يعجب الكثيرون لصلابة هذا الرجل ورباطة جأشه، وقوة إيمانه، فلم تمض سوى بضعة أيام على الجريمة النكراء التي راح ضحيتها ابنه الوحيد، لكنك تجده يتحدث عن المحبة والغفران والسلام ونبذ العداء، لدرجة أنه يصلي من أجل قاتلي ابنه ويطلب لهم الغفران من كل خطيئة، ويتمنى أن يحضنهم بمحبة.

هذه الكلام الذي ينطق به ميشيل نويصري، والد الشاب المغدور يوناثان نويصري، جعلت الكثيرين يقفون مشدوهين أمامها، ويشيدون بموقفه الجريء والشجاع لاحتواء كل مظهر من مظاهر العنف أو كل سلوك أحمق قد يعكر صفو العيش المشترك في قرية الرينة.

يذكر أن جريمة قتل الشاب نويصري اقترفت، مساء يوم السبت الأول من أيلول/ سبتمبر، حيث توفي متأثرا بجروحه الخطيرة التي أصيب بها إثر تعرضه للطعن في أعقاب مشادة حادة مع مجموعة من الشباب في قرية الرينة، تطورت إلى شجار.

وأجرى موقع "عرب 48" الحديث التالي مع ميشيل نويصري الذي استقبلنا في بيته مساء أمس الأول، الأحد، للحديث عن جريمة القتل وتداعياتها، وعن سبب عدم فتح بيت للعزاء، وعن الصلح وعن منظوره لآفة العنف المجتمعي وغيرها.

"عرب 48": ربما شاهد الجميع الكلمات التي تفوهت بها أمام لجنة الصلح والموقف الشجاع والجريء الذي أبديته، قد لا يكون هذا الموقف مفهوما ضمنا في ظل واقع خطير يعيشه مجتمعنا... ما الذي دفعك على هذا التصريح؟

ميشيل نويصري: "في الحقيقة، ليس بالأمر المفاجئ أن يخرج مني هذا الكلام، فأنا إنسان اختار طريق الإيمان منذ 38 عاما، بالرب يسوع والكتاب المقدس، سلكت هذا الطريق، واخترته بنفسي ليس لأنني مولود لعائلة مسيحية بل لأنني فتحت الكتاب المقدس دون أن أكن أعلم من قبل ما يحتويه هذا الكتاب".

وأضاف "اكتشفت رسالة المحبة، كم أحب الله العالم – وليس المسيحيين – بل العالم بأسره في أعقد مشكلة يواجهها الإنسان وهي خطاياه والدينونة (الحياة الأبدية) فاكتشفت أن الله خلّصها وقدمها لي مجانا. إن المسيح مات من أجلي، وهو لم يمت بسبب مؤامرة بشرية، وإنما كان ذلك بتخطيط محكم وسبقه نبوءات كثيرة في العهد القديم، والمسيح مات في التوقيت الصحيح، وهو ولد أصلا من أجل هذا الحدث ومن أجل هذا الهدف، من أجل أن يخلص كل المخطئين.

وتابع "بدأ مشواري الإيماني من هناك، وأحببت الكتاب المقدس وتجرعته وآمنت به كمن أمسك بأمور ثابتة، وأحببت الله وعشت معه اختبارات كثيرة، ومنحني خدمة الآخرين من خلال اجتماعات وزيارات البيوت. وفي كل لقاء لي مع الناس أتحدث عن الرب. وقد امتلكت سلاما عجيبا لقول السيد المسيح "سلاما أترك لكم، سلامي أعطيكم، ليس كما يعطي العالم". فالسلام من الله هو صنف آخر لإله حكيم وقدير مليء بحب لا شك فيه، ويحمل الضمان الأبدي".

