وسط قصف متزايد: باكستان تستعد لتسليم الطيار الهندي

تستعد باكستان، اليوم الجمعة، لتسليم طيار هندي تم أسره، بينما استمرت الهجمات عبر الحدود في منطقة كشمير المتنازع عليها في الهيمالايا، لليوم الرابع على التوالي، حتى في الوقت الذي تسعى فيه الجارتان المسلحتان نوويا لنزع فتيل مواجهاتهما الأكثر خطورة

وسط قصف متزايد: باكستان تستعد لتسليم الطيار الهندي

(أ ب)

تستعد باكستان، اليوم الجمعة، لتسليم طيار هندي تم أسره، بينما استمرت الهجمات عبر الحدود في منطقة كشمير المتنازع عليها في الهيمالايا، لليوم الرابع على التوالي، حتى في الوقت الذي تسعى فيه الجارتان المسلحتان نوويا لنزع فتيل مواجهاتهما الأكثر خطورة في غضون عقدين.

ويتواجه عشرات الآلاف من الجنود الهنود والباكستانيين على طول حدود كشمير المعروفة باسم "خط السيطرة"، في واحدة من أكثر مناطق العالم توترا.

وعلى الجانب الهندي من المعبر الحدودي الباكستاني في واغاه، اصطف رجال شرطة هنديون معممون على الطريق، اليوم الجمعة، وسط توقعات بتسليم الطيار، ولوحت مجموعة من الهنود بعلم بلادهم الوطني وأمسكوا إكليلا ضخما من الزهور لاستقباله.

وتصاعدت التوترات منذ أن عبرت طائرات هندية إلى باكستان، يوم الثلاثاء الماضي، ونفذت ما وصفته الهند بضربة وقائية ضد مسلحين تتهمهم بتنفيذ تفجير انتحاري في 14 شباط/ فبراير، في الجزء من كشمير الذي تسيطر عليه الهند والذي أسفر عن مقتل 40 جنديا هنديا. وردت باكستان بإسقاط طائرتين هنديتين يوم الأربعاء، وألقت القبض على الطيار.

وسارع زعماء العالم، منذ بدء التصعيد، إلى منع نشوب حرب شاملة في شبه القارة الآسيوية. وقال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في هانوي، أمس الخميس، إنه شارك في السعي لتهدئة الصراع.

ومن المتوقع وصول وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي، عادل الجبير، إلى إسلام آباد، حاملا رسالة عاجلة من ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان.

وقال رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، للمشرعين، أمس الخميس "سنطلق سراح الطيار الهندي كبادرة حسن نية غدا"، لكن الهند أوضحت أن التصعيد الأخير قد غير إستراتيجيتها وأنه من الآن فصاعدا ستضرب، بما في ذلك داخل باكستان، إذا حصلت على معلومات عن هجوم يجري التخطيط له.

وحذر رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، في وقت سابق أمس الخميس، من أن "أعداء الهند يتآمرون لإشاعة عدم الاستقرار في البلاد من خلال الهجمات الإرهابية".

وذكر خان أيضا أنه خشي من أن الهند قد تشن هجوما صاروخيا، لكن تم نزع فتيل الموقف لاحقا. ولم يخض في التفاصيل.

وقال خان: "تريد باكستان السلام لكن لا ينبغي معاملة الأمر على أنها ضعف منا... ستزدهر المنطقة إذا كان هناك سلام واستقرار. إنه أمر جيد لكلا الجانبين".

في غضون ذلك ظل المجال الجوي الباكستاني مغلقا أمام معظم حركة النقل الجوي، على الرغم من السماح ببعض الرحلات الداخلية، أمس الخميس.

قالت وكالة الطيران المدني بالبلاد، إن السلطات ستعلن بعد ظهر اليوم، الجمعة، ما إذا كانت ستعيد فتح المجال الجوي أو ستستمر في إغلاقه.

وأفاد سكان بلدة تشيخوتي الحدودية الباكستانية، بوقوع قصف عنيف الليلة الماضية وصباح اليوم، وفر أكثر من 200 شخص إلى معسكر عسكري منظم على بعد 20 كيلومترا من الحدود.

وقالت الشرطة في شطر كشمير الذي تسيطر عليه الهند، إن شخصا أصيب بجروح وأصيب بيتان مدنيان على الأقل في القصف عبر الحدود.

يذكر أن كشمير مقسمة بين الهند وباكستان، لكن كلا البلدان تطالب بها كاملة منذ ما يقرب من تاريخ تأسيس الدولتين في عام 1947. وخاضتا ثلاث حروب، اثنتان مباشرة بشأن المنطقة المتنازع عليها.

وأغلقت السلطات في كشمير الخاضعة لسيطرة باكستان جميع المدارس والمؤسسات التعليمية في المنطقة، وحثت الآباء على إبقاء أطفالهم في منازلهم وسط تصاعد التوتر.

واعترف المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية، محمد فيصل، بأن بلاده تلقت "ملفا" من الهند بشأن التفجير الانتحاري. ورفض تقديم تفاصيل حول المعلومات التي شاركتها نيودلهي.

مودي، في أول تصريحات له منذ اعتقال الطيار، أدلى بخطاب حماسي قبيل الانتخابات في الأشهر المقبلة؛ وقال لعشرات الآلاف الذين تجمعوا في أنحاء البلاد، أمس، للاستماع إليه في مؤتمر عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من نيودلهي: "قواتنا المسلحة تخدم بشجاعة على الحدود ... تواجه البلاد أوقاتا صعبة وستحارب وتعيش وتعمل وتنتصر بشكل متحد".

وتعد العمليات العنيفة التي وقعت هذا الأسبوع، هي أخطر تصعيد للصراع الذي طال أمده منذ عام 1999، عندما أرسل الجيش الباكستاني قوة برية إلى المنطقة التي تسيطر عليها الهند في كشمير عند كارجيل. وشهدت تلك السنة أيضا إسقاط طائرة مقاتلة هندية لطائرة تابعة للبحرية الباكستانية، ما أسفر عن مقتل جميع الركاب الستة عشر الذين كانوا على متنها.

وبدأت هذه الموجة الأخيرة من التوترات بين الخصمتين للمرة الأولى بعد أن أعلنت جماعة جيش محمد، مسئوليتها عن التفجير الانتحاري على قوات أمن هندية. تتهم الهند باكستان منذ فترة طويلة برعاية مثل هذه الجماعات المسلحة لمهاجمتها. وقالت باكستان إنها غير متورطة في هذا الهجوم وإنها مستعدة لمساعدة نيودلهي في التحقيق.

التعليقات