تحل انتخابات السلطات المحلية المزمع إجراؤها في تاريخ 30.10.2018، في ظل جو من التناقضات في معظم البلدات العربية بالنقب، ويتمحور النقاش حول الواقع الذي لم يرتق إلى توقعات المواطن العربي، فيما فشلت بعض إدارات السلطات المحلية الحالية في تحقيق الأهداف والوفاء بالتزاماتها للمواطنين.

وبرز نقاش حول المشاركة الشبابية في الشأن العام وفي إدارة الحيز المشترك وقيادة البلدات العربية نحو واقع أكثر حداثة وتنورا.

وقد تكون القيادة الشبابية لناظريها قريبة من التحقق في بلدات عربية، وذلك لبروز شباب ذوي خبرة وكفاءة في العمل الجماهيري والبلدي ينافسون على رئاسة السلطات المحلية في الانتخابات المقبلة.

والتقى "عرب 48" المرشحين إبراهيم النصاصرة عن قائمة "الغد المشرق" في قرية اللقية وعمر أبو رقيق عن قائمة "رسالة التغيير" في بلدة تل السبع.

إبراهيم النصاصرة

المرشح إبراهيم النصاصرة (36 عاما) خريج الجامعة العبرية حاصل على لقب ثان في إدارة السلطات المحلية والسياسة الجماهيرية وخريج برنامج "معوز- إدارة وقيادة"، متزوج ووالد لأربعة أولاد.

وقال النصاصرة عن نشاطه ما قبل الترشح لمنصب رئيس مجلس اللقية المحلي، لـ"عرب 48" إن "أول مشاريعي كان بناء شركة 'يزيد' لتشغيل وتفعيل النساء العربيات في النقب والتي بدأت في العام 2010، والتي هدفت لتطوير الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل للنساء وأهل النقب، وذلك عن طريق بناء مصنع ربحي يقوم بتجهيز وجبات مناسبة للأبناء بمعايير عالية إيمانا منا بملاءمة فرص العمل لاحتياجات المجتمع وتوفير ظروف لا تمنع النساء من كسب قوتهن بسبب الاعتبارات الاجتماعية، وهنا استطعنا منح النساء العاملات فرصة العمل في أماكن قريبة من البلدات وداخل البلدات تحديدا وفي ورديات عمل ملائمة لاحتياجات الأم والعائلة".

وأضاف أن "المبادرة الثانية كانت بناء مركز 'تمار' بهدف غير ربحي، وهي مبادرة محلية عربية نقباوية جاءت نتاج بحث ومسح لاحتياجات النقب في العام 2015، بالأساس في مجال التربية والتعليم، إيمانا منا أن النجاح هو بالتعليم، وجاءت المبادرة بعد إعداد خطة عمل على أيدي مختصين ومخططين. وبدأ المركز بالعمل عبر تمويل ذاتي قمت بالتبرع به مع آخرين، وتكون مجلس إدارة المركز من مجموعة من الشباب العرب من النقب المختصين في الشأن الثقافي والمجال التعليمي. كانت انطلاقة عمل المركز مع 60 طالبا من 4 مدارس باستثمار شخصي بدأنا في تصدير نتائج أمام عدة وزارات واليوم نعمل مع 500 طالب وطالبة من كل قرى النقب".

أي سلطة محلية نريد؟

وقال المرشح النصاصرة: "أؤمن أن رؤساء المجالس المحلية بإمكانهم أن يكونوا الشخصيات الأقدر على التغيير إذا اعتمد عملهم على أسس علمية ومهنية. نحن نعاني في اللقية من خيبة الأمل لعدم الوصول بعد إلى وضع معيشي مريح وفقدان الثقة بين السلطة المحلية والمواطن، وذلك لأن السلطة المحلية في اللقية بشكل خاص تعمل بنمط سلطة تشغيلية، نصبو إلى منحها دورها الخدماتي الفعال والمتابع لهموم المواطن".