"عرب 48": هل هذا الإيمان هو ما جعلك قادر على امتصاص الحادثة الأليمة بهذا الشكل – قد لا يحتملها آخرون – وأن تصبر بهذا الشكل وتصفح وتسامح؟

ميشيل نويصري: "صحيح، وكم بالحري عندما يكون ابني الوحيد وجاء بعد 9 سنوات من الرجاء، وأنا لا أقول إنه مات، بل استخدم كلمات الكتاب المقدس بأن ابني "رقد"، لأن هنالك رجاء القيامة، وبما أنني أؤمن بالمسيح الذي دخل إلى القبر ثم قام وانتصر على الموت. وحتى لو رقد المؤمن فهو سيقوم وهنالك حدث ننتظره ألا وهو عودة المسيح (البعث) لاختطاف المؤمنين، عندها يقوم الأموات ويلبسوا جسدا جديدا. فهذا عزائي أمام أقصى عدو للإنسان وهو الموت، فقد كسره الرب في القيامة".

وأضاف "الكلمة الأخيرة ليست للموت وإنما للحياة. فعندما نزرع النبتة في الأرض وندفنها فهي تموت ثم تعود وتحيا وتنبت. هذا المبدأ موجود في الزرع وفي كلمة الله وهذا اختبار حدث مع السيد المسيح ورجائي في ما وراء القبر فالكلمة الأخيرة للحياة "من آمن بي ولو مات فسيحيا". هذا هو سر قوتي رغم أنني إناء ضعيف، إنسان عادي وربما أبسط الناس.

"عرب 48": هل لك أن تذكر لنا بعض تفاصيل الجريمة وكيف تلقيت نبأ الفاجعة؟

ميشيل نويصري: "الحادث وقع هنا.. ابني كان في طريق عودته من طابا مع عائلة خاله، وقد وصلوا إلى هنا حيث موقف السيارة، وكان هو يقود السيارة بعد أن استبدل خاله لإراحته بسبب طول الطريق، ثم جاءت مجموعة من الشباب تزاحمه على مدخل الموقف ويوناثان لا يعرفهم، وكنت أنا أجلس في البيت في انتظار يوناثان لكي أراه بعد أيام من الغياب".

وتابع "سمعت صوت صراخ وضجيج، خرجت فرأيت يوناثان يجلس داخل السيارة وهو هادئ جدا، وبدأ الاحتكاك بين خال يوناثان والشباب، فطلبت من يوناثان أن يخلي الطريق وأن يحرك سيارته. وتدخل الناس والجيران، في حين ظهر الغضب على الشبان، وسعيت أنا في التهدئة، ونزل يوناثان إلى البيت، ولم تمر دقائق حتى سمعنا صوت صراخ مرة أخرى فوجدنا مجموعة شبان تهاجم أولاد عم يوناثان الذين تقدموا لفض النزاع، وحدث ما حدث، وكان يوناثان قد تعرض لعدة طعنات فأخذته إلى البيت وهو ينزف وعندما وصلنا إلى ساحة البيت فقد يوناثان وعيه، استدعينا الإسعاف ونقلناه إلى المستشفى، ولم تمض سوى نصف ساعة حتى أبلغنا الأطباء بأن كل شيء انتهى".

"عرب 48": كيف تلقيت خبر الوفاة؟

ميشيل نويصري: "رفعت يدي أمام الأطباء والممرضين، وقلت "يا رب أشكرك، هذا ملكك". بالمناسبة، ترجمة اسم يوناثان، هو عطية الله أو عطاء الله، وهو اسم من الكتاب المقدس".

"عرب 48": هل استوعبت حجم الحدث، وهل تؤمن بأن الله ينزل الصبر على الإنسان مع وقوع المصيبة؟

ميشيل نويصري: "الصبر ليس "حبة أكامول" وليس كلمة عفوية، وإنما هنالك مصدر للصبر، وما بدر مني بشكل عفوي وطبيعي وما زال مستمرا يعكس الحقيقة، وها أنا الآن بعد ثمانية أيام على الحادث، أتكلم معك بسلام وبهدوء وبثقة، لأن الصبر لا ينزل بغتة بل يحتاج إلى تدريب، هي جرعات من الإيمان والثقة والخبرة من العلاقة مع الله ومعرفة الله وكما جاء في الكتاب المقدس "متقوّين بكل قوة بحسب قدرة مجده لكل صبر"، وقدرة مجد الله هي مصدر ومنبع الصبر، وأنا أستمد قوتي من هذا المصدر خاصة في الصعوبات. وأنا أحتمل هذا الحدث بصبر وطول أناة بفرح، ولا أطلب الانتقام أبدا، أتشرب هذه الجرعة المرة لكن مذاقها الروحي في داخلي حلو لأن فيها مجد الله".

