أثار انتشار مقطع يظهر العقيد الركن السوداني، فيصل محمد خير، الملقّب بـ"جنقول"، راقصًا مع كتيبته وبين الناس، في حفل غنّى فبيه المطرب جمال فرفور، مرتديًا بزّته العسكريّة، ضجيجًا على مواقع التواصل الاجتماعي ممثّلًا النقاش الذي أثاره الفيديو في المجتمع السوداني، منقسمًا بين معارضٍ لرقص الضابط وحريصٍ على الصورة العسكرية الرصينة وفرحٍ بمظاهر الفرح.

فكتب طلّاع ابن جلاء مصطفى على صفحته في "فيسبوك" يقول: " نعم نحن نفرح ونرقص ولكن في الهياج صخور، وفي سحات الوغي أسود"، مضيفًا أنّ "من كان حاضرًا في في أقاصي حنوب كردفان، يشهد أنّ الرجل (أي جنقول) أصيب وظلّ متمترسًا، انسحب القوات وظلّ صامدًا حتى حمل على الأكتاف"، واصفًا إياه بأنه "لا يتكرّر".

وكتب حسن عمور على حسابه في "فيسبوك" يقول إنّ "جنقول رجل بمعنى الكلمة يحب العمل الإنساني لأبعد الحدود، وجنقول ذلك الإنسان الفكاهي.. أنتم لا تعرفون شيئًا عن الإنسانية فتلومونه، وهل لعمل الخير عقاب؟".

وقال الصحافي عز العرب آدم، على صقحته في "فيسبوك" متسائلًا "هل الذي قام به جنقول يعد إهانة للقوات المسلحة السودانية التي اشتهرت بعزمها وحسمها؟ هل الذي نشر هذا الفيديو يعرف المناسبة والزمان والمكان؟ هل يعرف العقيد الركن فيصل عوض جنقول شخصيًا؟" مضيفًا أنّ "كونه يرفع من روح جنوده المعنوية هل يعد هذا انتقاصًا من هيبة القوات المسلحة الأمر ليس بفظاظة ماتم نقله.

إنها رقصة يبغضها الله ورسوله إلا فى هذا الموضع... إنها داخل إحدى ساحات وميادين القوات المسلحه بين قادته ومرؤوسيه ولولا أنه واثق من نفسه ويعرف مقدراته القتاليّة والفنية والموسيقيّة وسمعته القويّة ويعرف جيدًا حب رؤسائه ومرؤوسيه له لما تبختر وسط الأسود والأشاوس بقامته الرفيعة وخلقه الأرفع".

بالمقابل، فقد أثار الفيديو استياء البعض، فكتب محمد عمر على صفحته في "تويتر": "كنت مؤمنًا أنّ المسؤسسة العسكرية ستكون أحد أدوات التغيير، ولكن بعد مشاهدتي لرقص العقيد الركن فيصل جنقول مع قواته أقول رحم الله السودان وقواته المسلحة التي مسح كرامتها بني كوز بسياسة التمكين والصالح العام".

فيما عقّب وعد الفقي على المنشور قائلًا "لو رقص أوباما لقلتم أنه متواضع وروحه حلوة، أما رقص شخص قضى عمره في الحرب والموت قلتم عنها مسح للكرامة".

ووسط كلّ هذا الضجيج، كتب فيصل جنقول على حسابه الشخصي في "فيسبوك" معقّبًا على انتشار الفيديو أنّ "الأمر لا يخرج من الهزل الراقص والاندياح المسرحي مع جنودي لإدخال البهجة والسرور في أنفسهم و مشاركتهم أفراحهم"، "وليس بفعلي هذا تنتقص من قواتنا المسلحة الفتية الأبية، فهي في برجها العاجي مرفوعة الرأس مشرئبة العنق عالية الهامة موفورة الكرامة".

وبرّر جنقول رقصته بأنها "أحيانًا لا نحتاج إلى من يعطينا مظلة تقينا المطر إنما نحتاج لمن يبتل معنا لأن مساحة الشعور تفوق مساحة العطاء وهذا هو المقصد وليس على سبيل اللهو"، في إشارةٍ إلى مناسبة الرقصة.

اقرأ/ي أيضًا | #نبض_الشبكة: إدانات وتبرئات بعد اعتقال سعد لمجرد

اقرأ/ي أيضًا | #كلنا_خديجة: حملة تضامن مع ضحية اغتصاب جماعي في المغرب