07/02/2021 - 18:26

حين تُهدى الوالدية من بعد العُقُم

ينصح للفتيات اللواتي لن يحدث لديهن حمل وإنجاب بالوقت القريب، تجميد البويضات مبكرا، في جيل 32 حسب وزارة الصحة، ولكن الفتيات يبدأن بالتفكير في جيل 35 - 36 عاما

حين تُهدى الوالدية من بعد العُقُم

- عن تعريف العقم لدى الأزواج وطرق الوقاية والعلاج الممكن.

- 90% من الأزواج يحدث حمل طبيعي لديهم بدون تدخل طبي  خلال سنتين.

- مؤشرات قبل الزواج يجب الانتباه لها والحذر قبل الدخول لمشروع الزواج والإنجاب لدى الجنسين

- تجميد البويضات لدى الفتيات مبكرا، في جيل 32 حسب وزارة الصحة، للحفاظ على صحة وسلامة البويضة

- تنزيل 10% من وزن المرأة الزائد يساعد في  إمكانية الحمل بدون أدوية.

للحديث عن الموضوع، أجرينا لقاء مطولا عن العقم والزرع والإخصاب مع الدكتورة ريم حنا-الياس طبية نساء وتوليد، تعمل مديرة مركز صحة المرأة في صندوق المرضى العام "كلاليت".        

الدكتورة ريم حنا-الياس
طبيبة نساء وتوليد

ما المعنى الحرفي لكلمة عقم؟

العُقُم: معناها الحرفي عدم وجود فائدة من الشيء.

- حين لا يحدث الحمل عند الأزواج خلال سنة من التواصل الجنسي، في حين تُزال كل وسائل منع الحمل بينهما، نقول أن لديهما عقم أو مشكلة معينة.

- في جيل ال- 35 للمرأة، نحن نطلب من الزوج التوجه للفحص النسائي إذا لم يحدث حمل بعد نصف سنة.

- 20-25% من الأزواج يواجهون مشكلة معينة، حسب الإحصائيات.

- 80% من الأزواج يحدث حمل طبيعي، خلال السنة بدون تدخل طبي خارجي.

- 90% من الأزواج يحدث حمل طبيعي لديهم بدون تدخل خلال سنتين.

ما هو تقسيم العقم؟

- ما يتعلق بالمرأة.

- ما يتعلق بالرجل.

40% الأسباب من المرأة،و40% الأسباب من الرجل.

20% من الأسباب هي أسباب غير واضحة حين تكون كل الفحوصات عند الرجل والمرأة سليمة.

كيف بتم العلاج عند كليهما؟

علاج المرأة والرجل يتم عن طريق أطباء للنساء ومن ثم الرجل بعد تحاليل مخبرية للأعضاء التناسلية، إذا اتضحت مشكلة لديه يحال لطبيب مسالك بولية.

ما هي مشاكل العقم لدى الرجل؟

- أغلب الأسباب عند الرجل هي غير معروفة، ولكن هنالك حالتين لها علاج لديه:

- ضعف في الهورمونات. فيُعطى علاجا لتقوية الهورمونات.

- مشكلة الدوالي، وهي شرايين متوسعة في منطقة الأعضاء التناسلية، وتشكل حرارة عالية على البيضة لديه، وتجرى له عملية جراحية، لدى طبيب مسالك بولية.

- باقي الحالات، يكون هنالك ضعف في الحيوانات المنوية ولكن لا نستطيع الإصلاح في شيء، هو أمر واقع، في هذه الحالة نذهب لطريقة الزرع المعروفة، ولكن لا يوجد علاج لهذه المشكلة.

ما هي المشاكل لدى المرأة؟

- تكون عادة مشكلة في الإباضة وفي الهورمونات، فإما أن تكون الإباضة ضعيفة، أو غير منتظمة، أولا يوجد إباضة بالمرة بسبب ضعف الهورمونات لديها، نتدخل حينها لنساعدها لمعرفة متى تكون الإباضة لديها، وإذا كانت الإباضة غير موجودة نعطي أدوية أو حقن من أجل تقوية وتكبير البويضة وزيادة إنتاجها لكي تكون جاهزة للتلقيح أو للزرع.

- مشاكل أخرى ممكن أن تكون في مبنى الرحم مثل نتوء معين، قطعة نسيج لحمي، أو مبنى الرحم غير سليم، مشاكل في الأنابيب تكون مغلقة، فلا تدخل الحيوانات المنوية ولا يتم الإخصاب بسبب الانسداد الذي يحدث عادة لدى المرأة بسبب التهابات أو عمليات معينة تُحدِث تلاصقا حول الرحم والمبيض.

وهنا نلجأ لعملية فتح الانسداد في الأنابيب، وفي حال لم ننجح بالفتح، نلجأ للزرع. والزرع هو التقاء البويضة والحيوانات المنوية خارج الجسم، ومن ثم إعادتهم لرحم المرأة بعد الإخصاب وتكون جنين، هذا يسمى زرع خارج الرحم.

