الشهداء هم أنبل بني البشر، ومن لا يكرم الشهداء الذين أفنوا حياتهم وضحوا بأرواحهم من أجل الوطن وأهله لا يستحق الحياة.

ترتفع عشية كل ذكرى ليوم الأرض الخالد أصوات ناقدة ومنددة بطقوس إحياء الذكرى، تتهم القيادات السياسية العربية بالقصور والدعوة لاجتراح سبل وأشكال أخرى أكثر نجاعة وفعالية لإحياء الذكرى وخاصة أمام التراجع الحاصل في حجم ومضمون هذا التخليد لذكرى مفصلية في تاريخ العرب الفلسطينيين في أراضي 48، وتُجمع عوائل الشهداء أن على الارتقاء بالأداء أمر ممكن ومتاح.

واعتبرت ابنة شهيد يوم الأرض، رجا أبو ريا، من سخنين، جليلة أبو ريا- أبو ريا، أن "هناك اهتماما متزايدا لإحياء ذكرى يوم الأرض في مدينة سخنين".

وقالت ابنة الشهيد أبو ريا لـ"عرب 48" إنه "جرى تنظيم جملة فعاليات في مدارس سخنين بادرت إليها لجان أولياء أمور الطلاب واللجنة الشعبية والقوى السياسية، ولاحظت أن هناك مشاركة متزايدة عندما يجري التحرك والمبادرة، لكن أعتقد أن هذه ليست الصورة العامة في البلاد".

وأضافت أن "المطلوب مشاركة أوسع وأن يكون الاهتمام أكثر لنرتقي إلى مستوى يليق بشهداء شعبنا. المطلوب أكثر من ذلك وكل من موقعه وخاصة من الناشطين والمربين في المدارس والأهالي، وهذا واجب كل واحد منا لأنه علينا أيضا أن نربي أبناءنا على مواجهة المصاعب وضغوطات الحياة في ظل السياسات العنصرية المتواصلة والتحديات الكبيرة التي يواجهها الجيل الصاعد خصوصا ويواجهها شعبنا كله".

وختمت ابنة الشهيد أبو ريا بالقول إن "أسباب اندلاع شرارة يوم الأرض لا زالت قائمة".

ومن جهته، أثنى شقيق الشهيد خير ياسين من مدينة عرابة، وفيق ياسين، على موقف قيادات سابقة وجماهير يوم الأرض، وأعرب عن امتعاضه لما آلت إليه حال الذكرى اليوم.

جليلة غنايم- أبو ريا

وقال ياسين لـ"عرب 48" إنه "على القيادات والناشطين والمهتمين أن يبحثوا عن طرق أخرى لإعادة الاعتبار لمعاني يوم الأرض. أكثر ما يثير الاستياء هو ما كان من نقل التنافس الحزبي ورفع شعارات وأعلام الأحزاب والحركات السياسية إلى ساحات يوم الأرض. لقد أساء هذا التنافس الحزبي إلينا وللذكرى، علما أن هذا اليوم هو أكثر مناسبة يجب أن تكون موحدة لنا وبعيدة عن الصراعات الفئوية". وختم بالقول إنه "رغم كل الاستياء والتذمر، أؤمن أن هذا الجيل سيتصدر عملية التغيير ويجب إتاحة الفرحة أمامه للمبادرة والقيادة. وأتمنى على القيادات أن تترفع عن كل الصغائر لأن التحديات كبيرة".

واستعرض شقيق الشهيد خضر خلايلة من سخنين، أحمد خلايلة، زخم يوم الأرض في السابق، وقال لـ"عرب 48" إن "الظروف السياسية والاقتصادية وكل مناحي الحياة قد تغيرت لحد كبير عن السابق، لكن المطلوب المشاركة والاهتمام بشكل أكبر وهذا لا يأتي من تلقاء نفسه، بل يجب على كل الأطراف من أحزاب ومؤسسات تربوية ولجان شعبية ومؤسسات المجتمع المدني أن تضع التربية والثقافة الوطنية على سلم أولوياتها وأن تكون عملية التثقيف متواصلة على مدار السنة وليست موسمية".

وأضاف أنه "عندما نتحدث عن الجيل الصاعد ونتهمه بعدم المبالاة في القضايا الوطنية وذكرى يوم الأرض، علينا كأهالي تحمل القسط الكبير من المسؤولية تماما مثل كل المؤسسات والأحزاب التي عليها أن تقوم بدور أكبر وأن تبدي اهتماما أوسع بهذا الجيل".

وختم خلايلة بالقول إنه "عندما نقوم بواجبنا في تربية الأبناء على هذه القيم ستجدهم على قدر المسؤولية. شاهدت هذا الأسبوع طلاب ثانوية وإعدادية في سخنين وهم يوزعون صور الشهداء والمنشورات في شوارع المدينة ما يدل أنه عندما نهتم فإنهم سيتقدمون الصفوف الأمامية".

وقال شقيق الشهيد محسن طه من كفر كنا، حسني طه، لـ"عرب 48" إن "العمل الوطني مع كل أسف هو عمل موسمي وقائم على ردود فعل ويفتقر لاستراتيجيات وبرامج".

حسني طه

وأكد أن "المطلوب العمل بشكل منظم ومنهجي على مدار أيام السنة لتوعية وتعبئة الأجيال الناشئة وتذويت الشعور بالانتماء من خلال توعيتهم على أهمية الرموز والمناسبات الوطنية في تاريخ الشعوب".

وأضاف أنه "في الأونة الأخيرة تحدثت مع رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، شرف حسان، وطالبته في طرح هذا على اللجنة كي تقوم المؤسسات التربوية أيضا بدورها في التثقيف والتوعية، كما وجهت للمتابعة نقدا في اجتماعها الأخير وأكدت أن أحد أسباب ضعف المشاركة الجماهيرية هو نهج المتابعة والقيادات السياسية والسلطات المحلية".

وختم طه بالقول إن "هذه ليست نظرة سوداوية أو ناتجة عن إحباط، بل هي دعوة يطالب بها الجمهور من أجل تحسين الأداء لنرقى بمستوى فعلنا وتأثيرنا. أدعو الناشطين والغيورين للعمل والمساهمة في توعية الأجيال الصاعدة، والمساهمة الفاعلة في إنجاح نشاطات ذكرى يوم الأرض وخصوصا المسيرات والمهرجانات المركزية".

اقرأ/ي أيضًا | شباب يوم الأرض: النضال الموحد هو السبيل لتحقيق مطالبنا