أعرب رئيس نقابة المحامين في لواء الشمال، المحامي خالد حسني الزعبي، عن قلقه البالغ حيال نسبة نجاح 7% فقط من الطلاب العرب الذين تقدموا لامتحان نقابة المحامين، مؤخرا، في حين أن نسبة الطلاب اليهود الذين نجحوا في الامتحان ذاته تعادل خمسة أضعاف نسبة العرب.

وقال المحامي الزعبي في حديثه لموقع "عرب 48" إنه "فوجئت من أن نسبة الطلاب العرب الذين نجحوا في الامتحان هي فقط 7%، رغم أن نسبة النجاح بشكل عام بلغت 34%، والطلاب العرب واليهود تقدموا لنفس الامتحان"!

وردًا على سؤال إن كانت النتائج تدل على تمييز ضد العرب في الامتحان، قال الزعبي إن "هذا سؤال كبير يجب البحث فيه ودراسته بشكل عميق. لا فهنا لا نستطيع أن نقول إنه كان هناك تمييزا بين طالب عربي وطالب يهودي، بل جميعهم على السواء تقدموا لنفس الامتحان، وكان ينبغي على الطلاب العرب الاهتمام بتحقيق نتيجة أفضل بكثير حتى من اليهود، لأننا يجب أن نطمح ونسعى للتفوق".

وتساءل الزعبي: "هل معظم الطلاب العرب جاؤوا من الكليات التي حصلت على تدريج متدن؟ إذا كان الأمر كذلك فإن الحديث هنا عن مشكلة عامة تستحق البحث، لكن من جهة أخرى كيف لنا أن نفسر نجاح 80% من الطلاب الذين تخرجوا من الجامعة العبرية؟ لذلك يبدو أن الإشكالية تكمن في الكليات التي تهدف إلى الربح المالي وليس إلى تعليم القانون بالمستوى اللائق".

وردا على سؤال "عرب 48" حول إذا ما كان العدد الكبير، ولربما الزائد عن الحاجة، من المحامين الذين يتخرجون كل عام هو السبب في جعل الامتحان تعجيزيا لوقف تدفق أعداد كبيرة من المحامين إلى السوق؟ أجاب رئيس نقابة المحامين أنه "عندما تخرجت في العام 1976 كنت المحامي رقم 8210 وهو عدد المحامين الذين تخرجوا منذ قيام إسرائيل ولغاية العام 1976، بينما يبلغ عدد المحامين اليوم نحو 76 ألف، بمعنى أنه منذ 1976 زاد عدد المحامين بشكل كبير من العرب واليهود طبعا. ومن بين المعطيات المثيرة أيضا أنه منذ تأسيس نقابة في الشمال عام 2003 كان عدد المحامين في الشمال 850 محاميا، بينما اليوم وبعد مرور 15 عاما على تأسيس النقابة يبلغ عدد المحامين في الشمال 3300 محام. لا أنكر أن تغيير طريقة الامتحان وجعله سهلا وفتح عدد كبير من الكليات التي تدرس موضوع القانون ساهمت في ازدياد عدد المحامين بشكل كبير، لكن هذا أدى بالتالي إلى تدني مستوى الأداء أمام القضاء".

وأوضح الزعبي أنه "على سبيل المثال لا الحصر كلية 'أونو' أرسلت 775 من طلابها لتقديم امتحان النقابة، بينما الجامعة العبرية أرسلت 130 طالبا. لاحظ الفرق! هذه الكليات باعتقادي ترسل هذا العدد من الطلاب من أجل الربح المادي، دون أن توفر للطالب الأدوات للنجاح في الامتحان، ولا توفر له الأدوات لكي يستطيع الوقوف أمام القاضي وتمثيل موكليه بالشكل اللائق في المحاكم، ولا ننسى أن قطاعا واسعا من الجمهور مصيره ومستقبله مرهون بأيدي هؤلاء المحامين. هذه المسألة يجب أن تطرح وأن تناقش بشكل جوهري وأن تتحمل الكليات مسؤولياتها. صحيح أن النقابة أرادت لهذا الامتحان أن يكون صعبا، أسوة بامتحانات الطب على سبيل المثال، ولكن النقابة ليست هي الجهة الوحيدة التي تحدد طبيعة الامتحان، وإنما هناك قضاة ورئيس محكمة ونحن أعضاء في هذه اللجنة".