وأضاف "الصبر ليس كلمة تتردد على ألسن الناس في العزاء كما يقولون لي ‘الله يصبرك‘! فأنا أجيب أن الرب قد صبّرني، أنا صابر وشاكر وراضٍ وفرحان، يكفي الله يمجد والناس تسمع كلمة الله وتعي أن هنالك طريقًا آخر غير الحقد والكراهية والانتقام".

"عرب 48": لكن لجنة الصلح تدخلت وتقوم بمساعي الصلح، وأنت تقول إن ليس لك أعداء لتصالحهم، إذا ماذا سيكون؟

ميشيل نويصري: "نعم ليس لدي أعداء لأصالحهم، لا أدري إذا كنت أنا عدوا لأحد، فأنا لا أرضى بذلك أيضا، لا أرضى أن ينظر إليّ البعض على أني عدو. أنا حصلت على نصيبي من يد الله واستثمرته في مجد الله حتى على حساب الخسارة والألم، ودائما أخاطب الله في صلاتي قائلا "إذا أنت تربح في يوم خسارتي فليكن، وإذا كنت تفرح في يوم حزني فليكن"، والحقيقة أن كل الكلمات التي قلتها أمام الناس وأمام جاهة الصلح هي كلمات عفوية ارتجالية تخرج من القلب ومن أساس متين. ولو زرتني بعد شهر أو بعد سنة ستجدني أقوى من الآن، وبنفس الشخصية، فهذه الشخصية نسجها الله وهو حر يتحكم في كياني، وليس العادات والتقاليد والأعراف".

"عرب 48": لماذا قررتم عدم فتح بيت عزاء؟

ميشيل نويصري: "بالرغم من أننا لم نفتح بيت عزاء إلا أن المئات حضروا لتقديم التعازي ومشاركتنا هذا المصاب. فكرة عدم فتح بيت عزاء جاءت مني والهدف أولا، أنني لا أريد أن أتعب الناس، ثانيا أن كأسي مملوءة بالعزاء ولا أحد يستطيع أن يضيف إليها قطرة واحدة، بكلمات مثل "الله يرحمه" فهو مرحوم. ابني آمن بنفس إيماني، راقبته خلال 24 سنة، وكان همّي الأول أن يضمن أبديته ويضمن هذا الإيمان، قبل أن تهمني الشهادات والإنجازات".

"عرب 48": حدثنا عن شخص ابنك يوناثان الذي فقدته؟

ميشيل نويصري: "يوناثان كان إنسانا محبا، أنا رسمت الإيمان في حياتي وهو كان يشاهد هذا الطريق الإيماني، وكان صريحا وشفافا، قلبه طيب يحب مساعدة الناس، ويبشر الناس على قدر معرفته. صحيح هو شاب ما بين شهوات العالم والمغريات ولكن في الحقيقة كان يوناثان حين يخطئ أو يشعر بقلق أو بتأنيب الضمير، كان يجلس معي ويحدثني ويعترف بخطئه ويقول إنه غير مرتاح وكنا نتحدث بشفافية وبصراحة وكان يخاف من الخطيئة وكنت أرشده وأشجعه باستمرار".

واستدرك أنه "لذلك أنا أرى أن في كلمة ‘الله يرحمه‘ ربح للشيطان وليس لله، لأن الرحمة تجوز على الحي، وعلى كل إنسان أن يطلبها لنفسه وفي حياته، ولا ينتظر الموت حتى يطلبها له الآخرون. الرحمة هي اعتراف بالخطأ وطلب المغفرة للفوز بالحياة الأبدية. أما أن ننتظر الرحمة من الآخرين فهذا يشجعنا على الاستمرار في الخطأ. وحتى في الكنائس هم يمارسون طقوس الأربعين وبساط الرحمة وطلب الرحمة وما إلى ذلك، كل هذا كذب والكتاب لا يوافق عليه".

