ربّما لا أبلغَ من الرسم الكاريكاتوري الذي وضعه صحيفة 'هآرتس' على صفحتها الثانيّة في اليوم الثاني لعدوان حزيران/يونيو عام 1967، الذي صُوّرت فيه إسرائيل وأنها دبابة واحدة تسير باتجاه مصر وتطلق مدفعّيتها هناك، لإيضاح الصورة التي كانت عليها إسرائيل وكيف تجندت كل وسائل الإعلام، حتى تلك التي تدعي أنها يسارية لنقل الرواية الرسمية لجيش الاحتلال، وتصوير العدوان على أنها حرب وقائية.

واحتفت صحيفة 'هآرتس' 'اليساريّة' بـ'التقدّم الذي يحققه الجيش الإسرائيلي في سيناء'، مثلما احتفت باقي الصّحف الإسرائيلية، وأبرزت في صدر صفحتها الأولى عنوان 'الجيش الإسرائيلي يدكّ المهاجم العربي' في محاولة تصوير إسرائيل على أنها تحت عدوان عربي، بينما، في الواقع، إسرائيل هي من شنّت العدوان على مصر وأقطار أخرى من الوطن العربيّ.

كما أبرزت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' احتلال اللطرون وجنين وشمالي سيناء على صدر صفحتها الأولى، بينما أبرزت في صفحتها الثانية  زعمها أن الأمم المتحدة 'غير قادرة على تحديد من بدأ العدوان'.

أما الصحف العربيّة فقد كانت في وادٍ آخر، إذ قالت 'الأهرام' الرسمية إن 'قواتنا المدرّعة تتوغل داخل خطوط العدوّ' وأضافت: 'في معركةٍ عنيفة دارت مساء أمس استطاعت قواتنا أن تحطم هجومًا للعدو وتشن بعده هجومًا مضادًا تتوغل به داخل خطوطه'.

وفي التفاصيل أردفت: 'بدأ العدو الإسرائيلي هجومه على الجبهة المصرية جوًا وبرًا ابتداءً من الساعة 9 صباخ أمس' و'إسقاط أكثر من 86 طائرة للعدو خلال هجماته الأولى وأسر وقتل عدد من طياريه' و'تحطيم ثلاث هجمات إسرائيلية بالمدرعات في مناطق الكونتيللا وأبو عجيلة وخان يونس'.

وأعلنت 'الأهرام' أن 'جميع الجبهات العربيّة بدأت القتال على الفور وفقًا لخطّ العمليات الموحدة' وزعمت أن 'الطيران المصري والأردني والسوري والعراقي يعمل فوق أرض العدو طوال يوم أمس'.

اقرأ/ي أيضًا | سليمان أبو شاهين: حملت بارودة من المقاومة الشعبية

وحول الموقف الأميركي، كتبت 'الأهرام' أن هنالك تساؤلاتٍ خطيرةً عن الموقف الأميركي المريب الذي تقفه الولايات المتحدة وحاملات الطائرات في البحر الأبيض.