عشية افتتاح السنة الدراسية الجديدة، صباح اليوم السبت، نشرت صحيفة "هآرتس" تقريرًا عن الخطة الخمسية التي وضعها الاحتلال لأسرلة جهاز التعليم في القدس، في الطريق إلى أسرلة الوعي الفلسطيني للمقدسيين، من خلال جهاز التعليم الرسمي في المدينة، وإغراء الأهالي والأبناء لترك المنهاج الفلسطيني وتفضيل المنهاج الإسرائيلي "لضمان حياة أفضل".

ويتضح من التفاصيل، التي نشرتها "هآرتس"، أن إجمالي ما رصده الاحتلال لهذه الخطة، التي ستطبق في مدارس القدس المحتلة والقرى التابعة لها، هو 450 مليون شيقل، أي أكثر من 130 مليون دولار، يتم تخصيص 43 في المائة منها لأسرلة المنهاج التعليمي. ويتضح أيضًا أن عدد خريجي المرحلة الثانوية سنويًا يصل، في مدارس القدس، إلى 7000 طالب وطالبة، يتضح أن 7 في المائة فقط منهم، انتسبوا لمدارس تتبنى المنهاج الإسرائيلي، فيما يصر 93 في المائة من الطلاب على مواصلة العمل والتعلم وفق المنهاج الفلسطيني، رغم مغريات تقدمها بلدية الاحتلال للمدارس والأهالي في حال انضموا للمنهاج الإسرائيلي، مثل فتح الأبواب أمام التحاق أبنائهم بالتعليم الجامعي الإسرائيلي، تمهيدًا للانخراط في سوق العمل الإسرائيلي في وظائف "مريحة" وليس فقط في الأعمال السوداء.

ويعني الالتحاق بوظائف مريحة استيعاب هؤلاء الخريجين أساسًا في وظائف في بلدية الاحتلال، أو مؤسسات الاحتلال الرسمية، كمؤسسة التأمين الوطني، ووزارة الداخلية وجهاز التعليم التابع لبلدية الاحتلال، والعيادات الصحية وغيرها، بما يجعل الانخراط في منظومة الاحتلال لأهالي القدس أمرًا طبيعيًا وروتينيًا. وفي ظل مواصلة مقاومة أهالي القدس لمخططات الأسرلة، اعترف رئيس قسم التربية والتعليم في بلدية الاحتلال، أفيف كينان، أن الاحتلال مستعد في المرحلة الحالية لعدم وضع عراقيل أمام قبول طلاب في الجامعات الإسرائيلية وفق شهادة التوجيهي الفلسطينية، أملًا في الوصول إلى الهدف المنشود من الخطة الخمسية، التي سيتحقق نجاحها عندما يقدم 700 خريج فلسطيني من المرحلة الثانوية في القدس، طلبات انتساب للجامعة العبرية وفق خطة خاصة أعدتها بلدية الاحتلال أطلق عليها اسم "البشائر"، التي تعد بمِنح وتسهيلات لمن يقبلون الالتحاق بالجامعة العبرية، لتصبح قِبلتهم وأملهم بدلًا من الجامعات الفلسطينية المختلفة. عندها، سيكون بالإمكان الحديث عن تغيير قواعد اللعبة. في غضون ذلك تتبنى بلدية الاحتلال خطة تشمل 300 طالب في المرحلة الثانوية، يقضون يومًا تعليميًا في الجامعة العبرية لضمان تحقيق الأسرلة فيما لا يجد المقدسيون دعمًا من السلطة الفلسطينية لمواجهة هذه المخططات.

(العربي الجديد)