"عرب 48": هذا يعني أنه لن يكون قداس الأربعين راحة لنفس الفقيد؟

ميشيل نويصري: "لن يكون قداس ولا أي من هذه الطرق. وحتى قضية فتح بيت العزاء للأخذ بالخاطر، فأنا خاطري غير مكسور ومملوء بالسلام والصبر وكل الكلام الذي سيقوله الناس لن يزيد عزائي. وفي يوم تشييع الجثمان أردت أن أخدم الناس والمجتمع وإيقاظهم من الروتين الديني العقيم والعادات العقيمة، وعندما قلت أنني لا أريد بيت عزاء وخاطري غير مكسور وممتلئ بالصبر وكلماتكم لا تعزيني، أردت من خلال ذلك أن اقول "كفى تمثيل" كفى أن نردد كلاما مثل الببغاوات لا رصيد لها في القلب. وأنا فعلا أقدر الذين تجاوزوا حاجز عدم فتح بيت عزاء وجاؤوا إلى البيت، ولا أبالغ إذا قلت إن جميع من جاء ليعزيني خرج وكأنه هو المعزى وليس المعزي، عندما شرحت لهم موقفي وحرضتهم على الكتاب وعلى الإيمان... كنت أبث سلاما للآخرين".

"عرب 48": هل في حال فرضت على الجناة عقوبة شديدة، هل في ذلك عزاء لك؟

ميشيل نويصري: "أولا ليس لدي شروط ولا يمكن لتحقيق أي شرط أن يضيف لعزائي، أنا لست بحاجة لهذه الأمور. وفي نفس يوم الحادث عندما عدت إلى البيت ركعت وقلت ‘يا رب لا تقم لهم هذه الخطيئة بل اغفر لهم‘ وأنا غافر بهدوء. ربما كانت هنالك بعض المطالب والشروط التي ناقشتها لجنة الصلح مع أشقائي، في حين أنا لم أحضر لقاء لجنة الصلح".

"عرب 48": هل أنت جاهز للصلح؟

ميشيل نويصري: "لا تشغلني هذه القضايا، أنا موجود لتمجيد كلمة الله وللحديث عن المسيح، لكن ما سمعته هو أن لجنة الصلح أوشكت على مغادرة منزل أشقائي دون تفاهم، وشعرت بأن الله يدفعني للخروج إلى لجنة الصلح وقول كلمة الحق، وعندما خرجت كان أعضاء اللجنة قد وقفوا وأوشكوا على المغادرة، وجاءت كلماتي المسجلة في ‘الفيديو المتداول‘؛ قلت "ليس لدي مشكلة في الصلح، ولا يوجد لدي أعداء، أنا غافر ولو استطعت أن أخفف الحكم عنهم لن أتردد، وأنا طبعا ضد الترحيل ولن أستطيع أن أنام الليل لو رحل أحدهم عن البلدة. أما قضية دفع نقود أو عطوة فأنا لا أقبل النقود وسأسقط كل هذه العادات".

وأكد "لا أطلب الصلح، ولا أطلب المال ولا الترحيل. ولو استطعت أن أزور الشباب وأن أحضنهم وأقبّلهم وأريهم محبة المسيح، سيكون في ذلك فرح لي. هذا هو إيماني وهذا ما علمني إياه المسيح. أنا واثق وأعلم أن يوناثان موجود في السماء مع السيد المسيح، لكن أنا اقول للناس ‘احزنوا على أنفسكم، توبوا عن خطاياكم راجعوا قناعاتكم وإيمانكم، سواء كنتم مسلمين أو مسيحيين أو دروز أو غير ذلك‘".

أكرر "ليست لدي مطالب. لا مال ولا ترحيل ولا عقاب يشفي غليلي، فأنا لست مغلولا ولا مجروحا لكي أشفى، بل أنا غافر وراض بهذا الإشراف الإلهي، رغم كل الظروف والحيثيات والتعقيدات التي رافقت الجريمة".

