تسود أجواء ضبابية الانتخابات المحلية في عرابة البطوف رغم إعلان 6 مرشحين تنافسهم على رئاسة البلدية، بينهم رئيس البلدية السابق ومرشح الجبهة، عمر نصار، فيما تتجه الأنظار إلى رئيس البلدية الحالي، علي عاصلة، الذي لم يقل كلمته بعد وما إذا كان سيخوض الانتخابات المقبلة المزمع إجراؤها في 30.10.2018.

وينافس على رئاسة البلدية أيضا كل من عضو المجلس البلدي، د. أحمد نصار، عن حركة أبناء البلد، التي تماثل معها التجمع الوطني الديمقراطي في جلسة التعريف بالقوائم الانتخابية، وعضوي البلدية، الحالي عادل عاصلة والسابق نزار كناعنة، فيما أعلن الحراك الشبابي خوضه غمار المنافسة على رئاسة البلدية ومرشحه المهندس منيب بدارنة، ورجل الأعمال نبيل بشناق.

ورغم وجود أحزاب وحركات سياسية فاعلة على الساحة في عرابة إلا أن الانتخابات المحلية تستند في جلها على أسس عائلية.

وقال عضو بلدية عرابة عن قائمة التجمع الوطني الديمقراطي، داهش عكري، لـ"عرب 48" إن "هذه الانتخابات تشهد تزايد عدد المرشحين المتنافسين على منصب رئاسة بلدية عرابة. وهناك قوائم شبابية جديدة، وهذا جيد للعمل البلدي، ولكنني أرى أن كثرة المرشحين تشكل ثقلا على النقاش المحلي والضغوط الانتخابية. نحن في هذه المرحلة تماثلنا في جلسة الإعلان عن القوائم التي ستخوض الانتخابات مع مرشح حركة أبناء البلد، كوننا لا ننوي خوض الانتخابات المحلية، وعبرنا من خلال ذلك عن موقف سياسي للانسجام الذي يفترض أن يكون بيننا كوطنيين في المواقف النضالية".

داهش عكري

وأضاف أن "الانتخابات الحالية ستحتاج جولة ثانية بين أكثر مرشحين يحصدا العدد الأكبر من أصوات الناخبين، ولغاية الآن لم يستطع أي مرشح فرض خطابه الانتخابي على الشارع المحلي. غالبية القوائم تطغى عليها العائلية رغم وجود الأحزاب السياسية، وهذا طبيعي كوننا أبناء عائلات، ويستند كل مرشح إلى كتلة الأصوات العائلية، ولا نعيب ذلك، ولكن المهم أن يكون المرشح صاحب خبرة ودراية ومعرفة في إدارة العمل البلدي وبإمكانه خدمة بلدة ومواجهة المشاكل الحقيقية لبلده".

موسى نصار

وقال رجل الأعمال، موسى نصار، في حديثه لـ"عرب 48" إنه "للأسف، الانتخابات المحلية في البلدات العربية بما فيها عرابة صراع على السلطة والنفوذ، والأحزاب والحركات السياسية فشلت في عرابة، بل وأورثت العائلات مهمة إدارة العمل البلدي. الأجندة الانتخابية لا تقوم على قاعدة الخطاب السياسي أو البرنامج التنموي للبلد إنما وفقا للوعود التي يطرحها المرشح، وهي أشبه بمحاربة الفساد بالفساد. هذا يقدم وذاك يقدم أكثر لأعضاء المجلس البلدي، ولا يوجد أي مرشح يقول إنني أسعى إلى خدمة البلد وفق برنامج عمل حقيقي، وهذا ما أنتج حالة إحباط من الانتخابات المحلية في المجتمع العربي عموما وفي عرابة أيضا، وشخصيا أتوقع تراجعا كبيرا في نسبة التصويت".

وأضاف أنه "توجد حاجة لتغيير جذري في منظومة الانتخابات للسلطة المحلية. الشباب في حالة إحباط، وهناك تغييب كبير للقضايا الهامة، لا حلول لأزمة السكن، ولا توسيع مسطحات، وسعار الأراضي خيالية، وأزمة العنف والجريمة تتفاقم، الشوارع تزدحم، الفوضى تعم البلد. أتحدى أي رئيس سلطة محلية عربية أن يعلن بأنه سيحارب الفوضى والفساد".

خالد موسى محمود

وقال عضو البلدي، خالد موسى محمود، لـ"عرب 48" إن "عرابة تعيش أجواء انتخابية هادئة نسبيا في هذه الفترة. هناك عدد من المرشحين والصورة لم تتضح بعد، وأتوقع أن تحتدم المنافسة في الفترة المقبلة. ووفقا للصورة الحالية فإنني لا أرى أن الانتخابات ستحسم في الجولة الأولى، وكما هو معلوم فالأجندة الحزبية اختفت من المشهد السياسي، والأجندة عائلية، مع كل أسف. والخطاب ينسجم مع هذا الواقع، ورغم تراكم مشاكل البلد فلا نجد خطابا انتخابيا يفرض على قاعدة مواجهة هذه القضايا".

وختم بالقول إن "حالة الهدوء في النشاط الانتخابي الحالي قد تكون بسبب الضبابية التي فرضتها كثرة المرشحين والتي تنتج بطبيعة الحال عن توزيع كتل الأصوات ما يؤدي إلى عدم وضوح الحسم الانتخابي".

اقرأ/ي أيضًا | التجمعُ يحضّر لانتخابات السلطات المحلية: قيادة قُطرية ومركزية

اقرأ/ي أيضًا | انتخابات 2018: عدد أصحاب حق الاقتراع بالبلدات العربية