ثمة مستجدات استبقت حلول الذكرى السنوية الـ42 ليوم الأرض الخالد، في الثلاثين من آذار/مارس الجاري. ويبدو أن هذه المستجدات ستؤدي إلى خطوات فلسطينية، في موازاة استعدادات عسكرية إسرائيلية لا تخلو من نوايا عدوانية.

ويتوقع أن يبدأ التحرك الفلسطيني، في الداخل وقطاع غزة والضفة الغربية، بإحياء ذكرى يوم الأرض، وأن تتواصل حتى الذكرى السبعين للنكبة، في منتصف أيار/مايو المقبل، حيث يجري التخطيط لمسيرات عودة باتجاه "الخط الأخضر" وقد تمت الدعوة إلى المشاركة فيها. وبين ذكرى يوم الأرض والنكبة، ستُنظم ككل عام مسيرة العودة في الداخل إلى قرية مهجرة في اليوم الذي تحيي فيه إسرائيل ذكرى تأسيسها، "يوم الاستقلال"، في منتصف نيسان/أبريل المقبل، تحت شعار "يوم استقلالكم يوم نكبتنا".

وأبرز المستجدات، هذا العام، إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن اعترافه بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، ونيته نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، في "يوم الاستقلال" الإسرائيلي، ضاربا كافة القرارات الدولية عرض الحائط.

ويصادف حلول ذكرى يوم الأرض، في نهاية الأسبوع الحالي، مع حلول عيد الفصح اليهودي. ويستغل اليمين الإسرائيلي والمستوطنون الأعياد اليهودية من أجل القيام بتحركات استفزازية للفلسطينيين، ويعتبرونها أنها "تأكيد على السيادة الإسرائيلية" في القدس المحتلة. وتتمثل هذه التحركات اليمينية بمسيرات في البلدة القديمة في القدس ومحيطها. ولا يشارك في هذه المسيرات سوى أنصار اليمين والمستوطنون. وتبدأ هذه المسيرات قبل أسبوع من الفصح اليهودي، ويتم خلالها إغلاق شوارع والتضييق على الفلسطينيين المقدسيين.

ولم تعد أيام الذكرى الفلسطينية، يوم الأرض والنكبة وذكرى النكسة، منفصلة عن بعضها، وإنما هي متصلة ومترابطة، بسبب ممارسات الاحتلال. بل أنه بسبب هذه الممارسات العدوانية، أصبحت احتمالات اندلاع أو استمرار هبة فلسطينية غير مرتبطة بيوم ذكرى. ومسبباتها متواصلة: استيطان، اقتحامات الحرم القدسي، هدم بيوت، تهجير قرى. وهذه الممارسات هي ضد الفلسطينيين في كل فلسطيني التاريخية؛ في الداخل والضفة والقطاع.

وبحلول ذكرى يوم الأرض، تتواصل محاولات الفلسطينيين من أجل حفاظهم على الأرض والمأوى، أو ما تبقى.. لكن تصدي الفلسطينيين لعمليات المصادرة والاقتلاع يجب أن يتركز، الآن، في الأماكن المستهدفة: في النقب، حيث تستعد السلطات الإسرائيلي لاقتلاع أهالي أم الحيران وتهجيرهم وهدم القرية؛ وفي الأغوار، تعمل دولة الاحتلال على اقتلاع أهالي التجمعات البدوية وتهجيرهم والاستيلاء على أراضيهم.

ما من شك حيال أهمية تنظيم مهرجانات يوم الأرض التقليدية في المدن والقرى، لكن تركيزها وزخمها يجب أن يكون في المناطق "الساخنة" والمستهدفة، حيث يُعد الاحتلال العدة لاقتلاع أهلها ونهب أراضيهم، هو المطلوب في ذكرى يوم الأرض هذا العام.