يحمل مطلع شهر أيلول/ سبتمبر من كل عام في طياته مشاعر مختلفة وتجهيزات عديدة لدى الأهالي وأبنائهم الطلاب، استعدادا للعودة إلى مقاعد الدراسة.

وفي هذا السياق، تجد عائلات مثقلة بالعبء الاقتصادي بسبب تزامن العطلة الصيفية والأعياد وموسم الأعراس.

وعلى الرغم من ذلك، تشهد المكتبات حركة نشطة في هذه الأيام لشراء الكتب والقرطاسية ولوازم الدارسة. طفلة هنا تتمسك بمحفظة باهظة الثمن، وفتى هناك يحمل حقيبة يقدر ثمنها بمئات الشواقل، فيما يقف الأهل يشكون سوء الأوضاع الاقتصادية. صراع بين الأولاد ووالديهم لا ينتهي أمام صندوق الدفع بالمكتبة.

نردين أرملي

في ما يلي تقدم المستشارة الاقتصادية لشؤون العائلة، نردين أرملي، نصائح هامة للعائلات والأسر حول ترشيد الاستهلاك للوازم المدرسية قبيل افتتاح العام الدراسي.

"عرب 48": كيف يجب أن نستعد لافتتاح العام الدراسي، خصوصا وأننا نمر في فترة مثقلة بالصرف المالي؟

أرملي: يجب التحضير المسبق دائما، لرمضان، للعطلة الصيفية، للأعياد وموسم الأعراس وافتتاح العام الدراسي. نحن في فترة صعبة متواصلة منذ 3 شهور، وهذه الفترة يجب أن يحضر لها على مدار العام، لأن نمط الصرف فيها أعلى. وهذا يعني أنه علينا منذ الشهر المقبل وعلى مدار الشهور المقبلة أيضا التحضير لهذه الفترة من العام 2019، وأحد الأمور التي ينبغي على العائلة معرفتها، كم يكلف التحضير لهذه الفترة، كي تستعد لها. وهذا نهج أتبعه شخصيا، بما في ذلك تكاليف افتتاح العام الدراسي، وكم نحتاج للتحضير للفترة المقبلة كي نكون جاهزين مسبقا بشكل سنوي، لأن ميزانية العائلة سنوية وتختلف من شهر لآخر، حتى المصاريف الشهرية في الكهرباء تختلف من شهر لآخر.

"عرب 48": كيف نقتصد في الإنفاق على اللوازم المدرسية؟

أرملي: هناك وسائل عديدة، منها تبادل الكتب مع الأصدقاء. أعتقد أن المدارس يجب أن ترعى موضوع استعارة الكتب وأن تضعه في إطار مسؤوليتها بشكل منظم، وأن تقيم المدارس بازارات يعيد فيها الطلاب الكتب ويتسلمن كتبا أخرى يحتاجونها. هذا يمنح الطلاب ثقافة الحفاظ على الكتب والممتلكات، ويعلمهم أنه يمكن تبديل أشياء لا حاجة لهم بها بأشياء يحتاجونها. هذا من شأنه التوفير على العائلات ودرس في التربية المالية للأولاد.

"عرب 48": ماذا عن الحملات الترويجية وكيف نتعامل معها؟

أرملي: أولا، للنطلق من قاعدة أن الحملات الترويجية تهدف بالأساس إلى تشجيع الاستهلاك، وعلينا عدم الانجرار وراء نهج الاستهلاك. أحيانا تقوم مكتبات بعرض تخفيضات على أسعار كتب وأخرى تخفض أسعار الدفاتر وغيرها، ونحن يمكننا أن نشتري مثلا من عدة محلات حسب الحملات والتخفيضات، رغم أن هذا غير مريح. علينا ألا نخضع للهدف الترويجي، مثلا كحملة 1+1 إذا كنت لا أحتاج محفظتين فحملة 1+1 تزيد من العبء الاقتصادي ويجب اتباع حملة أخرى تناسبني. لا يجدر بي شراء ما لا أحتاجه، ولا تكديس كميات كبيرة بسبب هذه الحملة أو تلك. أشتري فقط ما أحتاجه ولا أرهن ميزانيتي لحملة هنا أو هناك.

"عرب 48": ماذا عن طلبات الأولاد التي تزداد سنويا؟

أرملي: يجب الاتفاق مسبقا مع الأولاد قبل الخروج في جولة الشراء، وتحضير قائمة مشتريات سلفا بالاتفاق معهم، وميزانية محددة، وما الذي يستطيع الطفل اختياره وما الذي يستطيع الأم أو الأب اختياره، خصوصا مع انتشار ظاهرة الصور والماركات.

"عرب 48": هل هذا ممكن عمليا ونحن نعلم أن الطفل سيتمرد على الاتفاق، وكيف نقنع الطفل بعدم شراء حقيبة باهظة الثمن، مثلا؟

أرملي: أتوقع من الأسرة، أي أسرة، أن تتبع نهجا ترشيديا مستمرا للشراء، مثلا، طفل يريد شراء محفظة مع ماركة معروفة، أنصح في هذه الحالة أن يتم الاشتراط عليه بأن يشارك في تمويلها من عيدية العيد، حتى لو كنت أملك ثمنها. المبدأ هنا أن نجعل الطفل يعتاد على تحمل مسؤولية مالية للتوفير من "العيدية"، كي يعتاد على أن هذه الأشياء لها ثمن وهي مكلفة، وإذا واصلنا تمويل ذلك فهو لن يشعر بقيمة ما ينفقه الأهل.

"عرب 48": ينصح المستشارون التربويون اصطحاب الأولاد لجولة شراء اللوازم المدرسية، في المقابل نعلم جيدا أن اصطحابهم يجلب نمط استهلاك أعلى، كيف نوفق بين الحاجة لإعداد الأولاد وبين التوفير في الإنفاق؟

أرملي: التحضير للخروج إلى جولة شراء يجب أن يبدأ في البيت، وأن نبدأ أولا بالاتفاق على قائمة مشتركة للوازم التي نحتاجها وتغطية كل ما نحتاجه، والاتفاق يجب أن يشمل ماذا يجب أن نشتري وماذا ينبغي ألا نشتري. وهذا يهيء الطفل لنمط تصرف، وكذلك توعية الطفل على الأسعار المتداولة، والحاجة إلى مقارنة الأسعار، وزيادة وعيه حول كلفة وثمن كل شيء. وعلينا كأهل أن ندرك أنه في كل مرة نصطحب أطفالنا إلى الدكان هي فرصة لهم لمعرفة قيمة المشتريات وسبل المقارنة بينها.

اقرأ/ي أيضًا | هل مدارسكم في خطر الانهيار في حال حدوث هزة أرضية؟