تستمر جرائم قتل النساء في المجتمع العربي دونما وجود آفاق عملية لتغيير هذا الواقع الخطير وغير الإنساني، وفي ظل تقاعس الشرطة الإسرائيلية وتقصيرها بالتحقيق في جرائم القتل عندما تكون الضحية من المجتمع العربي، الأمر الواضح من متابعة الوضع القانوني لجرائم القتل الآخذة بالازدياد.

يذكر أن الضحية نورا وهي أم لسبعة أبناء، قتلت فجر الأحد رميا بالرصاص، وهي الضحية الثامنة لجرائم قتل النساء في المجتمع العربية منذ بداية العام الجاري.

في معظم الحالات لا تعتقل الشرطة أي مشتبه به ولا تبذل أي جهد يذكر للكشف عن ملابسات الجرائم، وسرعان ما يغلق ملف الجريمة بادعاء عدم وجود أدلة وقرائن، وتُقيّد الجريمة ضد مجهول.

ذلك إلى جانب الاستخفاف في تلقي شكاوى النساء المهددات وعدم التعامل معها بالجدية اللازمة، إذ يظهر من حيثيات جرائم قتل 17 امرأة في البلاد منذ بداية العام 2018 الجاري (8 منهن عربيات) أنه في معظم الحالات تلقت الشرطة شكاوى من الضحايا بوجود خطر على حياتهن ولم تقم الشرطة بتوفير الحماية لهن، الأمر الذي أدى لقتلهن.

قتلت نورا أبو صلب (37 عاما) إثر تعرّضها لإطلاق نار خارج منزلها في إحدى القرى مسلوبة الاعتراف بالنقب، الليلة الماضية، وتعد نورا الضحية الـ17 منذ مطلع العام 2018، حسب أرقام لجنة مكانة المرأة بالكنيست، والتي عقدت اجتماعا طارئًا منذ شهرين لبحث "آليات حماية النساء في دائرة الخطر"، وأشير في الجلسة إلى أن 16 امرأة قُتلن منذ بداية العام، غالبيتهنّ كنّ قد توجهنّ للشرطة والشؤون الاجتماعية لطلب الحماية والمساعدة .

وأشارت اللجنة إلى وجود خلل في عمل الشرطة ومكاتب الخدمات الاجتماعية، وانعدام التواصل ومشاركة المعلومات بين السلطات المعنيّة لتقديم الحماية اللازمة لهؤلاء النساء، ما يؤدي في كثير من الأحيان لأن تدفع النساء حياتها ثمنًا لذلك .

ولم تكشف الشرطة في البداية عن اسم القتيلة أو مكان سكنها، إلا أنّها قالت إن إطلاق النار تم بالقرب من شارع 25، دون أي ذكر لاسمها أو اسم القرية التي تقطنها كونها امرأة من قرية غير معترف بها من قبل الدولة.

وقالت الشرطة في بيان لها إنّه من التحقيقات الأوليّة يتّضح أن القتل جاء على خلفيّة ما يسمّى بـ"شرف العائلة"، على ما يبدو. واكتفى الإعلام الإسرائيلي، كعادته، بالادعاء أن الضحية قتلت على خلفية "شرف العائلة"، اجترارا لبيان الشرطة، دون ذكر أنها امرأة عانت من العنف وكانت قد تقدمت بشكاوى للسلطات المعنية حول هذا الشأن في الماضي. كما تجاهلت التغطية الإعلامية انتقاد "سلطات تطبيق القانون" وجهاز الشرطةالتي لم تؤمن الحماية التي كانت تحتاج إليها الضحية قبل أن تقتل بدم بارد.

وأدانت مجموعة من النساء والناشطات ومنظمات المجتمع في النقب، واستنكرت بشدة جريمة القتل التي راحت ضحيتها نورا أبو صلب، وذلك في بيان مشترك نشر اليوم، ودعت للتظاهر بشكل طارئ ضد قتل النساء وتقاعس الشرطة عن حمايتهن.

أنصاف أبو شارب

وفي هذا السياق، قالت المحامية والناشطة الحقوقية في النقب، إنصاف أبو شارب في حديث لـ"عرب 48"، "نورا أبو صلب ابنة الـ 37 عاما أم لـ7 أطفال قتلت رميا بالرصاص فقط لكونها امرأة، لا لسبب آخر، وتخاذل الجميع معها بفرضهم للتعتيم الكامل عن تفاصيل الجريمة التي تعرضت لها واعتناقهم الصمت، لن يرى القاتل أي ذكرى أو مناسبة أو صورة لنورا في رأسه تقد مضجعه لأنه لا يراها إنسانة، وآن أوان رفع ستار الصمت، نورا قتلت لأنها سلكت طريقها إلى العمل من أجل لقمة عيش لها ولأطفالها".

وأضافت أبو شارب "قتلوا نورا بعدما هربت إلى الشرطة طلبا للحماية. كانت قد تعرضت لمحاولة قتل قبل فترة ليست ببعيدة ومع هذا قتلت في النهاية ولن يقدروا على حمايتها، أو لعلهم لم يرغبوا بفعل ذلك".

واستطردت أبو شارب "من يحمينا في هذا الواقع ولمن نلجأ، حياتنا رخيصة حتى بعدما اشتكت للشرطة قتلت، بسبب تقاعس الشرطة وإهمالها نورا اليوم ضحية، قتلوها بإهمالهم".

وتساءلت المحامية "أين قيادتنا؟ أين لجان اجتثاث العنف؟ أين لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية؟ أين أعضاء الكنيست ورؤساء وأعضاء المجالس والسلطات المحلية؟ وأين رجال الدين من هذه الجريمة البربرية السوداء؟".

وقالت أبو شارب في ختام حديثها: "هل يطيب لهم قتلنا! متى ينتفضوا؟ كيف لا يثور نقبنا لهذه الجريمة؟ كيف استطاعوا أن يكملوا برامجهم الاعتيادية وكأننا لم نفيق على جريمة نكراء، الكل شريك في الجريمة وإن كان ذلك بالصمت فقط، لذا وتعبيرا عن غضبنا هذا سنخرج غدا الإثنين 13.8.18 في تمام الساعة 15:00، في وقفة احتجاجية في مفرق "شوكت" بالقرب من شرطة البلدات لنصرخ صرخة الحياة. لا تنتظروا الجريمة القادمة".

اقرأ/ي أيضًا | النقب: مقتل امرأة في جريمة إطلاق نار