كيف يتم ذلك؟

في المراحل الأولية تجرى فحوصات للمرأة، لمبنى الرحم والإباضة والهورمونات ونتأكد أنه لا توجد عوائق.

وللرجل يجري فحص للحيوانات المنوية لكشف صحتها، وحسب النتائج نبدأ بالعلاج على النحو الآتي:

الإخصاب الداخلي:

بطرق سهلة، عن طريق أدوية شرب تقوي الإباضة والتحكم بأيام الإباضة لدى المرأة والمساعدة في الإباضة، حينها إذا كانت الحيوانات المنوية جيدة نوصي بالتلقيح داخل الجسم، نبقي البويضة مكانها، وفي حين معرفة وقت نزولها نأخذ الحيوانات المنوية للمختبر ونفرز الملائم والجيد منها،  ونزرعها داخل الرحم، هذا هو الإخصاب الداخلي.

الإخصاب الخارجي:                                                             

الزرع يتم خارج الجسم وننتج جنينا جاهزا ونعيده للرحم.

الطريقة تُحَدَد حسب المشكلة الموجودة لدى المرأة.

هذا الزرع يكون في حالة ضعف الحيوانات المنوية أو تسكير الأنابيب لدى المرأة، أو في حين أجريت كل العلاجات الأخرى ولم ينفع ذلك.

هل هنالك حالات أخرى؟

يجب التوجه للزرع حالا إذا كان جيل المرأة فوق ال- 40 سنة، لأن لديها الوقت قصير بالنسبة للجيل فيجب أن نكسب الوقت من أجل إنجاح الحمل، فكما هم معروف ففي جيل ال 35 تنخفض نسبة الخصوبة بسرعة، وفي جيل لغاية 45 سنة كل العلاجات تتوقف، في جيل ال 40 نوجهها للزرع

لماذا؟

 أولا لنزيد من احتمال الحمل،

ثانيا لكي تستفيد من تجميد أجنة أخرى للمستقبل.

باقي الأزواج يجب أن يتحولوا للعلاج قبل الزرع.

ما هي احتمالات نجاح أو فشل الزرع؟

لا نستطيع أن نتحدث عن احتمالات نجاح للزرع لأن كل زوج له خاصيته في التركيب والمبنى المختلف للجسم، بشكل عام هنالك نجاح للزرع بنسبة 40-60% خلال دورة العلاج، هنالك تجاوب سريع للحمل ممكن أن يكون إذا لم تكن هنالك مشاكل، وهؤلاء ينجحون بعد المرة الثانية أو الثالثة.

هل هنالك تأثير لجيل المرأة والرجل على الحمل؟

المرأة:

- جيل المرأة في حالة الزرع يؤثر حسب عدد البويضات التي تنتجها، فالأنثى تولد مع عدد بويضات معين في كل شهر تخسر بمعدل من 10-12 بويضة. من المنتوج كلما تقدم العمر لدى النساء هذا "المخزن" تقل فيه عدد البويضات، فالجيل يؤثر على:

- كمية البويضات التي نستطيع استخراجها في كل جولة علاج ويؤثر على نوعيتها أيضا، بأن يكون فيها كروموسومات سليمة لينتج جنينا سليما بدون إعاقات أو مشاكل.

- كلما كانت المرأة متقدمة في السن تتجاوب بشكل أقل مع العلاج، وعادة في جيل 35 وما فوق.

الرجل:

الرجل يبدأ التأثير والتجاوب الأقل للخصوبة في جيل 50-60 عاما، فالجيل المتقدم يؤثر على الحيوانات المنوية وضعفها، والتي تؤثر بدورها على نسبة نجاح الحمل.

هل من نصائح معينة قبل فوات وقت الإنجاب؟

- ينصح للفتيات اللواتي لن يحدث لديهن حمل وإنجاب بالوقت القريب، تجميد البويضات مبكرا، في جيل 32 حسب وزارة الصحة، ولكن الفتيات يبدأن بالتفكير في جيل 35 - 36، ومفضل التوجه للاستشارة لتجميد البويضات، فتستطيع استعمالهم حتى في جيل ال 50-52 عاما إذا أرادت الحمل.

- احتمال الحمل الطبيعي في جيل فوق جيل 45 لدى النساء هو 1%، وفي البلاد يتوقف الزرع في جيل 45 أيضا، لأن الاحتمال يكون أيضا بنسبة 1% للحمل، إلا إن وجدت أجنة أو بويضات مجمدة قبل هذا الجيل لدى المرأة.

هل من توصيات قبل جيل الزواج للفتيات والشباب لنمنع مشاكل حمل؟                 

الفتيات:

- عدم انتظام العادة الشهرية لدى الفتيات، ففي جيل في جيل 11-12 عاما عند حدوث العادة الشهرية لدى الفتيات، عادة في أول سنتين أو 3 يكون هنالك عدم انتظام في العادة الشهرية.