"عرب 48": نحن نرى أن مجتمعنا بات منكوبا بالجريمة والعنف، وربما لم تتوقع أن يصل ذلك إلى بيتك في يوم من الأيام... هل تعتقد أن الحل لهذه الآفة موجود؟

ميشيل نويصري: "الحقيقة أنني لا أحب أن أتناول موضوع العنف بمعزل عن القضايا الاجتماعية الأخرى. وأنا تحدثت عن هذا الموضوع بحضور أحد النواب في الكنيست، وقلت إذا واصلتم العمل على منع العنف بالطريقة ذاتها (محاضرات، وسائل تربوية، بيانات استنكار ونداءات وصرخات) فلن تصلوا إلى أي مكان بل سيزداد العنف. مثل ذلك كمثل طالب ينهي دوامه في الساعة الثانية بعد الظهر ولا يعود إلى البيت إلا بعد الساعة الخامسة، وهو لا يستمع لتنبيهات والديه ويواصل عادته هذه، فعاقبوه وهددوه وضربوه، ولكنه عاد إلى التأخر بعد أيام".

وأشار إلى أن "هذا نموذج لسلوك شاذ ولو حاولنا معالجة السلوك نفسه فلن ننجح دون أن نعرف ونفحص الدوافع والأسباب من وراء هذا السلوك. والمطلوب منا هو معرفة الأسباب التي تدفعنا إلى هذا السلوك، فالطالب عندما توجه للعلاج لدى أخصائي نفسي اتضح أنه يخاف من والده، ويمقت سلوك والدته التي تصرخ في وجهه، وتوبخه لذلك أصبح يتأخر في العودة إلى البيت. وهكذا هو حال مجتمعنا لن يتغير دون أن نغير ما في أنفسنا. العمل يجب أن يكون على الجذور، وليس على الثمار. هذا هو فيروس الخطيئة الذي ينتج سلوكيات خاطئة على أنواعها".

وتابع "دوافع ونوازع العنف موجودة في كل واحد منا، أحيانا في أفكارنا وفي أحلامنا، وعندما تشاهد العنف في الكنيست التي هي أعلى مؤسسة تشريعية في البلاد، عنف في الكلام وضغينة في القلب، مغلفة بكلمات الحرية والديمقراطية والوطنية، هنالك حقد وكراهية وعنف وروح الانتقام ومناخ مهيأ لإخراج هذا الوحش الساكن بداخل كل واحد منا".

وأضاف "بالنسبة لي، أنا أشدد على عدم استخدام حادثة ابني كسلعة لتربية الناس، ونحن الآن في فترة انتخابات مليئة بالتملق والمحاباة بكلام رنان بلا رصيد. وقد جاء إلي صحفيين قبلك للحديث عن موضوع العنف، فقلت لهم إن مفهومي ورؤيتي للموضوع تختلف عن رؤية الآخرين. أنا أحمل مفهوما مختلفا تماما فنحن لسنا بحاجة إلى تهذيب ولا تربية على أهميتها. لكن المشكلة الحقيقية تكمن في قلوبنا ونفوسنا وهنالك آية في الكتاب المقدس تقول ‘إن دققت الأحمق في هاون بين السميد لا تبرح عنه حماقته‘. فالواحد منا بحاجة إلى قلب جديد وإلى شريحة "SIM" جديدة، فالقلب بطبيعته يستقبل الخير والشر ويستوعب العالم بكل أهوائه، متفق مع الخطيئة ومع الشيطان، لذلك ما نحتاجه هو قلب جديد، قلب سليم وروح مستقيم".

وختم نويصري حديثه بالقول: "لذلك أنا أقول فشلت كل الأديان وفشلت كل الطوائف لأنها وضعت لنا قوانين وطقوسا وفرائض بينما طبيعة الإنسان الشريرة تتجه نحو كسر كل القوانين. هنالك ملايين القوانين التي يضعها الإنسان لنفسه حتى أصبحت أعتقد أننا نصنع القوانين لكي نكسرها. لأن طبيعتنا ترفض القيود والقوانين، لذلك التغيير يجب أن يكون جذريا ولن يتغير شيء دون أن نغير ما بداخلنا".

اقرأ/ي أيضًا | العنف والجريمة: مجتمع مأزوم وأكثر من سؤال عن دور الشرطة