تنحصر المنافسة على رئاسة بلدية سخنين التي ستجرى في 30.10.2018 بين رئيس البلدية الحالي، مازن غنايم، المرجح بحصوله على الدعم من التجمع الوطني الديمقراطي وبين مرشح الجبهة، د. صفوت أبو ريا.

وتختلف الحملة الانتخابية الحالية في سخنين عن سابقاتها، وتسود أجواء هادئة وحضارية خالية من التوتر والمشاحنات الزائدة.

واختار المرشحان أبو ريا وغنايم خوض حملة انتخابية هادئة، ويلاحظ أن أبو ريا يتوجه بخطى مدروسة وهادئة لأصحاب حق الاقتراع، فيما اعتمد غنايم التوجه المباشر للناخبين، مستعينا بمنجزاته في رئاسة البلدية واسمه والكاريزما الشخصية.

وفي نفس السياق، تتنافس على عضوية بلدية سخنين لغاية الآن، 12 قائمة عضوية على 15 مقعدا، يغلب عليها طابع التوجه العائلي، رغم وجود 4 أحزاب فاعلة على الساحة وخوض الجبهة والتجمع الانتخابات المحلية. ويبدو دور العائلية مهيمنا على المشهد الانتخابي، فيما يغيب لغاية الآن دور المرأة، ولم تتضح الأجواء الانتخابية بسبب انعدام المهرجانات الانتخابية الشعبية والصور الإعلانية في المدينة حتى اللحظة.

وتتجه أنظار مؤيدي المرشحين إلى أصحاب حق الاقتراع الذين لم يحسموا موقفهم بعد في سباق المنافسة على 21.500 صوت.

بركات خلايلة

خلايلة: تراجع دور الأحزاب

وقال الناشط الاجتماعي والمربي بركات خلايلة لـ"عرب 48" إن "الغموض يسود الانتخابات المحلية في مدينة سخنين. هناك نقد كبير على الأحزاب والحركات السياسية، فنحن لا نتحدث عن مرشحين حزبيين بشكل واضح، وكذلك الترشيحات ليست عائلية بصورة صرفة، بمعنى أنه يوجد مزيج حزبي وعائلي، والخطورة هنا بأننا نعود إلى الوراء ونوقظ النعرات العائلية. للأسف ضعُف دور وتأثير الأحزاب السياسية ولا أعني حزب بعينه، وحتى على الصعيد القطري هناك نقد كبير على الأحزاب، وذلك التناقض بين المبادئ التي ترفعها وتطبيقها في الواقع. لا يعقل أن يعتبر حزب نفسه ديمقراطي وفي نفس الوقت يؤيد أنظمة ديكتاتورية، هذا تناقض ونحن نرفضه. لا يمكن أن أناضل من أجل حق الشعوب وأبقى صامتا إزاء جرائم قتل الأطفال في الحروب. الطفولة تحترق في اليمن والشام ومصر وفي كل مكان وهذا حرام ومرفوض ومدان وأحزابنا لم تقف إلى جانبهم. كذلك لجأت الأحزاب السياسية إلى العائلية بدلا من طرح رؤية عصرية وحديثة".

وعن مرشحي الرئاسة في سخنين، قال خلايلة إن "هناك مرشحيّن هما د. صفوت أبو ريا وهو إنسان احترمه وأعتز به كمواطن وابن بلد، ودرّست أخوته في الصغر، ومن جهة أخرى رئيس البلدية، مازن غنايم، وله خبرة 10 سنوات في العمل البلدي وقطع شوطا طويلا، ولا يستطيع أي إنسان أن ينكر دوره ومساعدته لأهل بلده. من حق أبو ريا وغنايم المنافسة على الرئاسة، وكل لديه مجموعة قوائم تؤيده وتدعمه".

وختم خلايلة بالقول إن "الجميع يتأثر بالانتخابات المحلية ومناخها، وبصدق أنا سعيد بالمناخ الهادئ والوعي المتزايد في سخنين. ورغم الغموض ووجود عدد كبير من الأصوات المترددة إلا أن ميزة هذه الحملة الهدوء والأجواء الإيجابية في المدينة".

أبو ريا: غياب كامل لدور المرأة

وعن غياب دور المرأة في الانتخابات المحلية، قالت مستشارة شؤون المرأة والناشطة الاجتماعية والنسوية، منال أبو ريا، لـ"عرب 48" إنه "للأسف نحن أمام غياب كامل لدور المرأة حتى الأن، وأقول بصراحة إن هناك إقصاء مجتمعيا لدور المرأة، ورغم المحاولات وحث المرشحين ورؤساء البلدية، والذين لطالما أعلنوا عن دعمهم لترشيح نساء، فنحن نراوح مكاننا في هذا الشأن. نحن أمام حالة أنتج فيها المجتمع وصمة أن الترشيح للرجال، والانتخابات سيئة. المشكلة فينا وليست في الانتخابات، ويفترض بنا أن ننتخب الأفضل".

منال أبو ريا

وأضافت الناشطة النسوية أنه "لو انتخب عدد من النساء لهذه المناصب لوفرنا خدمات بلدية مختلفة، لأن المرأة تنظر إليها بشكل مختلف. النساء قادرات على فرض أجواء مختلفة، سواء في الحملات الانتخابية أو في جلسات المجلس البلدي، نحن نستطيع خلق لغة حوار مختلفة، وهذا ما يمكن أن يحدثه وجود نساء. مجتمعنا يريد النساء مقترعات ومن تتجرأ على الترشيح تواجه حملة تشهير اجتماعية جارحة لها ولعائلتها".

