ينتظر الصامدون من أهالي قرية أم الحيران، المهددة بالهدم والاقتلاع والتهجير، بعد أن أرغمت السلطات الإسرائيلية معظم سكان البلدة التوقيع على "اتفاق التهجير"، ونقلهم إلى قرية حورة في النقب.

وأخطرت السلطات، الصامدين في القرية، بهدم بيوتهم لغاية يوم الإثنين المقبل.

ويشعر الصامدون المتشبثون بأرضهم ومنازلهم بأنهم تركوا لوحدهم في معركة البقاء والصمود ومواجهة مصيرهم المحفوف بالخطر والقلق.

أين القيادات؟

ناجح أبو القيعان

وقال أحد سكان أم الحيران، ناجح أبو القيعان، لـ"عرب 48" إنه "للأسف، نحن في ظروف أكبر منا، هناك من فهم في لجنة المتابعة والقيادات العربية أن كافة أهالي أم الحيران وقعوا

على الاتفاق الذي فُرض عليهم، وهذا غير صحيح".

وأضاف أن "أهالي القرية يواجهون ضغوطات شديدة، وحتى من وقّع على الاتفاق فقد وقّع تحت التهديد والإجبار، ومن لم يوقّع على الاتفاق فإن بيته مهدد بالهدم يوم الإثنين المقبل. نحن نواجه مصيرنا في معركة أكبر منا، بتسليم كامل من قبل الهيئات العليا في المجتمع العربي. ولم يبق في هذه المعركة إلا قلة من أهالي أم الحيران ممن يناضلون نيابة عن المجتمع العربي كله، وهذا التحدي فوق قدراتنا".

سليم أبو القيعان

وختم أبو القيعان بالقول إن "السلطات الإسرائيلية تستفرد بأهالي أم الحيران وهذا يفوق قدرتنا كما قلت. مطلب أهالي أم الحيران واضح، وهو أننا نريد البقاء في قريتنا، ولكن التحديات أكبر منا. بيوتنا مهددة بالهدم لغاية يوم الإثنين المقبل ولا نلمس أي تحرك من قيادات المجتمع العربي".

وقال أحد سكان أم الحيران، سليم أبو القيعان، لـ"عرب 48" إن "غالبية السكان، مع كل أسف، وقعت على اتفاق التهجير. لم يكن التوقيع اختياريا وإنما تحت وطأة الإكراه والإجبار".

وأضاف أن "هذا التهجير الذي أُرغمنا عليه لم يكن اتفاقا، وإنما فُرض علينا من قبل الشرطة الإسرائيلية. نسأل الله ألا يكون مصير القرى الأخرى في النقب كمصير أم الحيران. نحن دخلنا في دوامة قضاء فاشل لمدة 15 عاما، واستمر صمودنا. كنا أمام خيار واحد لا غير إما التوقيع على التهجير بإرادتنا خلال 3 شهور، أو أن تهدم بيوتنا فوق رؤوسنا وننقل عنوة إلى منطقة لا تناسبنا".

محمد بركة

وختم أبو القيعان بالقول إن "أهالي أم الحيران تحت سيطرة دولة لا تأبه بالمجتمع ولا بالعالم. أكرر أننا أجبرنا على التوقيع ودفعنا ثمنا باهظا لم يدفعه أحد. المجتمع العربي كله دخل معركة المسجد الأقصى بالقدس، أما معركتنا فكانت لنحو 400 شخص فقد، وأم الحيران دفعت ثمنا باهظا حين قتلوا الشهيد يعقوب أبو القيعان".

بين المتابعة والتوجيه

وردا على أقوال أهالي أم الحيران وانتقاداتهم للقيادات، قال رئيس لجنة المتابعة، محمد بركة، لـ"عرب 48": "نحن لم ولن نترك أهالي أم الحيران وحدهم، ولكن هناك ضغوطات على المواطنين، وهذا أربك الموقف العام".