هذا لا يخيف فالموضوع طبيعي في البداية، إذا استمر الأمر بعد هذا الوقت، عدم انتظام للدورة، مفضل التوجه لفحص تكيس المبيض لدى طبيب نساء، لا تحدث إباضة  في كل شهر فتعيق العادة الشهرية، وهي من أكثر المشاكل انتشارا لدينا، بسبب هورمونات ذكرية مرتفعة، تنظيم العادة الشهرية في جيل 17 -20 مهم جدا، هذا يساعد في المستقبل لأقل مشاكل للحمل، والإباضة تكون لديها منتظمة.

- التكيس المبيضي والسكري والسمنة الزائدة من المسببات لعدم انتظام الهورمونات، وهذا يتطلب للنجاعة في العلاج تنزيل الوزن والسكر وممارسة الرياضة.

- من تستطيع إنزال وزنها الزائد بنسبة 10% ممكن إعادة الإباضة والعادة الشهرية لانتظام وضبط بدون أدوية

- الالتهابات وأوجاع البطن أكثر من اللازم أثناء العادة الشهرية، هي إحدى العلامات لانسداد الأنابيب مستقبلا، وهذا يوجد له علاجا مبكرا. وحين تصل  لجيل الإخصاب يكون الجسم مهيئا لذلك وجاهزا.

- مفضل التوجه  كل سنة أو سنتين لطبيب نساء من جيل 17  للتأكد من السلامة.

الرجال:

- لدى الشباب العلامات التي ممكن ان تؤدي لمشاكل مستقبلا هو موضوع الحم المرتفع نتيجة الالتهابات، لأن الحرارة العالية سيئة للأعضاء الذكرية ويمكن أن تؤدي لمشاكل، يجب تنزيل الحم ولا ننصح للشباب باستعمال الساونا والجاكوزي.

- الدخان والمنشطات والهورمونات المنشطة في الغرف الرياضية غير المراقبة، فيها هورمونات تشكل خطورة عالية، وأخذ  المنشطات تعد بمثابة سم للشباب وتؤدي إلى نسبة "صفر حيوانات منوية" لديهم، والقصد هورمونات أو منشطات ستيروئيدية، فيجب فحص المنشطات وتركيبها قبل استعمالها.

هل هنالك مشاكل بالإنجاب اليوم أكثر من الماضي؟

قبل 30 سنة لم تكن نسبة عدم الإنجاب مرتفعة، المشاكل اليوم زادت أكثر، فأسلوب حياتنا اختلف في الأكل ونوعيته، النوم، الرياضة، الإشعاعات التي نتعرض لها، فأسلوب حياتنا لا نستطيع التحكم به، تطغى علينا الخليويات بكثرة والإشعاعات.

ولكن نحن نستطيع التحكم بالمحيط حولنا من ناحية الأكل والأدوية والرجيم والمنشطات، والتعرض للدخان والنرجيلة والمشروب فنخففها قدر الإمكان ونصل للتوازن، نستثني السموم لنحتاج لعلاج أقل.

مهم جدا:

- يجب ألا ننجب من أجل الإنجاب فقط، فإذا لم تكن الظروف مواتية للإنجاب لدى الزوج يجب ألّا يقبلوا على ذلك لأن في ذلك مسؤولية لكل العمر.

- الضغوطات النفسية ممكن أن تكون عائقا للإنجاب، فالإنجاب ليس هدفا، بل هو مشروع لكل العمر ومسؤولية ويجب أن يكون الوقت مناسبا لذلك، وهو ليس حلا لمشاكل الزوجين أيضا.

- قبل التوجه للعلاج يجب معرفة أن العلاج ليس سحرا، ممكن ألّا يتم في وقت قصير، يجب الصبر والتأني.

ماذا عن الكورونا والإنجاب؟

- أول فترة الكورونا أوقفنا العلاجات، لم تكن لدينا معلومات كافية عن ذلك، بعد شهر أو شهرين وصلتنا المعلومات بأن الفيروس لا ينتقل للجنين من الرحم.

- المرض لدى الأم الحامل ممكن أن يؤدي لولادة مبكرة أو إجهاض

- لذلك فمن يريد الدخول للحمل يجب التطعيم للكورونا للجرعتين الأولى والثانية قبل الدخول للحمل وخاصة للحمل الاول.

- اللقاح نفسه لا يؤثر على الولادة والحمل، فوزارة  الصحة أرسلت تعميما بأنه لا يؤثر على إمكانية الحمل، وهنالك الأمر مثبت بأن نساء دخلن بالحمل في وقت تناول اللقاح ضد فيروس الكورونا.

- بالنسبة للتطعيم ضد الفيروس مثبت علميا بأن الماسينجار RNA  لا يؤثر على الخصوبة.

- من ناحية وقت لا نستطيع معرفة 100% كل المعلومات لأنه لم يمر عام بعد على من أخذوا التطعيمات.  

أجرت اللقاء: سوسن غطاس موقع والدية برعاية عرب 48

التعليقات