على مواجهة أقوام لو أرادوا خلع الجبال لخلعوها".

وأوضح أن "هبة القدس والأقصى جعلت الأمن الإسرائيلي يتخذ خطوات مغايرة كي يضعف شعبنا الفلسطيني من خلال اعتقال رجال الدين ونشر الفرقة والفتنة بين صفوف الشعب الواحد".

وحذر "من مخططات المؤسسة الإسرائيلية وإياكم والتفرقة والعائلية وتناسي هدفنا الحقيقي، إياكم أن تنسوا الأقصى فهو أمانة من الله ولو تهاونا وتركناه فقد نفقد هويتنا وتراثنا ولا أبالغ إن قلت إسلامنا أيضًا، وبالأخير أقول نحمد الله على جعلنا من حماة الأقصى وجعلنا نسكن أرضه المباركة".

حاتم مناع

واستهل حاتم مناع من مجد الكروم، حديثه بالقول "أولا نعزي عوائل الشهداء برحيل أبنائهم ونبارك لهم تضحيتهم من أجل الأرض والوطن والمسجد الأقصى المبارك، ولا يسعنا سوى أن نقول هنيئا لهم بإذن الله تعالى".

واستذكر بالقول إنني "كنت أبلغ من العمر 15 عاما حينما قالوا إن شارون وجنوده احتلوا المسجد الأقصى المبارك، وفي أعقاب ذلك دعت الأحزاب ووسائل الإعلام إلى الخروج نصرة للمسجد الأقصى حيث ارتقى آنذاك 13 شهيدا من الداخل برصاص الشرطة الإسرائيلية".

ودعا "كافة الأحزاب والقيادات إلى التوحد وأن يكون جميع أبناء شعبنا على قلب واحد وبهيئة رجل واحد مثلما كان في العام 2000 كما الأحداث الأخيرة التي شهدناها من محاولات هيمنة من قبل المؤسسة الإسرائيلية على المسجد الأقصى والتي خرجنا منها بنتيجة مرضية بفضل تكاتفنا وتوحدنا، ومن هذا المنطلق فإن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا في إشارة إلى المسجد الأقصى المبارك والمسكن والوطن".

وأشار إلى أنني "مع الأسف لا أرى بأن هناك وعي تام لدى الأجيال الشابة لذكرى هبة القدس والأقصى، وكذلك الأمر بالنسبة لقضية الأسرى الذين يقبعون ويعانون في السجون الإسرائيلية على خلفية سياسية بحتة في محاولة لكسر شوكتنا".

وختم مناع بالقول إن "رائحة دماء شهدائنا لا زالت تجري في عروقنا وأجسادنا، فنحن لن ننساهم ولن ننسى ما قدموه من تضحية دفاعا عن المسجد الأقصى المبارك، ومن هنا أشدد مرة أخرى على أهمية رفع الوعي وتوحيد صفنا ضد كل محاولات التفرقة التي تنتهجها المؤسسة الإسرائيلية وأذرعها الأمنية".

محمد عريان

وقال محمد عريان من البعنة، إنني "كشاب عربي فلسطيني أرى بأن هبة القدس والأقصى كانت من أهم الأحداث المشرفة في نضال عرب الداخل، كما أنها كانت بمثابة تحذير ووضع الاصبع في عين الصهيوني والقول له إن أقصانا وقبلتنا وهذه الأرض محيانا ومماتنا".

وشدد على أن "هبة القدس والأقصى ساهمت في تعزيز هويتنا العربية الفلسطينية".

وأنهى عريان بالقول إنه "بالنسبة لوعي الأجيال الشابة لهبة القدس والأقصى بشكل خاص والقضية الفلسطينية بشكل عام، بحسب اعتقادي لا أراه بالشكل المطلوب، فحتى نثبت أقدامنا في أقصانا وأرضنا وتراب فلسطين علينا أن نكون أكثر قوة وجدية كي نخلد مثل هذه الذكرى بل ونحتفل كيوم وطني ونخلد ذكرى أرواح شهدائنا".

اقرأ/ي أيضًا | هبة القدس والأقصى: مئات الجرحى والمعتقلين في ملف النسيان