30/01/2018 - 19:20

مدير الأرثوذكسية العربية: تحديات جمة تواجه الأهل والمدرسة

الصعوبات لدى الأهل موجودة وهنالك اليوم مبادرات عديدة لإقامة مجموعات أهل تلتقي بهدف الحوار وتبادل الخبرات والتجارب المماثلة، للأهل على حدة أو لقاءات تجمع الأهل والأولاد معا، وفتح حوارات ونقاشات مستمرة بينهم بهدف إيجاد حلول مقبولة

مدير الأرثوذكسية العربية: تحديات جمة تواجه الأهل والمدرسة

في المدرسة الأرثوذكسية العربية في حيفا التقينا مع مدير المدرسة الأستاذ إدوار شيبان، وهو معلم سابق لسنوات عديدة تخصص في موضوع علم الأحياء (البيولوجيا)، وبعدها أصبح مديرا للمدرسة منذ 11 عاما، وقد حدثنا عن التحديات الموجودة أمام المدرسة والأهل اليوم في عصرنا هذا محليا وعالميا، وكذلك العوامل الخارجية التي طرأت في الماضي ولا زالت تطرأ على حياة الأولاد، وتحدث أيضا عن مبنى العائلة القديم والجديد والتغييرات التي طرأت على المبنى الأسري، وعن العوامل التي باتت جديدة وتخلق تحديات من نوع أخر أمام المربين (المدرسة والأهل) ويجب التعامل معها وفحصها وإدراكها والانفتاح لهذه المتغيرات فقال:" لا شك أن هنالك تغيير في الطلاب عن الفترات السابقة"، وأكمل حديثه بأنه توجد أسباب عديدة لهذه التغييرات وأهمها تغيير المبنى الاجتماعي للعائلة من أبوي وموسع إلى العائلة المصغرة أب وأم وأولاد أو عائلة حدث انفصال بين الأب والأم. الأوضاع الاقتصادية الصعبة جعلت المرأة تخرج للعمل وهذا شيء جيد وممتاز بحد ذاته ولكنه ألغى المبنى القديم للعائلة، ولكن خلق تحديات جديدة أمام الأهل.(ولا يعني بالضرورة أن الجديد أفضل دائما). وطبعا الانكشافات الواسعة للعالم اليوم تركت أثرا وولدت تحديات أخرى في التربية، وهذه ظاهرة ليس فقط محلية ولكنها عالمية، فنرى اليوم في العائلة الواحدة كل واحد يعيش مع عالمه الافتراضي.

"مع كل الصعوبات الموجودة أنا ارى اليوم بأن الدور المركزي اليوم في تربية الأولاد لا زال للبيت والأهل وهنالك دور ثانوي للمدرسة وليس رئيسي"، وأيضا لأنه في المدرسة يمكث الطلاب 180 يوما والباقي من العام خارج المدرسة، وفي المدرسة يقضي الطلاب معظم أوقاتهم في التعلم والتحصيل حيث تخصص المعارف 90% من الميزانية للتعليم والبرامج التعليمية و10-15% فقط لمواضيع ومضامين للحوار والنقاش والقيم والمفاهيم.

 

نحن نرى في المدرسة العديد من سلوكيات الأولاد التي لا يعرفها الأهل، وأيضا الأهل يرون مشاهدا لا نعرفها نحن،وهنالك حالات أخرى اليوم، ففي جيل 17 سنة تقريبا يوجد طلاب يعملون خارج البيت، و"خارج البيت" يأخذ أشكالا عديدة ، فبالإضافة لخبرات العمل، وهذا شيء جيد، يتعرفون على أناس جدد يؤثرون سلبا وإيجابا في حياة الطلاب، وكذلك مجموعات الجيل لها الأثر الكبير في سلوكيات الأولاد وخاصة في جيل المراهقة.

للمدرسة دور مهم ليس فقط مع الطلاب، ولكن مع الأهل أيضا وهذا يجب أن يكون مركزيا وحسب خطة عمل واضحة ومدروسة، ويجب أن تكون هناك مرونة في التعامل وفحص مستمر كل مره من جديد والبحث دائما عن اجابات لما هو الأفضل.

الصعوبات لدى الأهل موجودة وهنالك اليوم مبادرات عديدة لإقامة مجموعات أهل تلتقي بهدف الحوار وتبادل الخبرات والتجارب المماثلة، للأهل على حدة أو لقاءات تجمع الأهل والأولاد معا، وفتح حوارات ونقاشات مستمرة بينهم بهدف إيجاد حلول مقبولة " لا حاجة لاكتشاف العجلة من جديد" ولكن التعاون دائما هو أساس النجاح.

التعليقات