وعن الطريق الأمثل للوصول إلى تغيير الواقع الحياتي في اللقية، قال النصاصرة إنه "توجد عدة طرق للوصول إلى الهدف المنشود. وأنا شخصيا أعتمد على بناء الثقة بين السلطة المحلية والمواطن وإشراك المواطن عبر إقامة لجان شعبية وحاراتية للحفاظ على البلدة والتواصل المباشر بين الأهل والسلطة المحلية. بالإضافة إلى تطوير الطواقم وتيسير عملها نحو تغيير طابع عمل السلطة المحلية من تشغيلي إلى خدماتي".

وتطرق إلى رؤيته لدور الشباب في المرحلة المقبلة وقال إنه "على شباب وبنات اللقية أخذ دورهم وإعطاء ما يملكون من قدرات وجهد ووقت نحو مشاركة كفاءاتهم قدر الإمكان. لدينا ثروة بشرية وأرضية أكاديمية صلبة في اللقية وبإمكاننا تطوير البلد عند اشتراك الجميع وإيمانهم بالتغيير".

الشباب قادرون على صنع التغيير

والتقى "عرب 48" المرشح عمر أبو رقيق (30 عاما) لرئاسة مجلس محلي تل السبع.

عمر أبو رقيق

وعرّف أبو رقيق نفسه وقال إنه "تخرجت من مدرسة البيان في تل السبع بتفوق، وشغلت منصب رئيس مجلس الطلاب في الثانوية، وممثلا للطلاب في تل السبع في اللجنة القطرية ومن ثم درست موضوع التمريض في جامعة بئر السبع، تخرجت بامتياز وعملت ممرضا واليوم أدرس اللقب الثاني في موضوع القيادة والسلطات المحلية. انتقلت إلى ادارة قسم الشبيبة في تل السبع لمدة سنة ونصف، واستطعت إنجاز عدة أهداف ونتائج إيجابية في مجال التربية اللامنهجية في تل السبع".
وتطرق إلى ترشحه لرئاسة بلدية تل السبع، وقال أبو رقيق إن "أهالي تل السبع يعيشون معاناة يومية بسبب الإدارة السيئة للبلدة، وتتفاقم المشاكل بشكل مستمر الأمر الذي دفعنا لمحاولة التغيير بأنفسنا. تل السبع هي ثاني أكبر بلدة في النقب، ولكنها تعاني من الضائقة السكنية الخانقة والنفايات المتراكمة ونقص المرافق العامة والقدرة على تقديم الخدمات، هذا هو الواقع الذي نريد تغييره".

وأضاف أنه "أعاني كمثل معظم أهالي تل السبع التي كبرت في مدارسها، وأعيش في حارة غير معترف بها بسبب الضائقة السكانية، ولهذا أرى أن الأهداف واضحة".

وعن طريقته التي سيتبعها في تحقيق التغيير، قال أبو رقيق، "أؤمن بالشفافية الكاملة في العمل والخطط والميزانيات. أصبو إلى إشراك أهالي تل السبع في التغيير والتواصل المباشر معهم، وأؤمن بأن شعبنا ذكي ومطلع وبإمكانه اتخاذ قراراته على أسس مهنية وموضوعية".

نهضة شبابية

وختم المرشح أبو رقيق بالقول إن "هناك العديد من الأسماء الشبابية التي برزت ليس فقط على صعيد الانتخابات المحلية. وأفتخر أن العديد من الشباب الأكفاء أبدوا الرغبة في العطاء والإبداع، وسجلوا إنجازات بدرجات عالية. وبادر بعض الشباب إلى أخذ زمام الأمور والانخراط في العمل الجماهيري بنسب أعلى وكلي ثقة أن التغيير قادم لا محالة إذا صعدنا نشاطنا ومشاركتنا. نريدها جولة انتخابية نظيفة تنتهي بما فيه مصلحة ومنفعة للبلد وتتسم بالتسامح والديمقراطية الكاملة".

اقرأ/ي أيضًا | انتخابات 2018: هل تخبو القبلية أم تنتصر في رهط