في تطور جديد على قضية اقتلاع تهجير أهالي قرية أم الحيران في منطقة النقب، جنوبي البلاد، رفضت المحكمة المركزية في بئر السبع، أمس الثلاثاء، طلب عائلة حسين أبو القيعان، تأجيل أوامر هدم المنازل التابعة لها في أم الحيران.

وبعد شهور من التهديد والوعيد والملاحقة السياسية والقضائية والتحقيقات وفرض الغرامات الطائلة، من قبل السلطات الإسرائيلية، أُجبرت عائلة حسين أبو القيعان، الليلة الماضية، على التوقيع على "اتفاق التهجير" لإخلاء بيوتها، تحت تهديد تنفيذ قرار هدم 9 منازل كان من المزمع تنفيذه، اليوم الأربعاء، وترك سكانها في العراء، إلى جانب هدم حظائر المواشي وتجريف أرضها الزراعية.

وعلمنا أن عائلة حسين أبو القيعان اضطرت مرغمة على الموافقة على إخلاء قرية أم الحيران خلال 3 أشهر من تاريخ التوقيع.

وقال أحد سكان القرية، ناجح أبو القيعان، لـ"عرب 48" إنه "جرى الاستفراد بأهالي أم الحيران، والضغط عليهم بطرق تنتهك حقوقهم الأساسية في الأمن والأمان والحياة الكريمة، ولم تتوان السلطات الإسرائيلية عن ممارسة الإرهاب النفسي وممارسة الملاحقة السياسية ضد أهالي أم الحيران".

ناجح أبو القيعان (عرب 48)

وأضاف أنه "جرى اعتقال 3 شبان من أبناء أم الحيران وفرض أحكام جائرة عليهم والسجن 3 سنوات مع وقف التنفيذ، كما جرى إلزام كل فرد بدفع غرامة مبلغ 50 ألف شيقل".

وأكد أن "عائلة أخي حسين أبو القيعان ليست العائلة الأخيرة في أم الحيران. نحن ما زلنا هنا صامدون في أم الحيران رغم الضغط والترهيب، وتقوم السلطات بجهود مخيفة لإجبارنا على ترك أرضنا. طريقة الدولة تقضي بالاستفراد بِنَا فردا فردا، بدأت بأحمد أبو القيعان وأجبرته على الرحيل من أطراف القرية قبل سنة ونصف ومن ثم قتلت الشهيد يعقوب أبو القيعان، رحمه الله، واليوم أرهبت أخي حسين. ونحن لا نقول سوى حسبنا الله ونعم الوكيل".

وختم أبو القيعان بالقول إن "الأجواء العام التي نعيشها تؤكد أن إسرائيل لن توفر أي مجهود لطردنا من أرضنا. وتواجد السلطات الأمنية في أم الحيران خلال هذه الأيام كما دائما هو عمل استفزازي فهي مدججة بالسلاح، وتتعامل السلطات معنا على أننا أعداء لرفضنا التوقيع على تهجيرنا".

وقال أحد سكان القرية، حسين أبو القيعان، لـ"عرب 48" إن "الشرطة وضعت السكين على رقابنا، وهددتنا السلطات الإسرائيلية بشكل صريح في الأمس واستمرت بالضغط علينا حتى منتصف الليلة الماضية، بالتوقيع على الاتفاق والقبول بـ10 قسائم أرض لأكثر من 20 نفرا دون أن تسمح لنا بالنقاش أو الاعتراض".

وأضاف أن "السلطات هددتنا بهدم بيوتنا فورا وسجن أبنائي وفرض غرامات مالية علينا قدرها مئات آلاف الشواقل. أسلوب السلطات الإسرائيلية أقل ما يقال عنه أنه إرهاب. تواجدنا في المحاكم بشكل يومي على مدار الأسبوعين الماضيين، لتحرير أبنائنا المعتقلين أو لمنع هدم بيوتنا، وبدا واضحا لنا تواطؤ القضاء مع سلطات الهدم".

اقرأ/ي أيضًا | السلطات الإسرائيلية تعلن: غدا سنهدم 9 مساكن في أم الحيران

وختم أبو القيعان بالقول إنه "لم نوقع للحصول على مردود بل لحماية أبنائنا الذين لا تراهم إسرائيل بشرا، والمؤلم كذلك أنه بعد التوقيع فرضت السلطات علي هدم بيتي بيدي اليوم".