أكد أحد سكان قرية أم الحيران مسلوبة الاعتراف في منطقة النقب، ناجح أبو القيعان، بعد ظهر اليوم، الخميس، أنه بالرغم من تركيز وسائل الإعلام الإسرائيلية والعربية على خبر موافقة سكان أم الحيران على إبرام اتفاق بينهم وبين ما يسمى "سلطة توطين البدو"، يقضي بإخلاء قريتهم وانتقالهم إلى قرية حورة، إلا أنه يتم تهميش نصف سكان القرية، الذين لا زالوا يرفضون التوقيع على أي اتفاقية يصادقوا من خلالها على تدمير منازلهم وقبول التعويضات، وإخلاء القرية.

ناجح أبو القيعان

وأوضح أبو القيعان، في حديثه لـ"عرب 48"، أن "القرية انقسمت إلى مجموعتين، الأولى وقعت تحت الترهيب والتهديد والوعيد، أما نحن، المجموعة غير الموقعة على الاتفاق، موجودون وباقون ونقدر بنصف مجموع أهالي القرية".

وكان القضاء الإسرائيلي قد قرر بعد سنوات من نضال أهالي أم الحيران في أروقة المحاكم، أن على أهالي قرية أم الحيران إخلاءها، بشكل كامل، بدءا من تاريخ 15.4.2018 ولغاية تاريخ 30.4.2018 كحد أقصى، وإلا سيتم اقتلاعهم وتهجيرهم بالقوة.

وعند سؤاله عن السبل التي سوف تنتهجها المجموعة الرافضة للتهجير، في نضالها في معركة الوجود والبقاء، قال أبو القيعان إن "الخطة تتمثل بالصمود على أرضنا وفي وطننا"، ومضى قائلا: "نحن أصحاب حق، وغيرنا على باطل، ما بوسعنا تقديمه هو الثبات، ليس لدينا ما نقدمه أكثر من ذلك".

وتابع أبو القيعان، في ظل تهديد المؤسسات الإسرائيلية المتواصل بالهدم والاقتلاع والتهجير، أنه "إذا هدموا البيوت فسنسكن بيوتا من الصفيح وإذا هدموها فسنسكن العرائش، ثم إذا هدموا العرائش فسننصب الخيام... لن نغادر أم الحيران أبدا".

وفيما يتعلق بجيرانه وأقاربه وأهالي بلده الموقعين على الاتفاق، رأى أبو القيعان أن "سلطة أراضي إسرائيل استفردت بأرباب الأسر، هددتهم، أخافتهم وأرهبتهم، ذلك بالإضافة إلى تقديم بعض الإغراءات الكاذبة في بعض الحالات، ما دفع بعضهم للتوقيع مرغمين"، علمًا بأن حوالي 170 مواطنا وقعوا الأول من أمس، الثلاثاء، على اتفاق إخلاء القرية برغبتهم، وفقا لقرار المحكمة العليا.

ووجه رب الأسرة المكونة من 25 فردًا، ناجح أبو القيعان، من خلال "عرب 48" رسالة إلى جميع الفلسطينيين في أراضي 48 بصوت بدا واثقًا قال فيها: "كونوا على يقين، نحن لن نوقع، الثلة التي وقعت، قامت بذلك مرغمة بعد سنوات من النضال، هم أحرار بأنفسهم، أما نحن فحسمنا موقفنا، لن نوقع؛ باقون في أم الحيران".

وعن تردد الأداء السياسي لقادة المؤسسات والأحزاب في الداخل، وتأثيره على عزيمة الأهالي في صراعهم ضد آلة الهدم والتهجير، أكد أبو القيعان أن "الركود والفتور الذي يغلب على أداء القيادة السياسية في الداخل الفلسطيني ليس بأمر جديد، هو منذ زمن".

وأشار إلى أنه "فقدنا الاتصال بالقيادات منذ زمن، هم على اتصال بإخواننا الموقعين على الاتفاقية، لا نعرف مدى تواصلهم والإجراءات والخطوات التي تشاوروا حولها، معنا التواصل شبه منقطع"، وتابع أن "عليهم أن يعرفوا أن هناك مجموعة لم توقع، لم توافق على إخلاء القرية، قضية أم الحيران لا تزال تنبض بالحياة والنضال الذي يتوجب عليهم دعمه انطلاقا من مواقعهم القيادية وتحملهم المسؤولية الأخلاقية والسياسية".

واستطرد قائلا إن "شعبنا بخير، هو شعب حي مناضل بطبعه، تاريخنا بالنضال من أجل البقاء والصمود بات معروفًا للجميع في كل أنحاء العالم، نراهن على الجماهير، وفقدنا الأمل بالقيادات... ننتظر وقفة جماهيرية واسعة في كل ما يتعلق بمستجدات قضية أم الحيران".

اقرأ/ي أيضًا | خاص | أم الحيران... القصة الكاملة 2009-2018

ولأبناء عمومته وأقربائه الموقعين على الاتفاقية، قال أبو القيعان، صاحب مصنع للرخام في منطقة النقب، بصوت خافت بدا يائسًا مخذولا بعض الشيء، إن "الأعمار والأرزاق بيد الله وحده، العون من الله عز وجل... عيوننا إليه وليست إلى الناس".