أُثيرت عاصفة من الآراء خلال الأيام الأخيرة حول جدوى المظاهرة التي أقرتها لجنة المتابعة للجماهير العربية في مدينة تل أبيب، يوم السبت المقبل، احتجاجًا على "قانون القومية"، لكن أكثر ما لفت الأنظار خلال اليومين الماضيين، تصريح بعض الناشطين المحسوبين على "اليسار الإسرائيلي" عن رفضهم رفع العلم الفلسطيني في المظاهرة بحجّة أن "ليس له علاقة" بالمطالب لإسقاط القانون العنصري.

وكان رئيس لجنة الإعلام في لجنة المتابعة المنتمي للحزب الشيوعي الإسرائيلي، رجا زعاترة، قد كتب باللغة العبرية في مجموعة الـ"إيفنت" التابع للمظاهرة في "فيسبوك" أنه لن "تُرفع أي أعلام" في مظاهرة تل أبيب.

وهدف زعاترة بالمنشور الذي حذفه لاحقًا لسبب ما، إلى طمأنة المتسائلين (الرافضين لرفع العلم) من المشاركين اليهود، عن رفع العلم الفلسطيني، والذين أبدوا اهتمامهم بالمشاركة في المظاهرة، حيث تساءل بعضهم،باللغة العبرية على صفحة الحدث، عما إذا سيُرفع العلم الذي وصفوه بأنه تابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهي صيغة تُستخدم لعدم الاعتراف بالعلم الذي يُمثل جميع شرائح الفلسطينيين. 

وكتب ناشطون آخرون أيضًا منشورات بالعبرية أشاروا فيها إلى "عدم دعمهم" للراغبين برفع العلم الفلسطيني حيث أنهم يريدون البحث عن "المشترك" بينهم وبين "القوى اليهودية التي تُعارض القانون".  

وتسببت هذه التصريحات والداعمين لها، بردود فعل غاضبة في "فيسبوك"، حيث أدان كثيرون المطالبة بعدم رفع العلم الفلسطيني، ومنهم من قرر المشاركة بالمظاهرة ورفع الأعلام فيها بخلاف ما طالب به البعض ومنهم من وجد أن المظاهرة أصلًا "هزيلة".

واعتبر نديم ناشف، أن عدم رفع العلم الفلسطيني فيه إلغاء للهوية الأساسية لعرب الداخل: "مظاهرة الي منلغي حالنا وهويتنا ومنمنع علم فلسطين وحتى منغيير تصميم البوستير عشان يحرام ولاد عمنا ما يخافوا لا يعول عليها ولا على منظميها".

وانتقد محمد جبالي، ما وجده شراكة "فارغة" بين العرب واليهود: "اللي مفكر انه شركائه اليهود هم اليهود الذين يخيفهم الإعتراف بالحقوق الجماعية الفلسطينية في يافا وحيفا وحتى في تل أبيب، وإنه هم ممكن يكونوا جزء من الحل ومش جزء من المشكلة، هو مش بس واهم، وإنما أيضًا هو يساهم في تعزيز الفكرة اللي هو طالع يوم السبت "يقاومها"! وهي فكرة انه بس اليهود الهم حقوق جماعية بالبلاد! المشكلة مش بإمكانية "المساواة" في الحقوق الفردية "المدنية"! هاي كمان نتانياهو وصف كل من ينكر احتمال تحقيقها تحت اطار قانون القومية كمجنون مصاب بالهذيان! وانما المشكلة هي في تحويل فكرة حق الفلسطينيين الجماعي في البلاد لغير ممكنة. وهاي يتم مجابهتها بتعزيز المطالبة بحق الفلسطينيين الجماعي في البلاد، وأيضًا وليس أقل أهمية: في رفض فكرة الفوقية اليهودية ودونية كل الآخرين. وللأسف عندما تقبل المعادلة انه "جذب الشارع اليهودي" معناه التنازل عن هاذين المبدئين، نضالك فارغ من المعنى ويدور في حلقة مفرغة انت احد مسبباتها ولست ضحيتها فقط!".

وأشار خالد تيتي إلى أنه لا يحق لأحد المطالبة بإنزال العلم الفلسطيني: "العلم الفلسطيني سيكون حاضر في كل زمان ومكان".

وعدد مجد كيال الأسباب لرفضه المشاركة بالمظاهرة: "أنا مش رايح لأنّي بقبلش، بولا أي شكل من الأشكال، أشارك بمظاهرة بتشترط إنّي مأرفعش العلم الوحيد الي بمثّل نضال شعبنا ضد إسرائيل – علم فلسطين. الموضوع مش شقفة القماش، الموضوع هو إنه هذا القرار بعني إنه حقيقتنا (مين إحنا وشو منحس وشو منفكّر) شرعي ينخفى ويتخبّى لحتّى نقدر "نوصّل رسالة للإسرائيليين" وتكسب "دعم" تنظيمات إسرائيليّة"....

ولفت محمد بدارنة إلى أن الشخصيات التي طالبت بعدم رفع العلم الفلسطيني، منتمية لتيار كان دومًا يفعل ذلك على حد قوله: ""ما تغير اشي علينا واحنا صغار بسخنين وعرابه ودير حنا كان لما يرتفع علم فلسطين يهجموا عليه"العقلانيين" من ابناء شعبنا وينزلوه بالقوه ويضربوا اللي رفعوه ويتهموه بالعماله اليوم طوروا عقلانيتهن ليكتبوا ويادلجوا خوفهن ويلبسوا الف قناع ويدعوا الناس لمشاركة بمظاهرة بتل ابيب بدون رفع اعلام فلسطين.
نفسهن هدول بكونوا يسمعوا اغاني الشيخ امام عن الثورات وجيفارا وفيتنام ليغطوا بالشعارات على انهم رح يبقوا عبيد للاسياد من اجل فتات.
دعوة جيل كامل للامتناع من رفع علم فلسطين في مظاهره جوهرها حماية الهويه لا يقل عن خطورة قانون القوميه اللي بصب بالاخر بنفس عقلية التهجين.
اقتراح اخير ما تشغلوا اغاني ثوريه بالطريق خلي الشوفير يترك زوهر ارچوف وكثروا كياس وحامض لانو شي مره رح يستفرغ منكو الشجر والبحر والطريق."