"عرب 48": هل أنتم كنقابة طالبتم بأن يكون الامتحان صعبا؟

الزعبي: نعم، نحن طلبنا أن يكون الامتحان أشمل وأن يتضمن جوانب كتابية وعدة نصوص وألا يكون بمجمله على الطريقة الأميركية، وقد وصلنا إلى تحقيق هذا المطلب. وبالتالي نعم هذا أثّر على نسبة النجاح في الامتحان، ونأمل أن يصبح هناك توازن بين عدد المحامين وحاجة السوق إليهم، وأن يعلم كل طالب محاماة أن أمامه عقبة لا يتخطاها إلا من هو جدير بذلك كما هو الحال في الطب. إن طالب الطب عندما يخوض في هذا الموضوع يعلم مسبقا أن أمامه تحديات صعبة، تتعلق بحياة الناس، وكذلك هو حال المحامي فإن مستقبل موكليه مرهون بكفاءته.

وشدد على أن "الامتحان لم يكن استثنائيا هذا العام، بل توجد نية للاستمرار في هذا النهج لكي يعلم كل من يتقدم لهذا الامتحان بأنه مقدم على امتحان جدي وصعب".

وأردف الزعبي أنه "نرى أن الجامعات تولي أهمية كبرى لإعداد طلابها لهذا الامتحان مقابل الكليات، والدليل على ذلك هو أن 81% من طلاب الجامعات اجتازوا الامتحان".

وردا على سؤال حول تراجع مستوى مهنة المحاماة بسبب ازدياد عدد المحامين، قال رئيس نقابة محامي الشمال إن "المستوى المتدني مهنيا للمحامي يمس بأدائه في المحاكم، والأمر يشبه إلى حد معين مباراة كرة قدم يلعب فيها فريق من الدرجة العليا ضد فريق من الدرجات الدنيا فإن مستوى الأداء العام في المباراة يكون متدنيا. وأعتقد أن هذا التشبيه يمكن أن يجسد الحالة في الحديث الذي نحن في صدده. وفي النهاية المتضرر الوحيد من عدم التمثيل المهني في المحاكم هو الجمهور، أصحاب القضايا، ونحن نريد بهذا الحفاظ على حقوق المواطنين بتمثيل جيد".

وأعرب عن تفهمه موجة الاحتجاج من قبل الطلاب، وتفهمه موقف الأهل الذين استثمروا كل طاقاتهم من أجل نجاح أولادهم، والجهد الذي بذله الطلاب في هذه الكليات، وقال إنه "في النهاية نحن نطلب من هؤلاء الطلاب أن يستعدوا بشكل أفضل وأن يستثمر الواحد منهم جهدا أكبر في المرة المقبلة، ومن تتوفر لديه الإمكانات فإن النجاح سيكون حليفه. وهذا الكلام ينسحب أيضا على طلاب الخارج الذين يجب عليهم أن يعلموا أن هناك إنذارا وضوء أحمر وعقبة حقيقية عليهم أن يتخطوها وهي امتحان النقابة".

"قانون القومية"

وتطرق المحامي الزعبي إلى "قانون القومية" العنصري، وقال إنه "لا بد أن نعبر عن موقفنا من هذا القانون الحارق والذي يؤثر علينا كمواطنين عرب وأصحاب هذه البلاد. نحن نواجه أخطر هجمة قانونية علينا تهدف إلى سلب حقوقنا كمواطنين أصلانيين في هذه البلاد وعلى هذه الأرض، وجعلنا كأية أقلية طارئة دخلت إلى البلاد. لذلك فإن الانتقاص من حقوقنا ولغتنا يعني المساس فينا، ونحن نعتقد أنه علينا أن نواجه بصلابة هذه الهجمة سواء عن طريق نقابة المحامين أو بطرق أخرى، ولذلك نطالب بعقد جلسة في مؤسسات النقابة لدراسة سبل التصدي لهذا القانون، لأن النقابة هي الجهة الأجدر بالتصدي للقانون كونها مؤسسة قضائية وقانونية وجزء من عملية التشريع".

اقرأ/ي أيضًا | امتحان نقابة المحامين: نجاح اليهود 5 أضعاف العرب