وختمت أبو ريا بالقول إنه "كامرأة لدي نقد كبير على الأحزاب التي تلاشى دورها كليا في الانتخابات المحلية. لم يعد أحزاب سياسية في الانتخابات المحلية، وقد ألغي دور الأحزاب منذ الانتخابات السابقة بشكل خطير جدا، ولم يحرك أحد أي ساكن في هذا الموضوع، فالأحزاب استسلمت للعائلية، ولنقلها صراحة بأن الأحزاب القائمة تخضع لمنظومات عائلية في داخلها".

منيب طربيه: التوتر لا يخدم البلد

وقال نائب رئيس بلدية سخنين والمرشح الأول في قائمة التجمع، منيب طربيه، لـ"عرب 48" إن "هناك ما يفسر حالة الهدوء في الانتخابات المحلية في مدينة سخنين، أولا هو نتاج لرضى عن الوضع القائم، فسخنين مرت مرحلة تطور كبير لم تشهده من قبل، وهذا يثبت أن الأهالي راضون عن الوضع القائم. أضف إلى ذلك أن الجمهور يعي أن التوتر لا يخدم البلد، ولا يعقل أن نكون شركاء في المصير وفي النضال ومواجهة السلطة و'قانون القومية' ونختلف على كرسي البلدية، فهناك حالة وعي في المدينة والمجلس البلدي كيان خدماتي لخدمة الناس، ولا يجدر أن نصل إلى خلاف وعراك من أجل المجلس البلدي".

منيب طربيه

وعن دور الأحزاب، قال طربيه إنه "لا شك هناك وجود للأحزاب في مدينة سخنين، وهناك تعددية فكرية، ولا شك أن للأحزاب الدور الأساسي. حتى وإن بدت القوائم عائلية إلا أن الشخصيات التي تقدم من خلال هذه القوائم هي شخصيات شبابية محزبة وواعية لخوض الانتخابات، فالأحزاب لها دور أساسي في التوعية والتوجيه وقيادة الجمهور إلى بر الأمان".

قاسم طربيه: لوم وعتب على المثقفين

وقال المدير الإعلامي لحملة الجبهة، المربي قاسم طربيه، لـ"عرب 48" إن "هذه الانتخابات مختلفة عن سابقاتها من حيث القوائم الداعمة لكل من المرشحين، فهناك 5 قوائم أعلنت رسميا دعمها لمرشح الجبهة، صفوت أبو ريا، إضافة لقائمة الجبهة، وفي المقابل أعلنت قائمتان دعمهما للمرشح مازن غنايم، حتى الآن".

وتفسيرا لحالة الهدوء، قال إن "الهدف هو استمرار الانتخابات بنفس الهدوء، ولدينا قناعة راسخة بهذه الأجواء، وعدم إدخال الأفراد إلى حلات ضغط وتوتر، لأننا نحافظ على النسيج الاجتماعي بشكل أفضل، والحمد لله، الأجواء ممتازة بين كافة الأطراف المتنافسة في سخنين. وأؤكد أنه لم نقر في الجبهة قائمة عضوية لغاية الآن".

وعن غياب مرشحات لعضوية البلدية، قال طربيه إنه "لدينا قناعة بضرورة وجود مرشحات لعضوية البلدية. في الفترة الماضية ترأست قائمة الجبهة للعضوية، سمر أبو يونس، واعتذرت هذه المرة، ونحن بصدد مرحلة الترشيح ومجلس الجبهة سيقر في النهاية قائمة الجبهة النهائية".

وعن العائلية ودور الأحزاب والحركات السياسية، قال إنه "في الجبهة لدينا 350 عضوا من كافة العائلات، وهيئات حزبية لها دورها وقراراتها، كمنظومة سياسية قائمة على الساحة. وهناك أيضا التجمع وحركة أبناء البلد، ولكن طبيعة مجتمعنا العائلية في فترة الانتخابات تطفو على السطح، وتعمل العائلة وفقا لمصالحها وترشيحها، ونحن مطالبون بالتعامل مع هذا الواقع الصعب، وتظهر العائلية بصورة أكثر حدة في الانتخابات المحلية، بما فيها الترشيح العائلي. نحن كجبهة نتعامل مع طروحات واضحة، وحبذا لو توفرت طروحات وبرامج حزبية لكافة القوائم، لكان أسهل علينا أن نتعامل معها والخروج إلى الناخب وفقا للبرامج، ولكن الطروحات العائلية تجهض كل ما هو جميل. هذا هو الواقع، وليكن واضحا للجميع أنه لطالما طرحت الجبهة تاريخيا قوائم عضوية تنتخب فقط في هيئات الجبهة بسخنين وكانت تحصل على 7 أعضاء بلدية وهو العدد الأكبر. ومع كل التقدم الذي نشهده في المجتمع العربي إلا أنه نلاحظ في الانتخابات المحلية أن التوجه العائلي فرض نفسه على الساحة السياسية".

وختم طربيه بالقول إنه "لدينا في الجبهة لوم وعتب كبير على جمهور المثقفين وحملة الشهادات، هذه الفئات نتوخى منها أن تكون قيادية في مجتمعنا، يكتفون بتعليق الشهادة على الحائط، وتكون الترشيحات من خارج إطار شريحة تسعى إلى تغيير مجتمعي، ولذلك نحن نعتب على الشريحة المثقفة التي تعزف عن المشاركة السياسية".

اقرأ/ي أيضًا | عرابة: علي عاصلة يترشح لرئاسة البلدية مرة أخرى