حزب الله يحذر: "ما حصل في العراق لا يعني انه قابل للتكرار في اماكن اخرى"

ويضيف على لسان الشيخ نعيم القاسم: الخطوات الاميركية في العراق هي بداية لخطوات تشمل المنطقة بأسرها وتوفر غطاء ملائما للمشروع الاسرائيلي

حزب الله يحذر:
حذرت منظمة حزب الله اللبنانية، على لسان نائب الامين العام لـحزب الله الشيخ نعيم قاسم، اليوم الثلاثاء، من ابعاد المخطط الاميركي - الاسرائيلي الذي يستهدف اعادة ترسيم خارطة الشرق الاوسط، بما يتفق مع المشروع الاسرائيلي. وقال ان اميركا لن تقدم على تنفيذ تهديداتها للتنظيم مباشرة، وانما يمكنها أن تعهد بذلك الى اسرائيل. وحذر قائلا "ان حزب الله سيرد على كل عمل عدواني يستهدف لبنان".

وكان نائب الامين العام لـحزب الله الشيخ نعيم قاسم والنائب محمد برجاوي، وعضو المكتب السياسي غالب ابو زينب، قد زاروا قبل ظهر اليوم، المرجعية الروحية للارمن الارثوذكس، آرام الاول كيشيشيان في انطلياس.

وبعد اللقاء الذي استمر نصف ساعة قال الشيخ قاسم: نحن نتابع جولتنا على المرجعيات الروحية، وهذا اللقاء هو جزء من جولة كبيرة قررها الحزب، تشمل المرجعيات الروحية والاحزاب والقوى السياسية اللبنانية، وسيزورها ايضا رئيس المجلس السياسي، ابراهيم امين السيد مع وفد من الحزب، وكذلك سنزور اركان الدولة مع بعض الشخصيات النيابية في البلد، وسيلتقيها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، النائب محمد رعد مع وفد من الحزب.

وأضاف ان هذه الزيارات تهدف الى مناقشة الاوضاع والتطورات المنعكسة على لبنان بشكل خاص. وقال ان شيئا لم يتغير بالنسبة لحزب الله في ضوء هذه التطورات، "بل تؤكد الايام ان الخطوات الاميركية في العراق هي بداية لخطوات تشمل المنطقة بأسرها وتوفر غطاء ملائما للمشروع الاسرائيلي. وها نحن نسمع اريئيل شارون يتحدث عن تسهيلات يتوقعها بسبب نتائج العدوان على العراق، وكذلك نسمع اتهامات لسوريا بامتلاك اسلحة الدمار الشامل، مما يؤكد ان الخطوة العراقية هي معبر اميركي لخطوات اخرى تشمل سوريا ولبنان وفلسطين وايران والمنطقة عموما، وهذا يجعلنا جميعا امام خطر استكباري يستلزم منا ان نكون متماسكين وواثقين من انفسنا وقدراتنا على المواجهة والتحدي والدفاع".

ورأى القاسم ان ما حصل في العراق لا يعني انه قابل للتكرار في اماكن اخرى، لأن الظروف تختلف والحكومات تختلف، والمعطيات لا تتشابه على الاطلاق، وقال: "من هنا نحن لا نستطيع ان نمنع وقوع احداث يفكر الاخرون في تحقيقها، وبالتالي عندما نكون واثقين من قدراتنا ومصممين على المتابعة وموحدين مع كل الفئات والقوى فان كل المشاريع تسقط لأننا اصحاب الارض واصحاب الحق ويجب ان يرى العالم هذا الانحياز الاميركي الواضح. فأين المطالبة بالاسلحة النووية الموجودة في اسرائيل فعلا لا احتمالا، واين المطالبة بحق الشعب الفلسطيني في ان يسترد ارضه وتتوقف المجازر ضده? هناك انحياز واضح ومكشوف امام الرأي العام، لكن الاحادية الاميركية تفكر في ان تفرض شروطها".

"اما نحن" قال الشيخ القاسم، "فنعتقد ان هذه الشروط سيستعصي تحقيقها في بلدنا وفي سوريا وايران وفلسطين، وستكشف الايام ان المنطقة برموزها وقياداتها ومقاومتها عصية على المشروع الاميركي - الاسرائيلي، وقد كانت وجهات النظر متفقة مع قداسة البابا يوحنا بولس الثاني عندما اكد ضرورة استمرار العيش المشترك، فهو القوة الحقيقية، ويبقى الالتفاف بيننا والتعاون هو الرصيد الذي نحمله في مواجهة التحديات.

وتطرق القاسم الى حملة التهديد والتحريض الاميركية - الاسرائيلية، ضد سوريا لا سيما في ما يتعلق بـحزب الله . وقال القاسم: "نحن وسوريا في خندق واحد وسنبقى متحدين ومتماسكين في مواجهة التحديات. ونعتبر ان هذه الحملة الاميركية تستهدف اضعاف الموقف السوري اللبناني، وهي محاولة لتفكيك العلاقة بين سوريا ولبنان بهدف عزل كل منهما عن الاخر. في المقابل، نقول اننا متمسكون بالعلاقة الاستراتيجية مع سوريا وستثبت الايام انها ارسخ بكثير مما كانوا يتوقعون. وكلما ازدادت الضغوط كلما اكدنا المزيد من التماسك، وهذا هو الرأي السوري ايضا في المسألة".

وأضاف: " الهجمة على سوريا هي هجمة استكبارية مدانة، ومحاولة لمعاقبتها على مواقفها الشريفة، والنبيلة في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية ومقاومة الشعب اللبناني ودعم الشعب العراقي وهذه المواقف مفخرة لسوريا، من هنا سنكون معا ان شاء الله وعلى الدول العربية والاسلامية والغربية ايضا ان تنظر الى هذا الاداء الاميركي السيئ لتواجهه، لانه لا يمكن ان تستمر اميركا كما هي ويتفرج عليها الجميع".
واختتم قائلا: "في كل حال ما هو موجود من عزم وتصميم عند سوريا ولبنان هو اكبر بكثير من توقعاتهم، ولا يمكن ان نكون لقمة سائغة للمشروع الاميركي - الاسرائيلي".

التعليقات