وأضاف أنه "في الأسبوعين الماضيين عقدت جلسات في مركز عدالة، وكانت هناك إمكانية لفتح الباب القضائي من أجل تأخير تنفيذ أوامر الإخلاء، وللأسف فوجئنا بالتوقيع على الاتفاق ونحن نعتبره شكلا من أشكال ابتزاز السكان. وكما يعلم الجميع فقد أجرينا قبل يوم الأرض الأخير جولة في النقب وبالذات المتعلقة بأهالي أم الحيران، الفرعة والزعرورة".

سعيد الخرومي

وختم بركة بالقول إن "من يعمل باسم المتابعة في النقب هي لجنة التوجيه وهي تقوم بدورها، وكما هو معلوم في كل معركة، وقلتها سابقا، إن المحور الأساسي لأي نضال هو صمود الأهالي وهو الذي يمكن بعده تجنيد تأييد شعبي، ولم تكن أم الحيران وحدها في أي يوم من الأيام، ونحن نتواصل مع لجنة التوجيه في النقب للتواصل مع الأهالي الذين لم يوقعوا لفحص توجهين، الأول هو المسار القضائي رغم صعوبة الأمر والجانب الشعبي الذي يحتاج إلى عمل واسع، إضافة للاتصالات الرسمية، ولكن المحور الأساسي هو صمود الأهالي ورفض التهجير".

ومن جهته، رفض رئيس لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، النائب سعيد الخرومي، الاتهامات، وقال ـ"عرب 48" إنه "لم يتوجه أي شخص إلينا في لجنة التوجيه العليا لغاية الآن، والأهالي يعرفون من هم أعضاء لجنة التوجيه، وهواتفنا ليست مخفية عن أحد، ومن يطلب التضامن والمعاضدة فليتصل وليطلب ذلك، وهذا امر معروف في النقب. إذا واجهت إنسان أي مشكلة فعليه كالعادة أن يوجه رسالة إلينا ونحن نحاول المساعدة".

وختم الخرومي بالقول إن "القضية في أم الحيران ضبابية، ولغاية الآن لم يتحدث معي أي شخص بأنه يرفض قرار التوقيع، وما فهمناه من وسائل الإعلام ومن رئيس اللجنة المحلية في أم الحيران بأنهم وقعوا على الاتفاق وسينتقلون إلى حورة، ولا تتوفر لدي أي معلومات أخرى".

جمعة الزبارقة

وحول رفض مجموعة صامدة التوقيع على "اتفاق التهجير" وتأكيدهم على الصمود، أجاب الخرومي أنه "لا علم لي بذلك ولم يتصل بي أي شخص بهذا الامر".

وقال النائب جمعة الزبارقة لـ"عرب 48": "نحن لم ولن نترك أهالي أم الحيران لوحدهم. ما حدث هو وصول معلومات حول توقيع الأهالي وقبول التهجير إلى قرية حورة، وهنا وجدنا أنفسنا في مشكلة. ونحن نسعى للتواصل مع الأهالي الصامدين في أم الحيران".

وأضاف أن "ما حصل في الحقيقة صدمنا، اتفاق التهجير مرفوض ومُذل، سنتوجه إلى الأهالي الذين لم يوقعوا على الاتفاق في أم الحيران".

عادل عامر

ومن جانبه، اعتذر سكرتير الحزب الشيوعي الإسرائيلي، عادل عامر، عن التعقيب على ما جاء على لسان الأهالي، واكتفى بالقول لـ"عرب 48" إنه "سنعقد اجتماعا لمكتب الجبهة قريبا، وموضوع أم الحيران مدرج للبحث واتخاذ خطوات نضالية لدعم صمود الأهالي".

اقرأ/ي أيضًا | خاص | أم الحيران... القصة الكاملة 2009-2018

اقرأ/ي أيضًا | معركة أم الحيران مستمرة: نصف سكان القرية يرفضون "اتفاقية التهجير"